"عم رجب" عامل تراحيل في "زمن التعويم": "ابني ساب المدرسة عشان أعرف اشتري كيلو لحمة" (فيديو)

جلبابه الأبيض تبدل لونه إلى الرمادي، بعدما نال منه الزمن، يبدو عليه كبر السن بشعر أبيض قارب الصلع، وشارب شامخ، يواجه تقلبات حياته ممسكا بكيس يخفي عدته البسيطة ويضعها جانبا حين تصل إلى أذنيه كلمات أحد أصدقائه "الشاي يا عم رجب".

عم رجب عامل في العقد الخامس من عمره يجلس على الأرصفة خلف محطة مترو الجيزة، منتظرا أن يأتيه الرزق على هيئة بعض المقاولون الذين يحتاجون إلى عامل بالفاعل أو قد يضحك له القدر ويرسل إليه رب أسرة يطلب منه هدم حائط أو حمل أثاث فيكفيه الأجر لثلاثة أو أربعة أيام بدون عمل.

على الرغم من العامل الشاق الذي يقوم به عم رجب، فهو لا يكفي بيته وفق حديثه لـ"أهل مصر": "كيلو اللحمة بـ150 جنيه وأنا شغال على باب الله يوم خمسين يوم مائة يوم مفيش خالص يعني لا أعرف أكل عيالي لا لحمة ولا فراخ ولا حتى سمك"، تزداد الظروف الاقتصادية ضيقا كلما اقتربت بداية الدراسة فالأجر ضئيل والأدوات الدراسية تزداد أسعارها كلما مرت دقيقة على عم رجب لتزداد عقدة حاجبيه ضيقا.

أسرة عم رجب مكونة من زوجته وثلاثة بنات الأولى في عامها الثاني عشر بلغت الصف السادس الابتدائي والأختين مازالوا في مرحلة ما قبل الدراسة وولد واحد، انتقلت معه الأسرة من قريته في بني سويف إلى الجيزة، والسكن ببيت مؤقت إيجاره 600 جنيه، لتستمر معانتها، وبينما يمر العمر، يجد عم رجب في ابنه الأكبر السند.. "الولد سند ابني الكبير هو اللي حاسس وشايف ومبيطلبش لدرجة أنه ساب المدرسة عشان يشتغل ويساعدني".

كلما أشرقت شمس جديدة، كلما اكتظت الأرصفة بعم رجب وعم جرجس وبعض الشباب الذين جاءوا ليتوارثوا منهم العمل ليصبح عمال التراحيل أسطورة تتوارث عبر الأجيال وقنبلة تفجرها كل الأرصفة المصرية والسبب على حد قول عم رجب.. "لو كنت متعلم أو معايا شهادة كنت اشتغلت في مصنع ولا شركة لكن أنا يدوب بفك الخط وده اللي خلاني عمري كله شغال فاعل على باب الله".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السفير محمد الشناوي مُتحدثا رسميا جديدا باسم رئاسة الجمهورية