خطاب للتاريخ.. الرئيس يؤكد: "يد العرب ممدودة بالسلام".. حان وقت معالجة القضية الفلسطينية.. ونرعى مصالح "ليبيا وسوريا"

دقائق ثمينة ألقى فيها الرئيس "السيسي" خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة 193 دولة، قائلًا: العالم المنشود لايزال بعيدًا عن التحقيق لعجزنا عن التصدي للإرهاب، والنزاعات المسلحة، وأن مصر تشق طريقها بإصلاحات اقتصادية جدية.

ووجه الرئيس،"السيسى"، نداءًا إلى الشعب الفلسطينى، قائلًا:"من المهم الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف أو إضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر، مع الإسرائيليين فى أمان وسلام وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع".

وأضاف السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ 72،:"أوجه ندائى للشعب الإسرائيلى، وأقول لدينا فى مصر تجربة رائعة وعظيمة فى السلام معكم منذ أكثر من 40 سنة ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخرى".

ووجه ندائه إلى كل الدولة المحبة للسلام والاستقرار، وإلى كل الدول العربية الشقيقة أن تساند هذه الخطوة الرائعة وإلى باقى دول العالم أن تقف بجانب هذه الخطوة، التى إذا نجحت ستغير وجه التاريخ.

وأوضح "الرئيس"، أن الوقت حان لمعالجة القضية الفلسطنية، وأن إغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية وتنشيء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتابع رئيس الجمهورية فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك: " أن يد العرب مازلات ممدوة بالسلام، وعلينا كسر ما تبقى من جدار الكراهية والحقد للأبد.

ولم يغفل الرئيس إفريقيا، وأكد أنها تتعرض لنفس الأزمات التى تواجه الدول العربية وتظل بدورها شاهدا رئيسيا على أزمة الاقتصاد العالمى الذى يكرس الفقر، ويتحمل المسئولية الأساسية عن إنتاج الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى تهدد الاستقرار والسلم الدوليين.

وأضاف الرئيس، أن مصر تقع على حافة أخطر بؤر الأزمات فى العالم وقدرها أن تشق طريقها بثقة فى ظل مخاطر غير مسبوقة، موضحًا، أنه لا خلاص فى سوريا الشقيقة إلا من خلال حل سياسى يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السورى ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه.

وأضاف الرئيس، أن الطريق لتحقيق الحل بسوريا هو المفاوضات التى تقودها الأمم المتحدة، وتدعمها مصر بنفس القوة التى ترفض بها أى محاولة لاستغلال المحنة التى تعيشها سوريا لبناء مواطئ نفوذ سياسية إقليمية أو دولية أو تنفيذ سياسات تخريبية لأطراف إقليمية طالما عانت منطقتنا فى السنوات الأخيرة من ممارساتها، وقد آن الأوان لمواجهة حاسمة ونهائية معها.

وطرح الرئيس حلولًا للأزمة الليبية قائلًا: أن التسوية الساسية هى الحل الوحيد لمنع تفتيت الدولة وتحويلها إلى دويلات وصراعات يقتحمها داعش ويسيطر عليها، متابعَا: " أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية".

وتابع الرئيس، مصر مستمرة فى العمل المكثف مع الأمم المتحدة لتحقيق التسوية السياسية، فالدولة الوطنية الحديثة الموحدة والقادرة والعادلة هى الطريق لتجاوز الأزمات وتحقيق التطلعات للشعوب العربية".

وتطرق الرئيس، إلى المأساة الإنسانية التي تتعرض لها أقلية الروهينجا في ميانمار مناسبة أخرى لتمكين المجتمع الدولي بمسئولياته الأخلاقية قبل القانونية، كما عكسها ميثاق الأمم المتحدة، حيث يجب العمل على سرعة إيجاد حل دائم ينهي معاناة المدنيين ويعالج جذور الأزمة التي باتت تهدد دول الجوار.

وأشار السيسي، إلى أنه يجب أن نقف صرحاء مع أنفسنا ونتخلص من سياسات الاستقطاب، والسعي لتطوير مصالح الدول مع شركائها دون استعداء أحد.

وأوضح "الرئيس"، إنه لا يمكن نهوض مستقبل أى نظام إقليمى أو عالمى بدون مواجهة شاملة وحاسمة مع الإرهاب، تقضى عليه وتستأصل أسبابه وجذوره، ولكل من يدعمه، أو يموله أو يوفر له منابر سياسية أو إعلامية، أو ملاذات آمنة.

وأضاف، "لا مجال لأى حديث جدى عن مصداقية نظام دولى يكيل بمكيالين، ويحارب الإرهاب فى الوقت الذى يتسامح فيه مع داعميه، بل ويشركهم فى نقاشات حول سبل مواجهة خطر هم صناعه فى الأساس.

وأكد الرئيس أن مصر التى تخوض حربا ضروسا لاستئصال الإرهاب من أرضها ملتزمة بمواجهته وتعقبه والقضاء عليه بشكل نهائى وحاسم حيثما وجد، ويجب احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها وكانت مصر من أكثر الدول اهتمامًا بإطلاق مبادرة حوض النيل عام 1999، وسعت للتوصل للاتفاق الثلاثى بين مصر والسودان وأثيوبيا لمعالجة قضية سد النهضة من منظور تعاونى واضح، وفقًا لمبادئ القانون الدولى، أن هذا الاتفاق يظل الإطار القانونى القادر على منطق التعاون والتشارك بين الدول الثلاث متى خلصت النوايا، وخاصة وأن الوقت يدركنا وبات تنفيذ الاتفاقيات أمر شديد الإلحاح لتجنب ضياع فرصة تقديم نموذج ناجح لإدارة العلاقة بين ثلاث دول شقيقة من دول حوض النيل.

وفي لفتة تاريخية، ارتجت أرجاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصفيق الحاد، أمام فعاليات الدورة الـ72 داخل القاعة مرتين متتاليتين ما اضطر الرئيس للتوقف عن الحديث قبل أن يعود لاستكماله.

ووجه الرئيس السيسى ندائه إلى كل الدولة المحبة للسلام والاستقرار، وأن على كل الدول العربية الشقيقة أن تساند هذه الخطوة الرائعة، متابعًا: "على باقى دول العالم أن تقف بجانب هذه الخطوة، التى إذا نجحت ستغير وجه التاريخ، ونداء إلى القيادة الأمريكية، لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام فى هذه المنطقة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً