للمرة الخامسة على التوالي تشهد العاصمة البريطانية لندن هجومًا إرهابيًا في فترة ستة أشهر فقط، ما يثير الذعر والغضب في أوساط المجتمع البريطاني الذي لم يتوقع أن تشهد بلاده تلك الأحداث، بل وتتكرر في فترة قصيرة.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، محمد أبو العنين، صرح بأن منع العمليات الإرهابية بشكل مطلق هو عمل صعب ومكلف، زمن المستحيل تطبيقه في المطلق، ولكن هناك جزء كبير من الفشل، نتيجة عدد كبير من الأسباب.
وذكر أبو العينين أن من ضمن الأسباب ما هو متعلق بفهم استراتيجية هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بتلك العمليات، إضافة إلى نقص الموارد المتعلق بالحكومة البريطانية، الذي دخل حيز العمل منذ عام 2010، وأثر بطبيعة الحال على توافر القوات اللازمة لتوفير مساحة أكبر من الأمن داخل الشارع.
وأشار إلى أن هناك خمسة عمليات حدثت في لندن، أربعة منها قامت بها عناصر من "داعش"، وواحدة من اليمين المتطرف، ولكن تركيز الحكومة البريطانية على الأسباب القريبة، فهناك العديد من المشاكل التي تواجه السياسات البريطانية التي تتخذ في منطقة الشرق الأوسط، والدعم اللامحدود لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أبو االعنين، أنه تم رفع درجة استعداد القوات البريطانية في السابق إلى درجة قصوى، واستمر لمدة ثلاثة أيام، ما يسمح لأخذ إجراءات معينة من الأمن البريطاني، كأحد الوسائل التي تستخدمها بريطانيا لمواجهة النقص الشديد لاحتياجات الأمن.
وفي نقطة إمكانية القبض على زعماء الجماعات المتشددة الذين يعيشون في بريطانيا منذ سنوات، قال الكاتب الصحفي إن بريطانيا بلد حريات، وتتمتع بسيادة القانون، وللحريات الفردية جزء كبير من حياة الناس ومن نمط معيشتهم اليومي، وتسائل، هل بالقبض على أشخاص مشتبه في ارتكابهم أعمال عنف أو ينوون ارتكابها، سيكون أحد الوسائل للحيلولة دون هذه الجرائم، مشيرا إلى أن الإمعان في الاشتباه يزيد من المشكلات التي تفرز هذه القضايا.