بعد تكرار الوقائع.. كيف تتعامل الطالبة الجامعية مع الدكتور المتحرش؟

أرشيفية

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من قضايا تحرش بعض أساتذة الجامعات بالطالبات، مما أدي إلي وجود تخوفات من جانب أولياء الأمور علي ذويهم، الغريب أن الأمر لم يقتصر على الطالبات حيث تبين أن هناك تحرش بالطلاب أيضًا من قبل أحد الأساتذة " الشواذ " فى كلية الحقوق بجامعة عين شمس.

لذلك سوف نقوم بعرض الطريقة التي لابد أن تتبعها الطالبات للتعامل مع الأستاذ المتحرش، حيث كشف الدكتور أحمد عبدالله الخبير النفسي، أن أزمة التحرش موجودة منذ قديم الأزل وليست جديدة علي الجامعات، وكل ما نقوم به مضيعة للوقت حيث إنه لا يوجد لدينا كود للتعامل في الجامعات كما هو متبع في الجامعة الأمريكية، والتي تعتبر الجامعة الوحيدة التي لها كود في كيفية تعامل الطلبة مع الأساتذة والعكس.

حيث أنه من ضمن المحظورات تواجد الطالبات داخل مكتب الدكتور بعد ساعات العمل، وأيضا اللمس، والإنفرد، وكل ذلك محل اتفاق بين الطالب وإدارة الجامعة، حيث أن هذا الأمر معلن وليس متروكًا للنوايا، ولذلك لابد من وضع الضوابط التي تحكم الأخلاقيات داخل تلك المؤسسات.

ووصف الخبير النفسي، مدونة السلوك التى وضعتها وزارة التعليم العالي بـ" كلام علي ورق "، حيث أن التعاملات تختلف من مكان لآخر، فمن الممكن أن تكون بعض التعاملات عادية في بعض المناطق ويكون له وضع آخر فى مناطق ثانية، لذلك لابد من وضع ضوابط، وإلا فإن مسلسل التحرش سوف يستمر بلا انقطاع.

وأشار إلي أنه لابد أن لا تدخل الفتاة فى أية تعاملات فردية مع الدكتور المتحرش بداية من الرسائل النصية علي الواتس أو الايميل أو الإنفراد به في مكتبه الخاص مهما لزم الأمر، وإذا حاول الدكتور سحب الطالبة للتعاملات الفردية لابد أن تحول دون ذلك، وكل ذلك يعد " تصبيرة " لحين وضع قواعد وركيزة أساسية للتعامل داخل الجامعات لحماية الطالبات والأستاذ أيضا لأن هناك بعض الطالبات يمكن أن تتهم أستاذها لخلافها معه وهذا معروف في الأوساط الجامعية.

فيما أكد الدكتور إبراهيم مجدي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن ظاهرة تحرش الأساتذة الجامعيون بالطالبات وابتزازهم من أجل إعطائهم أسئلة الإمتحانات ودرجات الغياب بدء في الظهور منذ عشرات السنين وأصبح للأسف ظاهرة، موضحًا أن أغلب الطالبات يصمتن علي التحرش خوفًا من الفضيحة لأن المجتمع المصري مازال يلقي اللوم علي الفتاة الذي تم التحرش بها.

وأضاف، منذ دخول الطلاب إلي الحرم الجامعي في اليوم الأول لابد وأن يكون لديهم خلفية عن حقيقة كل أستاذ بالكلية التي إلتحقوا بها إذا كان شاذ أو متحرش وموجود بالفعل النوعين بين الأساتذة ولكن بشكل طفيف للغاية، موضحًا أنه لابد أن تبتعد الطالبة قدر المستطاع عن هذا النوع من الأساتذة حيث لا تجلس الطالبة في الصف الأول من المدرج أثناء محاضرات هذا الأستاذ، كما لابد أن تتجنب حدوث علاقة كلام بينهما لأن هذا النوع من الأساتذة يبحث عن ثغرة للتقرب من الطالبة مثل ذهابها لمكتبة لحل أزمة غياب أو أعمال السنة أو الأبحاث.

وأشار إلي أن هناك بعض الطالبات السيكوبيات ضد المجتمع، وهن الآتي يتعمدن إغراء الأساتذة باستخدام انوثتهم من أجل النجاح أو الحصول علي درجات أعلي، وللاسف يقع بعض الأساتذة فريسة لذلك، والغريب هنا كيف يرتكب آستاذ جامعي هذا الفعل، والذي يفترض أنه قدوتهم ومعلهم.

أستاذ علم النفس كشف أنه من الممكن أن يكون أستاذ الجامعة سيكوباتي أو متعاطي للمخدرات ومبتز ويستخدم سلطاته من أجل تحقيق شهواته، ولكن بنسبة قليلة لأن الشخصية السيكوباتية موجودة بنسبة غير قليلة في المجتمع والجامعة جزء من المجتمع، فلو رصدنا تاريخ الأستاذ المتحرش فسوف نجد أنه وصل لهذه الدرجة العلمية بطرق ملتوية، ومن الممكن أن يكون قد سرق أبحاث زملائه ومجهود طلابه ونسبها لنفسه، وللأسف يكون لديه قدرة علي تقديم نفسه بشكل جيد، واظهار نفسه في صورة الإنسان المجتهد، ويكون هذا النموذج في بعض الأحيان جاذب للطالبات اللآتي ليست لهن أي تجارب عاطفية وللأسف منهم من يخشي العنوسة وتأخر سن الزواج فتقنع نفسها أن الأستاذ ممكن أن يتزوجها وتعتبره فرصة لا تعوض، ويستغل هذه النقطة ويخدعهم بالكلام المعسول الذين لم يسمعهوه من قبل.

وأوضح أن بعض الطالبات الجريئة والمتحررة فكريًا يرفضن هذا الأسلوب ويحاولن أخذ حقوقهن، فى حين استفادت بعض الطالبات من وسائل التواصل الاجتماعي في فضح هؤلاء الأساتذة، مما شجع الكثير من الطالبات على ذلك.

وأرجع أن أحد أهم أسباب انتشار التحرش في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة هو غياب ثقافة الرمز والقدوة، وفقدان خصوصية العلاقة بين الطالب والأستاذ وأيضا فقدان الود والإحترام، وتأخر سن الزواج ووصول نسبة العنوسة في مصر إلي أكثر من 15 مليون فتاة تخطوا الخمسة والثلاثون ولم يتزوج بعد طبقا لإحصاء البنك الدولي ومراكز دراسات المرأة في العديد من الدول العربية والخليج، بالإضافة إلي وصول عدد المستخدمين للفيس بوك في مصر إلي أكثر من 20 مليون شخص، جعل ثقافة الفضائح تنتشر وجعل تناول موضوعات كالتحرش والإغتصاب حوداث عادية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً