كيم في "مهمة انتحارية" وإيران "مارقة".. ترامب يلوح بـ"قبضة التدمير" في الأمم المتحدة

كتب : سها صلاح

فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أول كلمة له أمام الجمعية العام للأمم المتحدة لغة "التهديد" خلال رسمه ملامح سياسته الخارجية أمام المجتمع الدولي ، معززًا الصورة الشائعة عن استخدامه لسياسة "العصا" في التعامل مع الخارج .

خطاب ترامب جاء في صيغة غير مألوفة في مثل هذا اللقاء الدولي ، فمن جهة، لوح ترامب بقبضة "التدمير"، ومن جهة ثانية تغنى بفضائل القيم الدولية والإنسانية المشتركة لوازم المناسبة وأجوائها.

فالرئيس الأمريكي أوضح أن امريكا ستضطر لتدمير كوريا الشمالية بـ"الكامل" ما لم تتراجع بيونج يانج عن تحديها النووي ساخراً من الزعيم الكوري الشمالية كيم جونج أون، وواصفاً إياه بأنه "رجل صواريخ" في مهمة انتحارية.

وتفاجأ جميع من في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما أصدر ترامب أشد تحذير له حتى الآن بشأن كوريا الشمالية التي سببت تجاربها الصاروخية والنووية قلقا على مستوى العالم، وقال الرئيس الأمريكي إنه ما لم تتراجع بيونج يانج "فلن يكون أمامنا خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل".

فترامب استخدام كلمة "تدمير" في إنذاره لكوريا الشمالية وهو لفظ لا يستخدم في هذا المنتدى، حتى في تخاطب الأعداء على ساحتها، خاصة وأنه أكد أنه "سيدمر بالكامل".

كما حذر ترامب الدول التي "لا تقوم بمبادلات تجارية مع مثل هكذا نظام فحسب، ولكن تمد أيضاً بالسلاح وتوفر دعماً مالياً لدولة تهدد بإغراق العالم في نزاع نووي"، وتابع: "طالما أنا في هذا المنصب فسأدافع عن مصالح أميركا وأضعها قبل أي مصلحة أخرى، ولكن مع وفائنا بالتزاماتنا إزاء دول أخرى ندرك أنه من مصلحة الجميع السعي الى مستقبل تكون فيه كل الدول ذات سيادة ومزدهرة وآمنة".

مقاعد بيونج يانج

قاطع سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة ، هان تاي سونج، خطاب ترامب، وذلك رغم وجود مقعده في الصف الأمامي حيث غادر الجلسة قبل بداية خطاب ترامب، ولم يترك سوى أحد مساعديه.

ورصدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، خلو ثلاثة مقاعد في الصفوف الأمامية، مؤكدة أن تلك المقاعد مخصصة لكوريا الشمالية.

إيران المارقة

وندد الرئيس الأمريكي بـ"الدول المارقة" التي قال إنها تشكل تهديداً للعالم، ووصف إيران بأنها "دولة مارقة" و"ديكتاتورية فاسدة"، واصفاً الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى بأنه "معيب" في مؤشر جديد على عزمه على إلغاء هذا الاتفاق أو إعادة النظر به.

وتابع ترامب قائلاً إن "شعب إيران هو ما تخشاه الحكومة الإيرانية وهذا ما يجعلها تحد من وصول الإنترنت، داعيًا الحكومة الإيرانية إلى أن "تتوقف عن دعم الإرهاب وأن تحترم حقوق السيادة وان تطلق سراح كل الأميركيين".

وهاجم ترامب النظام الإيراني قائلا "الحكومة الإيرانية تحاول أن تضفي الديمقراطية على نظام خارج عن القانون لا يصدر إلا العنف وإراقة الدماء والفوضى". مشددا على أن "طهران تعزز ديكتاتورية بشار الأسد والحرب في اليمن وتقوض السلام في كل أرجاء الشرق الأوسط".

"الإرهاب الإسلامي المتطرف "

ووعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من على منصة الأمم المتحدة الثلاثاء بالقضاء على "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، قائلاً "يجب على كل الدول المسؤولة أن تعمل معاً لمواجهة الإرهابيين والتطرف الإسلامي الذي يلهمهم. سنوقف الإرهاب الإسلامي المتطرف لأنه لا يمكننا أن نسمح له بأن يمزق دولنا، وبالفعل أن يمزق العالم أجمع".

