في نوفمبر من عام 2015، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى توقيع اتفاقية إنشاء المحطة النووية المصرية فى الضبعة، إذ ستنفذ المرحلة الأولى بقدرة 4800 ميجاوات وبتكلفة 20 مليار دولار، على أن يبدأ تشغيل أول مفاعل نووى فى مصر عام 2022.
ويعقب هذا الاتفاق التوقيع على حزمة تعاقدات للبدء فى إنشاء المحطة، حيث من المفترض أن تدخل الوحدتان الأوليان الإنتاج فى عام 2023، وبعد كل عام تدخل محطة أخرى من نوع المفاعلات التى تعمل بالماء العادى المضغوط وتستخدم وقودًا مخصبًا بنسبة من 3.5 إلى 4%.
"أهل مصر" ألتقت بالدكتور على عبد النبى، نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، للحديث حول مشروع الضبعة النووى.. فإلى نص الحوار:
- حدثنا عن بداية المشروع النووى فى مصر؟
مصر بدأت التخطيط لدخول عصر الطاقة النووية السلمية فى17 فبراير عام 1955، وفى 27 يوليو 1961عام وتحديدًا فى الساعة 12 ظهرًا، كان بداية تشغيل المفاعل النووى التجريبى بإنشاص قدرة 2 ميجاوات، وفى عام 1962 تم إنشاء قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، وفى عام 1964 طرحت أول مناقصة فى مصر لبناء أول محطة نووية بموقع برج العرب بالساحل الشمالى، وكل هذا كان قبل أن تفكر الصين فى مشروعها النووى السلمى.
ثم جاءت تجربة عام 1964 وتجربة 1974، وتجربة الاتفاق مع دولة فرنسا بالأمر المباشر من الرئيس الراحل محمد السادات عام 1980، التى تم الاتفاق على محطتين نوويتين قدرة المحطة الواحدة 900 ميجاوات، يتم إنشاؤهما فى منطقة الضبعة، إلا أن المشروع توقف.
ثم جاءت بعد ذلك مناقصة 1983، وتقدم فيها أربع دول متمثلة فى أمريكا وفرنسا وألمانيا واتحاد شركات، وفازت حينها دولة ألمانيا بتولى بناء المفاعل المصرى، إلا أن ذلك لم ينل القبول من جانب أمريكا، حتى سعت إلى تعطيل المشروع ونجحت فى إيقافه، وكان الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك هو رئيس الجمهورية وقت إيقاف المشروع، وأستطيع أن أقول أن مبارك كان سببًا فى توقف المشروع لإرضاء الجانب الأمريكى وقتئذ.
- لماذا اختارت مصر روسيا بالتحديد لإنشاء محطة الضبعة النووية؟
هناك 3 دول تقدمت لتولى مهمة إنشاء المحطة النووية وهم كوريا الجنوبية والصين وروسيا، ويأتى اختيار روسيا ضمن رؤية سياسية ليس لها علاقة بالأسس والمعايير الفنية.
- فى رأيك لماذا تأخر إتمام الاتفاق النهائى بشأن محطة الضبعة النووية حتى الآن؟
الجانب الفنى أنهى التوقيع على العقود الخاصة به منذ فترة، ونحن الآن فى انتظار القيادة السياسية متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى لإتمام التعاقد النهائى مع الجانب الروسى، والسبب فى تأخر إتمام العقود النهائية حتى اليوم، هو أنه من المشروعات الضخمة والمعقدة التى تتطلب تحرى الدقة فى كتابة العقود.
- هل تمتلك مصر كوادر وخبرات قادرة على إدارة الملف النووى؟
مصر تمتلك كوادر قادرة على إدارة الملف النووى، وهم من العلماء والخبراء الذين لهم ثقل فى المجال النووى، والذين تم إعدادهم وتأهيلهم منذ عام 1976.
كما توجد أيضًا كوادر قادرة على تشغيل المحطات النووية، وفى تلك الحالة يتم الاعتماد على الشباب، الذين يتم تدريبهم وتأهيلهم فى المفاعلات الروسية خلال فترة إنشاء مشروع الضبعة.
-ماذا سيحقق المشروع النووى لمصر؟
إنشاء المحطات النووية بمصر يحقق نقلة نوعية فى التكنولوجيا، والمستفيد هو الصناعة المصرية فى المقام الأول، مما يؤدى إلى نقلة فى الارتقاء بتأكيد الجودة والرقابة وتعظيم المكون المحلى فى المحطات النووية بنسبة لاتقل عن 20%، ويستفاد من الدخول فى العصر النووى لتوليد الطاقة فى دعم منظومة التعليم والتطوير والبحث العلمى، ولم تكن المحطات النووية مصدرًا لإنتاج الطاقة الكهربائية، بل لإدخال التكنولوجيا وتطوير الصناعة، وستمثل محطة الضبعة النووية مصدرًا للطاقة النظيفة فى مصر.
- ما نوع المفاعلات النووية المزعم إنشاؤها فى الضبعة؟
تعد المفاعلات المزمع إنشاؤها بمحطة الضبعة النووية من الجيل الثالث بلس، موديل AES2006-VVER1200، والتى تعد من مفاعلات VVER الروسية، ويوجد إصداران لهذا الجيل من المفاعلات الروسية، الإصدار الأول هو المفاعل V-392M، والإصدار الثانى هو المفاعل V-491، ويختلف الإصدار الأول عن الثانى من ناحية التصميم.
- وما هو تقييمك لتلك المفاعلات؟
تعتبر تلك المفاعلات هى الأحدث عبر مستوى العالم، بل وأكثر أمانًا وقوة وكفاءة، فهذا النوع من المفاعلات يضم أنظمة أمن أكثر تطورًا، وتمتلك عمرًا تشغيليًا أطول.
- ما حقيقة وجود ألغام على أرض مشروع الضبعة النووى؟
أنا مشيت برجلى على كل شبر فى أرض المشروع، مستحيل تبقى فيها ألغام، ولكن توقيع الكهرباء بروتوكول مع والاستثمار جاء من أجل تطهير أراضى تابعة لمشروع الضبعة النووية وهو بعيد كل البعد عن محطة الضبعة.
- ماذا سيتم عقب توقيع العقود النهائية لمشروع الضبعة النووى؟
عقب توقيع العقود النهائية، تبدأ شركة "روزاتوم"، فى عمل التصميمات التفصيلية للمحطة، على أن تقدمها إلى هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بمصر، والجهاز الفيدرالى للرقابة البيئية، بهدف التأكد من أمان المحطة وجودتها، وبعد إنهاء تلك المراجعات يصدر تصريح من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بصلاحية موقع الضبعة لتنفيذ المحطة النووية، ثم يبدأ التنفيذ مباشرة، ويأتى تنفيذ المحطة النووية بالبدء فى صب الخرسانة الأولى ويستغرق ذلك حوالى 5 سنوات، والمدة الكاملة لمشروع المحطة النووية الواحدة يستغرق 9 سنوات.
نقلا عن الورقي.