بالتزامن مع توجهات الدولة للقضاء على "فيروس سي"، بعد توجيهات الرئيس السيسي لوزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، بضرورة الانتهاء من علاج جميع مرضى "فيروس سي" خلال مدة أقصاها عام واحد، والنجاحات التي تحققها في ذلك المجال بشكل أبهر العالم، يأتي مسؤولي مستشفى التأمين الصحي ببنها، ليعكرو صفو تلك النجاحات، في مشهد إعادة لمأساة طابور من المرضى، وقد تمكن اليأس منهم بسبب تعنت مدير عيادات التأمين الصحي ببنها؛ لرفضه صرف العلاج.
في وسط ذلك التزاحم على المستشفى لصرف العلاج، تلاحظ تواجد مسنة لا تقدر على الحركة، تدعى "كريمة" موظفة بالمعاش فى مجلس مدينة القناطر الخيرية التابعة لمحافظة القليوبية، وتعاني من أمراض كثيرة وهى "سكر، ضغط، روماتيد، نقرس، التهابات فى الأعصاب، هشاشة عظام، خشونة فى الركبة، قرحة فى المعدة، فيروس سى، مشاكل فى النخاع الشوكى"، مما جعلها طريحة الفراش ولا تقدر على الحركة، ولها ابنة وحيدة ذات العشرين من عمرها تقوم بخدمتها واضطرت لفسخ خطبتها لمراعاة والدتها.
وتقول"مروة" الابنة الوحيدة لكريمة، "اكتشفت مرض والدتى بفيروس سي منذ أربع سنوات، ومنذ ذلك بدأ مشوار العذاب، حيث لم اتمكن من صرف علاج الفيررس، إلا منذ عام فقط، مشيرة إلى أنه "قبل انتهاء الجرعة الأولى توجهت لمستشفى التأمين الصحى ببنها لصرف الجرعة الثانية، وأنا احمل أمي على كتفى لأنها مش بتتحرك، فوجئت بالصيدلى يقول يوجد عجز فى نوعين من العلاج وقال لى تعالى بعد أسبوع فى حين أن جاءت له سيدة تتبع عميد شرطة وعلى الفور قام بصرف العلاج لها وعندما اعترضت نهرني".
وأضافت، "ذهبت بعد أسبوع كما أمر الصيدلي وكانت الطامة الكبرى أنه قال لي تأخرتى فى صرف العلاج ولا بد من قرار آخر لصرف العلاج"، متابعة:"ويتم التأجيل من أسبوع لأسبوع ومن شهر لشهر ولم أتمكن من صرف العلاج لمدة عام كامل، فضلا على أن مدير العيادات لم يقابل سوى من لديه واسطة فقط".
ولفتت مروة، إلى أنها طلبت منهم فى المستشفى أن ينظروا لها بعين الرأفة، حيث أنها تقوم فى كل مرة بحمل والدتها من المنزل للمستشفى، وهى تسكن فى الدور الرابع، مؤكده أنها فى كل مرة لا تجد كرسى لتحمل والدتها، وأيضا فى كل مرة تجد "الأسانسير" معطل، ولذلك تقوم بحمل والدتها ولكن دون جدوى.
وبسؤال الدكتور محمد عبد الباري مدير العيادات بمستشفى التأمين الصحى عن صحة الاتهام، نفى الموضوع فى بداية الأمر ثم اعترف لاحقا بعدم صرف العلاج لوجود خلل ما، مشددا بضرورة عمل قرار من جديد والعرض على اللجنة لوجود حالة انتكاسة بسبب عدم صرف الجرعة الثانية، مشيرا إلى أن العلاج سوف يتأخر بسبب عرضه على اللجنة العليا فى روكسى.
ومن جانبه، قال أحد العاملين بمستشفى التأمين الصحى ببنها، إن هذه هى طبيعة مدير العيادات "بيستمتع برؤية آلام المرضى"، مشيرا إلى أنه يقوم بتنفيذ القرار للى ييجى له بواسطة، موضحا:"لو له مزاج هيمشى قرار العلاج ولو ملهوش مزاج هيوقف كل حاجة".