اعلان

هربوا من ويلات الحرب لـ"جحيم" اللجوء.. أحلام لاجئي سوريا تتحطم علي صخور امريكا.. يوماً ما سأحكي لهم عن الشام.. وطفل يحول سلة المهملات لديناصور بعد فشله في رؤيته بمتحف واشنطن

كتب : سها صلاح

حكايات متعددة لمآسي اللاجئين السوريين في امريكا، قصص تعتصر قلوبهم سواء كبارا وصغارا.المشهد لايبدو ممتعاً من الداخل كما هو ظاهر من الخارج حقوق الانسان لاتطبق في امريكا و جميع الحقوق للاجئين مهدورة في هذا المكان الذي كان يعتقده الكثيرون حلماً للرحيل إليه.قصص انسانية لأفراد تركوا كل شئ ورائهم ورحلوا بعيداً عن الحرب ليجدوا جحيم اللجوء أمامهم في الجهة الأخري، أحلام تحطمت علي صخور واشنطن التي تدعي حماية حقوق الانسان.كلمة أسرة تؤلمنياضطررت إلى مغادرة المنزل الذي كنت قد أمضى ثلاثين عامًا في بناءه، يوم واحد فقط بعدها تم إغلاق الأبواب، والقيت المفتاح بعيداً وتركت كل شيء ورائي.لدي 76 لا أحد يريد مغادرة المنزل في عمري، لكنني تركته لأن لدي ستة أبناء، وكنت أعرف أنه في يوم ما سيأتي لهم الجنود، لم يكن أبنائي سياسيين،ولم یریدوا أي علاقة بالقتل، ولکن ذلك لم یکن مھماً.لقد تم التعامل مع الناس الطيبين والأشخاص السيئين بنفس الطريقة، شاهدت الجنود يضربون فتيان الجيران بأم عيني،كانوا أولاد جيدين، كنت أعرف حياتهم كلها. ولكن كانوا يقودون بعيدا مثل الأغنام، لم يتكلموا حتى لأنهم إذا فتحوا أفواههم فسوف يطلقون النار عليهم، كنت أعرف أنها ليست سوى مسألة وقت قبل أن يأتون إلى منزلنا، تركنا كل شيء وراء، ولكن الآن عائلتي آمنة، لذلك أنا سعيد .ولكن عقب الدخول إلي امريكا تشتتنا و أصبح الجحيم سلاماً أكثر منالمكوث في هذه البلد التي تعاملنا كبشر من الدرجة العشرة و الآن كلمة "أسرة " تؤلمني".

-حولنا سلة المهملات لديناصورأريد أن أكون أستاذا يدرس عظام الديناصورات لأنني أحب الديناصورات كثيرا، ولكن أعرف أن هذا مستحيل، أحب الذهاب إلى جوجل واكتب: "أفلام ديناصور جميلة". طفل لم يتجاز العشر سنوات تتشكل كل أزمته أن أموال عائلته بعد اللجوء لامريكا لاتكفي لاستخدام الانترنت يومياً وهذا يمنعه من رؤية الديناصورات علي جوجل.كان حلمه عندما سافر إلي امريكا زيارة المتحف الذي يحتوي علي عظام امريكا لكنه عندما زاره تم معاملته بشكل سئ لم يروي له أحد قصة الديناصور العملاق في بهو المتحف الأمريكي الكبير، لذا قرر أن يصنع ديناصوراً من كرتون علب الحليب، وحول سلة المهملات أيضاً لديناصور خاص به.وروي عندما كنت في الصف الثاني، تعرضت مدرستنا لهجوم بقنبلة، كان برميل كامل من الانفجارات، كنا نفتح كتبنا لبدء الصف، وأنه من الصعب أن تصف الصوت ولكن كان مثل مبنى تفارق.ركضت إلى الطبقة الأخرى للعثور على أخي وكان يبكي بسبب الصوت، لم نعرف ما يجب القيام به، لكن أخي ذكي جدا،ركض إلى السوق ودعا جدتنا .بعدها هربنا إلى مكان يسمى كلير ووتر،في فلوريدا، أنا لا أعرف الكثير عن ذلك،رأيت فلوريدا على شاشة التلفزيون ويبدو أنها قريبة من البحر ولديها الكثير من النباتات. أبي كان يقول الناس ودية، لكني اكتشتفت أنهم ليسوا كذلك

-سأحكي لهم عن سورياأحيانا أجلس من نفسي وألقي باللوم على نفسي لمغادرة سوريا،اعتدت على امتلاك عملي الخاص، الآن أعمل كموظف في محل ألبان، ليس لدي شيء هنا. عندما أشعر بالحنين لسوريا، أتذكر رائحة الياسمين في حديقتي الخلفية، أتذكر أصدقائي الأربعة، كانوا دائما يضحكون ويمزحون معا.في صباح يوم الجمعة خلال فصل الصيف، كنا نستيقظ في وقت مبكر للذهاب إلى البحيرة والسباحة.في فصل الشتاء كنا نلعب ونمرح، ولكن يجب أن أذكر نفسي بأن سوريا ليست هناك بعد الآن، بلدتنا القديمة لم يعد لديهم أي طعام، كيس من الملح يكلف 50 $ الآن.وذهب جميع أصدقائي، واحد منهم في مصر، واحد في تركيا، واحد في لبنان، والآخر قتل على يد قناص .والدي أعطانا منزل وكنا اشترينا جميع الأثاث الجديد، ولكن يوم واحد هدمت قذيفة هاون منزلنا، كان من الخطورة جدا البقاء.كانت السنوات التي قضيناها كلاجئين صعبة للغاية، لكننا تعلمنا للتو أننا سنذهب إلى ديترويت بولاية ميشيجان، لدي شقيق في القانون يقول انها لطيفة جدا هناك. ويقول إنه مسموح له بالعمل بشكل قانوني ورسمي، نأمل أن أستطيع أن أبدأ القيادة مرة أخرى، يقول هناك تدفئة في المنازل والمياه دافئة عند الاستحمام.أطفالي صغار جدا الآن، ولكن يوم ما أقول لهم عن سوريا،إنهم يطرحون أسئلة بالفعل، ابنتي الصغيرة سألتني في يوم كنت أتحدث إلي شقيقتي في سوريا "إذا كانت عمتنا جائعة، فلماذا لا تستطيع شراء الخبز؟، فأبكتني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً