في جنازة شعبية مهيبة ودع الآلاف من أهالي قرية نكلا وكافة قرى منشأة القناطر بشمال الجيزة، شهيد الواجب المجند شرطة سعد عوني الأبيض 20 عاما والذي لقى ربه في الحادث الإرهابي الغادر بشمال سيناء.
وتوافد الآلاف من القرى المجاورة إلى منزل الشهيد لتوديعه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بقرية نكلا في جنازة مهيبة فى حضور عدد القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة والنائب أحمد فاروق أبو عبدة وقيادات من الشرطة والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة وقيادات وعمد قرية نكلا والقرى المجاورة.
وخرجت الجنازة من المسجد الكبير في القرية "مسجد البحر" وحمل المشيعون الشهيد في نعش ملفوف بعلم مصر وخرج مع الشهيد جنازتين آخرين، وردد المشاركون في الجنازة هتافات: (لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله.. والإرهابي عدو الله، الله أكبر.. الله اكبر)، واتشحت قرية نكلا وقرى مركز منشاة القناطر بشمال الجيزة بالسواد عقب علمهم باستشهاده قبل يومين في الحادث.
وبصوت يملأه وجع الفراق، خاطبت زوجة الشهيد كل المشاركين في جنازته، عقب خروج جثمانه، قائلة: "اللى يحب سعد مايصوتش عليه"، وبدأت الزغاريد تزف الشهيد إلى مثواه الأخير، وكأنه عرس.
من ناحية أخرى، توعد أصدقاؤه من المجندين المشاركين في الجنازة باقتلاع الإرهاب من جذوره من أرض الفيروز شمال سيناء، مؤكدين أن الشهيد كانت لديه الفرصة للنقل من سيناء لكنه رفض، وأصر على الاستمرار في مكانه مدافعا عن وطنه.
ويذكر أحد أصدقاء الشهيد أن والدته كانت تبكي وتقول ابنى شهيد راح الجنة، واصفًا صديقه بأنه كان يعتبر سيناء بوابة العبور إلى الشهادة، وطريق الجنة وقد نالها والحمد لله وكان يرفض نقله، قائلا: "أنا راجل يا أمي والإرهاب محتاج رجالة تواجهه، وبعد 6 أشهر فقط من زواجه كتبت له الشهادة ونحن سنقتص له بإذن الله ولن نترك سيناء للإرهاب".
وقال أحد أصدقائه إن الشهيد من عائلة عريقة بقرية نكلا هي عائلة الأبيض، وكان يقيم مع أسرته بالقرية، وكان مثالا للأخلاق والأمانة، ولكن أيادى الغدر اغتالته واستشهد مع عدد من زملائه.
يذكر أن الشهيد متزوج منذ 6 أشهر ووالده متوفى وله شقيقان وكان مثالا يحتذى به في الأخلاق وآداء الواجب وأنه فخر لكل شباب مصر الأبطال الذين يدفعون الغالي والنفيس من أجل الوطن ورفعته.