تسمع كثير من المعلومات عن انجلترا او بريطانيا، ولكن لا تعرف عنها المعلومات الكافية لتكون دليلك لاكتشاف هذه المملكة العظيمة التي استطاعت أن تصمد طوال قرون من الزمان في وجه اعدائها، وفي التقرير التالي نقدم لك عزيزي القارئ معلومات هامة لتكن ملما بها.
اصل التسمية
أكبر دولة في المملكة المتحدة وتشترك في الحدود البرية مع اسكتلندا في الشمال وويلز في الغرب والبحر الأيرلندي في الشمال الغربي وبحر الكلت في الجنوب الغربي وبحر الشمال في الشرق، وتفصلها القناة الإنجليزية عن القارة الأوروبية جنوبًا.
ويتكون البر الرئيسي من إنجلترا من الأجزاء الوسطى والجنوبية من جزيرة بريطانيا العظمى في شمال المحيط الأطلسي، كما تشمل أيضًا أكثر من 100 جزيرة صغيرة، مثل جزر سيلي وجزيرة وايت.
ويعود أصل كلمة إنجلترا إلى الآنجلز وهي إحدى قبائل الجرمان التي استقرت خلال القرن الخامس والسادس الميلادي، في فترة بعيدة من الزمان.
اصل القانون والتشريع واللغة
نشأت فيها اللغة الإنجليزية والكنيسة الأنجليكانية والقانون الإنجليزي وهو أساس النظام التشريعي للقانون العام في عديد من الدول حول العالم، كما أن نظامها البرلماني والحكومي مقبول به على نطاق واسع من الدول الأخرى.
كما أنها مهد الثورة الصناعية التي انطلقت في القرن الثامن عشر، وحوّلت البلاد إلى أول أمة صناعية في العالم، ووضعت الجمعية الملكية أسس العلوم التجريبية الحديثة.
العاصمة لندن
عاصمة إنجلترا هي لندن وهي أكبر منطقة مدنية في المملكة المتحدة وأكبر منطقة حضرية في الاتحاد الأوروبي، حيث يصل عدد سكان إنجلترا إلى حوالي 51 مليون نسمة، وهم يُشكلون حوالي 84% من سكان المملكة المتحدة بشكل عام ويتركزون بشكل كبير في لندن وجنوب شرق إنجلترا والمجتمعات الحضرية في وسطها وشمال غربها وشمال شرقها ويوركشاير التي أنشأت كمنطقة صناعية كبرى خلال القرن التاسع عشر.
780 الف سنة
أقدم الأدلة التي تفيد باستيطان الإنسان في المنطقة المعروفة حاليًا باسم إنجلترا هي عبارة عن بقايا متحجرة للإنسان السلفي، تعود إلى ما يقرب من 780,000 سنة مضت، أما أقدم عظام تعود لإنسان عاقل مكتشفة في إنجلترا فهي ترجع لحوالي 500,000 سنة مضت.
واستوطن البشر العاقلون إنجلترا خلال العصر الحجري القديم العلوي، وتفيد الأدلّة أنهم كانوا في بداية أمرهم قومًا رُحّل، ولم تظهر المستوطنات الدائمة في سجل الآثار إلا خلال السنوات الستة آلاف الماضية.
وظهرت حضارة الدورق في إنجلترا قبل 2500 سنة من الميلاد، وتركت آثارًا هي عبارة عن أوعية غذائية مصنوعة من الفخار والنحاس، كما شيد أبناؤها العديد من المعالم الرئيسية الباقية مثل ستونهنج وأفيبري، وقاموا بصهر القصدير والنحاس، وكلاهما موجود بوفرة في المنطقة، فصنعوا البرونز الاشهر حاليا بين المعادن الهامة في التصنيع.
ملوك يفشلون في احتلالها
حاول يوليوس قيصر غزو بريطانيا مرتين في عام 55 قبل الميلاد، لكن غزواته فشلت إلى حد كبير، إلا أنه تمكن من إقامة نظام ملكي عميل، وغزا الرومان بريطانيا عام 43 ميلادية في عهد الامبراطور كلوديوس، وضُمّت المنطقة إلى الامبراطورية الرومانية، وأُطلق عليها اسم مقاطعة بريتانيا.
قاومت عدّة قبائل الغزو الروماني لجزيرتها طيلة سنوات، وأشهر تلك القبائل كانت "كاتوفيليوني" بقيادة كاراتاكوس. وفي وقت لاحق، حدثت انتفاضة بقيادة بوديكا، ملكة إيسيني، أدت إلى مقتلها في معركة شارع واتلينج.
دخلت المسيحية البلاد لأول مرة عن طريق يوسف الرامي، بينما يدعي آخرون دخولها عن طريق لوسيوس البريطاني، في عام 410م، غادر الرومان الجزيرة، للدفاع عن حدود الإمبراطورية في أوروبا القارية، بعد أن ضعفت قوتها وأخذت تضعف وتنهار أمام حروب الأباطرة الداخلية.
أعيدت محاولة للاستيلاء عليها من جانب المحاربين البحريين الوثنيين مثل الساكسون والجوتس الذين سيطروا على المناطق المحيطة بالجنوب الشرقي، واستمروا يتقدمون بفتوحاتهم لفترة من الوقت، حتى استطاع البريطانيون صدّهم في معركة جبل بادون، فتوقفت غزواتهم لفترة مؤقتة من الزمن.
