شدد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، على أهمية ضبط الفتوى عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال استضافة المتخصصين في مجالي الفتوى والدعوة دون غيرهم.
وخلال مناقشته لرسالة دكتوراه لأحد الباحثين بكلية الدراسات الإسلامية والعربية اليوم عقب عودته مباشرة من مؤتمر «التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي» الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بنيويورك في الفترة من 16 – 17 من الشهر الجاري، ناشد وكيل الأزهر العلماء الذين يتصدون للإفتاء الابتعاد عن المسائل الافتراضية التي لا واقع لها في دنيا الناس وتلك التي تشمئز الأنفس السوية من مجرد ذكرها، والتركيز على ما يمس واقع الناس للبحث عن حلول لها تيسر على الناس حياتهم دون التفريط في شيء من ثوابت دينهم، وطالب وكيل الأزهر خلال المناقشة العلماء ووسائل الإعلام بعدم التحدث في تلك المسائل وإهمالها وعدم إثارتها على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر النوافذ الإعلامية لتموت من تلقاء نفسها، قائلا: «إننا لا نملك رفاهية الوقت لنضيعه في هذه الأمور التي ترفضها النفوس السوية».
وأكد وكيل الأزهر احترامه لكل اجتهاد منضبط بقواعد أهل العلم دون الخلط في تناول المسائل الشرعية نظرا لخطورة الأمر، مشيرا إلى خطورة تصدي غير المؤهلين للنظر في الأحكام الشرعية، فضلًا عن النظر في الأحكام الشرعية من منطلق عقلي فقط دون التزام بضوابط النظر العلمية المتفق عليها.
وأوضح وكيل الأزهر أن المتأمل في الأحكام الثابتة يقينًا يدرك أنها منطقية عقلًا ومناسبة زمانًا ومكانًا وصالحة لأحوال الناس، ولا فرق بين ثبوت الأحكام بالقرآن الكريم والسنة النبوية، فالثابت من جهتهما ليس محلًّا للاجتهاد بإجماع العلماء، وإن رأى بعض الناس حكمًا آخر أكثر ملاءمة من وجهة نظرهم، فهو وهْم سرعان ما يُكتشف زيفه إذا ما طُبق ما توهمه بعض الناس صالحًا وأكثر ملاءمة، أو حتى إذا أمعنوا النظر فيما توهموه قبل تطبيقه.