تعيش محافظة إدلب شمالي سوريا آخر أيام الهدوء النسبي الذي تتمتع به حاليًا، بالرغم من حوادث الاغتيالات التي تحدث كل فترة لقيادات هيئة تحرير الشام، حيث تشير التوقعات إلى انقلاب أحوال المحافظة الشمالية رأسًا على عقب، إثر اتفاق دولي في "آستانة6" على طرد المتطرفين من المحافظة وإحلال قوة مدنية معتدلة تلتزم باتفاق خفض التوتر.
اقتحام إدلب
تؤكد فصائل من "الجيش السوري الحر"، المنضوية في غرفة عمليات "درع الفرات" استعدادها لبدء الدخول إلى محافظة إدلب وإخراج هيئة "تحرير الشام"، ضمن خطة محكمة مع القوات التركية.
وتشير مصادر في لواء المعتصم التابع للجيش الحر، إلى أن الهدف من قتال"الشام"، هو ليس القتال بحد ذاته وإنما هو دفاع عن النفس، بعد عشرات الاعتداءات التي نفذتها "الهيئة" بحق الفصائل المعارضة وخاصة في الشمال السوري.
وتفيد أخبار من الداخل عن عمل عسكري مشترك يحضر بين فصائل من المعارضة السورية المسلحة والجيش التركي في مدينة إدلب، ضد "هيئة تحرير الشام" الرافضة للحل العسكري في سوريا والمعرقل لأي اتفاق بين الأطراف السورية والدولية.
في الأثناء تستمر التعزيزات العسكرية التركية بالوصول إلى الحدود السورية استعدادًا لاقتحام المحافظة الشمالية، حيث أفادت وسائل إعلام سورية وتركية بوصول حشود عسكرية صخمة مؤلفة من دبابات ومدفعيات وعربات نقل، إضافة إلى مئات الجنود المزودين بالأسلحة الفردية، بعد تثبيت المحافظة كمنطقة خفض توتر رابعة في مؤتمر "آستانة6".
مسلسل الاغتيالات
المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر اليوم الاثنين خبرًا عن اغتيال مسلحون مجهولون قياديًا في هيئة تحرير الشام ومسؤول العقارات في بلدة حارم بريف ادلب الشمالي ثم لاذوا بالفرار.
وسبق اغتيال القيادي في بلدة حارم عمليات عدة مشابهة حصلت في المحافظة نفسها، كان آخرها مقتل الداعية السعودي والقيادي الشرعي في"الهيئة"، سراقة المكي على أيدي مسلحين اثنين كانا على متن دراجة نارية عندما أطلق أحدهم الرصاص على "المكي" قبل أن يختفيا من المنطقة.
وفي موضوع اغتيال الناشطين في هيئة الدفاع المدني في المحافظة نفسها الشهر الماضي، أعدمت اليوم إحدى المحاكم المحلية اليوم الإثنين ثلاثة أشخاص كانوا وراء عملية الاغتيال التي تسببت بضجة كبيرة على المستوى العالمي، بعد انتشار، خاصة وأنهم (القبعات البيضاء) رشحوا في السنة الماضية لنيل جائزة نوبل للسلام لدورهم في إنقاذ أرواح المئات من المدنيين السوريين في مناطق القصف والاشتباك.
ويرى عدد من المتابعين أن عمليات الاغتيال التي تحصل مؤخرًا للقياديين المتطرفين في المحافظة، هي تمهيد دولي للمرحلة القادمة التي ستشهد حربًا تشارك بها قوى محلية وإقليمية لطرد المتطرفين وإعلان المحافظة منطقة آمنة تحت سيطرة المعارضة المسلحة بعد تفرد الهيئة السيطرة علي إدلب وطردها لحركة أحرار الشام خارج المدينة.