بعد فتوحات الفايكنج في شمال وشرق البلاد، أصبحت المملكة الإنجليزية البارزة ويسكس تحت قيادة ألفريد العظيم، الذي تمكّن حفيده أثيلستان من توحيد إنجلترا في عام 977، بعد أن هزم الملك إيدريد وحليفه أريك أبو الفأس الدموية ملك الفايكنج.
غزا الإسكندنافيون إنجلترا مرة أخرى في أواخر القرن العاشر، وتمكن الملك كانوت العظيم من ضم إنجلترا إلى إمبراطوريته التي شملت أيضا الدنمارك والنرويج، إلا أن سلالة وسكس تمكنت في نهاية المطاف من استعادة السيطرة على إنجلترا تحت قيادة الملك إدوارد المعترف سنة 1042.
تم غزو إنجلترا في عام 1066 من قبل جيش بقيادة وليام الفاتح من دوقية نورماندي، وهي إقطاعية تابعة لمملكة فرنسا، وورث آل بلنتجنت العرش الإنجليزي تحت قيادة هنري الثاني، الذي أضاف إنجلترا إلى إمبراطوريته الناشئة الإقطاعية (التي عرفت فيما بعد بالإمبراطورية الأنجيفية) التي ورثتها العائلة في فرنسا.
خلال القرن الرابع عشر، ادّعى كل من آل بلنتجنت وآل فالوا الفرنسيون بأنه الوريث الشرعي لآل كابيه، سادة العرش الفرنسي السابقين، واشتبكت القوتان في حرب المئة عام.
دارت حرب أهلية من سنة 1453 حتى سنة 1487 بين فرعين من العائلة المالكة وهما آل يورك وآل لانشستر، تلك الحرب التي تعرف باسم حرب الوردتين، والتي أدت في نهاية المطاف إلى فقدان آل يورك العرش تمامًا لصالح آل تيودور من ويلز، ليبدأ عصر جديد من الحكم بوجه مختلف.
هزم الأسطول الإنجليزي تحت قيادة فرانسيس دريك الأرمادا الأسبانية خلال فترة حكم إليزابيث، فأضحت إنجلترا سيدة البحار بلا منازع، وشرعت تتنافس مع إسبانيا على زعامة العالم الجديد.
تأسست أول مستعمرة أنجليزية في الأمريكتين على يد المستكشف والتر رالي في عام 1585، وأُطلق عليها اسم فيرجينيا تيمنًا بالملكة إليزابيث، المعروفة باسم "الملكة العذراء".
التطور والثورة الصناعية
اخترع العلماء الإنجليز جهاز المزواة لقياس الزوايا العمودية والأفقية واستكشاف الغرب، وفي ظل مملكة بريطانيا العظمى حديثة التكوين، ساهم المردود المالي للجمعية الملكية وغيرها من المبادرات الإنجليزية، بالإضافة إلى المتنورون الاسكتلنديون، ساهم كل ذلك في ابتكار الكثير من الاختراعات العلمية والهندسية، التي ساعدت على إنشاء الإمبراطورية البريطانية، والتي أصبحت إحدى أكبر الإمبراطوريات في التاريخ.
وفي ظل هذه المملكة أيضًا، قامت الثورة الصناعية، وهي فترة اتّسمت بتغيرات عميقة في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لإنجلترا، أدت إلى تطور في فنون الزراعة والصناعة والهندسة والتعدين، فضلاً عن ظهور السكك الحديدية الجديدة والرائدة وشبكات المياه لتسهيل توسيعها وتطويرها.
وانتقل خلال الثورة الصناعية، العديد من العمال من الريف إلى المناطق الحضرية الجديدة والتوسعية للعمل في المصانع، ومن أبرزها مانشستر وبرمنجهام، اللتين لقبتا "مدينة المستودعات" و"ورشة عمل العالم" على التوالي.
أصبحت لندن أكبر منطقة حضرية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان في العالم خلال العصر الفيكتوري، واستحالت التجارة مع الإمبراطورية البريطانية أمرًا مرموقًا، وعلا شأن الجيش البريطاني والبحرية، وأدّت تحولات السلطة في شرق ووسط أوروبا إلى نشوب الحرب العالمية الأولى.
في أعقاب الحرب شهدت الامبراطورية البريطانية الاستعمار السريع، فضلاً عن سلسلة من الابتكارات التكنولوجية، حيث أصبحت السيارات الوسيلة الأساسية للنقل، وتطويرات فرانك ويتل في المحرك النفاث أدت إلى توسيع نطاق السفر جواً.
ازدادت حركة الهجرة إلى إنجلترا، وكان معظم المهاجرين قادم من مناطق أخرى من الجزر البريطانية، وأيضا من دول الكومنولث، وخصوصا من شبه القارة الهندية، منذ عام 1970، أخذت البلاد تتجه تدرجيًا بعيدًا عن التصنيع وتركّز أكثر على الاهتمام بقطاع الخدمات.
انضمت المملكة المتحدة إلى مبادرة السوق المشتركة والتي سميت السوق الأوروبية المشتركة، التي تحوّلت بدورها إلى الاتحاد الأوروبي، لا تزال إنجلترا وويلز موجودة ككيان قانوني داخل المملكة المتحدة.