كانت أيام الطفل الروهينجي "صدام حسين" مليئة بالحب مع والديه، فكان يدرس بمدرسة إسلامية في ميانمار ولديه العديد من الزملاء ورفقاء اللعب، لكن فجأة حلت كارثة غيرت كل شيء.
يقول صدام 10 أعوام، لصحيفة الديلي ميل البريطانية إن والده قتل برصاص الجيش الميانماري، مضيفاً أنه "عندما قتل والدي بالرصاص على يد الجيش، فررت بعد ذلك مع والدتي، ولكنني فقدتها على الحدود".
ويعيش صدام الآن في مخيم "نايابارا" للاجئين، هو لا يستطيع نسيان مشاهد مروعة للجيش وهو يقذف مشاعل النيران على المنازل لحرقها.
وأظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية تدمير 214 قرية في أراكان، بشكل كبير، خلال الشهر الماضي، ولا يزال صدام يعاني من صدمة نفسية كبيرة، ولم يستوعب الطفل الصغير، أن هناك أمراً خطيراً يجري حوله، ما يلاحظه هو أنه يعيش مع العديد من زملائه في غرفة صغيرة جداً.
تمزق العائلات
الطفل كريم الله 10 أعوام، هو الأكبر بين مجموعة الإخوة والأخوات، الذين فروا من ميانمار.
فرت شقيقته أجيدا وشقيقه صادق، البالغان من العمر ثمانية أعوام كلاهما، من المقاطعة مع جدتهم سيدا خاتون، 70 عاما، ويقيمون الآن في مدرسة في مخيم نايابارا.
ويقول كريم الله إنه بعد أن قتل والده بالرصاص وأُبعدت عنه والدته، اختبأ مع مجموعة الأطفال في غابة مع جدتهم.
وقال إنه بينما كان في طريقه إلى بنجلاديش فقد أحد إخوته ولم تصل المجموعة إلى هذا المعسكر إلا يوم الإثنين فقط.
أما جدته فلا تعرف ماذا ينتظر أحفادها، والأطفال أنفسهم لم يدركوا بعد أن حياتهم لم تعد كالسابق.
نعيم الله 10 أعوام لديه شقيقين وثلاث شقيقات، وحتى وقت قريب كانوا يعيشون في شيلكالي، في ميانمار، ويدرسون في مدرسة إسلامية محلية.
فروا جميعا مع والدتهم من الحملة العنيفة في ميانمار، وهم في الوقت الحالي يقيمون بمخيم كوتوبالانغ في بنجلاديش.
وما يزال والد الطفل، بادشا ميا، وهو صياد، في ميانمار ولكن، وفقا لنعيم الله، "يدبر الضروريات اليومية فقط في الليل" في قارب خاص به، وقد فرت جدة نعيم الله، كولسوم خاتون 75 عاما من ميانمار خوفا على حياتها.
ومع ذلك، فإن الفظائع التي شاهدتها، وانفصالها عن ابنها، وقسوة الرحلة إلى بنجلاديش كانت تعني الكثير جدا لها، وقد توفيت الجدة بالفعل قبل يومين.