وأشار إلي أنه في خطاب ترامب أمام الأمم المتحدة عودته الى استخدام عبارة "الإرهاب الإسلامي المتطرف" التي تثير غضب الكثير من الدول الإسلامية الحليفة لواشنطن والتي كان تجنب استخدامها في خطاباته الأخيرة، لاسيما في الخطاب الذي عرض فيه استراتيجيته في أفغانستان.

وأضاف ترامب: "يجب أن نقضي على الملاذات الآمنة للإرهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم وكل شكل من أشكال الدعم لأيديولوجيتهم الدنيئة والشريرة".

وتابع: "يجب أن نطردهم من دولنا، لقد حان الوقت لفضح ومحاسبة الدول التي تدعم وتموّل جماعات إرهابية مثل القاعدة وحزب الله وطالبان وجماعات أخرى تذبح أناساً أبرياء".

أمريكا أولا

وأكد ترامب أن ازدهار أمريكا وتحسين مستوى شعبها هو همه الأول، لافتا إلى أن التحدي الرئيسي الذي يواجه العالم حاليًا هو الأنظمة "المارقة".

وقال ترامب "كل الزعماء والمسؤولين عليهم مسؤولية أن يخدموا شعوبهم في المقام الأول"، مشددا على أن بلاده ستظل دائما الصديق الصدوق للعالم وخاصة حلفائها".

وأشار ترامب "لا نستطيع أن ندخل في اتفاقات من جانب واحد طالما بقيت في هذا المنصب سأدافع عن مصالح أميركا قبل أي مصالح أخرى"، معتبرا أن التحدي الرئيسي الذي يواجه السلم العالمي اليوم مجموعة من الأنظمة الخارجية عن القانون.

ولفت ترامب إلى أنه "حققا في الشهور الثمانية الماضية ما لم نحققه في سنوات"، مشيدا بجهود "الأردن، وتركيا، ولبنان، في استضافة اللاجئين الفارين إثر الصراع الدائر في سوريا".

ودعا إلى مساهمة دول العالم في تحمل نفقات ميزانية الأمم المتحدة بشكل عادل، لافتا إلى أن المنظمة الأممية ستشهد تغييرات إيجابية في الفترة المقبلة.

وأوضح ترامب "الولايات المتحدة تتحمل وحدها 22 بالمئة من الميزانية الأمم المتّحدة وهذا نصيب غير عادل"، ولكنه شدد "إذا استطعنا أن نحقق كل الأهداف المعلنة خاصة هدف السلام، فإن هذا الاستثمار سيكون هائلا".

وتابع ترامب "أقول للشعب الأميركي أن الأمم المتحدة قريبا ستكون مناصراً أقوى للكرامة الإنسانية، مما يحرج الأمم المتحدة هي الدول التي لها سجلات مخزية في مجلس حقوق الإنسان وهي أعضاء في مجلس حقوق الإنسان".

وقال أيضاً "أميركا تقوم بأكثر من مجرد الكلام عن القيم المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة لقد دفع مواطنونا الثمن الأغلى للدفاع عن حريتنا وحرية دول كثيرة ممثلة في هذه القاعة العظيمة"، وحذر ترامب أعداء الولايات المتحدة من أن الجيش الأميركي "سيصبح قريباً أقوى من أي وقت مضى".

إيران: ترامب جاهل

ردت الخارجية الإيرانية على خطاب ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقال الناطق الرسمي للخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، عبر قناته على تطبيق "تليجرام"، عن الوزير ظريف قوله إن «ما ذكره ترامب عن إيران مجرد كلام سخيف».

كما نقلت وكالة «فارس» للأنباء عن ظريف قوله إن تعليقات ترامب في الأمم المتحدة "مخزية وتتسم بالجهل".

وقال ظريف في تغريدة له على تويتر: "خطاب ترامب المليء بالكراهية والجهل ينتمي للعصور الوسطى وليس الأمم المتّحدة في القرن الحادي والعشرين. وهو غير جدير بالرد عليه"، وأكد ظريف أن "التعاطف الوهمي مع الإيرانيين لا يخدع أحد".

وانطلقت اليوم المناقشات العامة للدورة الـ72 من الجمعية العامة للأمم المتّحدة والتي تجري هذا العام تحت عنوان "التركيز على الناس الذين يسعون إلى السلام والحياة اللائقة للجميع على كوكب مستدام"، وتستمر حتّى 25 سبتمبر الحالي.

ويحضر المناسبة العديد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية. وفي الوقت نفسه، يستضيف مقر الأمم المتحدة اجتماعات عالية المستوى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً