كاتبة تونسية: لا دليل على منع الزواج بغير المسلم.. "القرآن": يرد.. والأزهر: يفسر

كتب : عبده عطا

على الرغم من الرفض الواسع، لمقترح الرئيس التونسى الباجى قائد السبسي، بالسماح للتونسية الزواج بغير المسلم، لازال البعض يحاجج في هذا الشأن، محاولًا البرهنة على عدم تحريم القرآن مثل هكذا أمور.

آخر هذه الأصوات، كانت الكاتبة التونسية ألفت يوسف، التي ادعت عدم وجود نص قرآني يمنع المرأة المسلمة من الزواج بغير المسلم على الإطلاق، لافتة إلى أن التحريم الذي يقول به البعض، استند على إجماع العلماء لا على صريح القرآن الكريم.

وأوضحت أن هناك نص يسمح مباشرة بزواج المسلم من الكتابية، أما بالبنسبة لتحريم الزواج من المشركين والمشركات، فإنه يشمل الرجال والنساء، أي بمعنى أن التحريم يخص المرأة والرجل، معتبرة أن النص يطبق على الاثنين في كل الحالات.

وأكدت في اجابتها على سؤال مقدم (البرنامج) "حول اذا ما كانت تؤيد زواج التونسية من شخص لا يدين بأي دين"، انها تساند زواج التونسية بأي كان حتى ان لم يكن يدين بأي دين.

وفى السياق ذاته يرد القرآن مكذبا هذه الإفتراءات والشائعات التى يروج لها هؤلاء فيقول الله { ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون".

جاءت تحرم صراحة على نساء المسلمين الزواج من غير المسلم، واضحة ولا يوجد فيها أى ريب على تحريم الزواج من غير المسلم والمقصود بغير المسلم هو كل كافر أو مشرك سواء أكان من الوثنيين أو المجوس أو من أهل الكتاب.

ولم يأتى هذا التحريم من فراغ بل جاء التحريم لحكمة وغاية، فكانت الحكمة من تحريم زواج المسلمة من شخص غير مسلم، هو أنّ الإسلام دين يعلو ولا يُعلى عليه، وإنّ للزوج فيه قوامةً على زوجته، وهذا أمرممنوع في حقّ من كان كافرًا، وذلك لقوله سبحانه وتعالى: (وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا).

وعلماء الدين يوضحون البعد الآخر من تحريم زواج المسلمة بغير المسلم قائلين "لا يؤمن على المرأة أن تميل إلى زوجها في حال دعاها إلى اعتناق ديانته، ولا يؤمن على الأطفال أن يقوموا باتباع والدهم في ديانته، وأمّا في حال تزوّج المسلم بامرأة كتابيّة فإنّ هذه المفاسد لا تكون موجودةً".

وأفتى "الأزهر" بدوره رمزا للإسلام فى العالم بتحريم هذا الزواج، مفسرًا ذلك فلسفيًا بقوله،: "للوهلة الأولى يُعد ذلك من قبيل عدم المساواة، ولكن إذا عرف السبب الحقيقي لذلك انتفى العجب، وزال وَهْمُ انعدام المساواة، وكل تشريعات الإسلام مبنية على حكمة معينة ومصلحة حقيقية لكل الأطراف".

ويضيف علماء الأزهر بأن: "الزواج في الإسلام يقوم على " المودة والرحمة " والسكن النفسي، ويحرص الإسلام على أن تُبنى الأسرة على أسس سليمة تضمن الاستمرار للعلاقة الزوجية، والإسلام دين يحترم كل الأديان السماوية السابقة، ويجعل الإيمان بالأنبياء السابقين جميعًا جزءًا لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، وإذا تزوج مسلم من مسيحية أو يهودية فإن المسلم مأمور باحترام عقيدتها، ولا يجوز له - من وجهة النظر الإسلامية - أن يمنعها من ممارسة شعائر دينها، والذهاب من أجل ذلك إلى الكنيسة أو المعبد".

ويؤكد الأزهر على غاية التحريم قائلا " لا تتزوج المسلمة من غير المسلم لأن عنصر الاحترام لعقيدة الزوجة يكون مفقودًا؛موضحين أن المسلم يؤمن بالأديان السابقة، وبأنبياء الله السابقين، ويحترمهم ويوقرهم، ولكن غير المسلم لا يؤمن بنبي الإسلام، ولا يعترف به، بل يعتبره نبيًّا زائفًا وَيُصَدِّق - في العادة - كل ما يشاع ضد الإسلام وضد نبي الإسلام من افتراءات وأكاذيب، وما أكثر ما يشاع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات