العبوات الناسفة.. السلاح الأعمى في يد الجماعات التكفيرية.. خبير مفرقعات: سهلة التصنيع وأسعارها رخيصة

تتعرض مصر لموجة عنيفة من العمليات الإرهابية خلال السنوات الماضية ، وتمر بأعلى معدل من هذه الهجمات من حيث اتساع رقعة العمليات الإرهابية وتنوعها، ويرتفع معدل استخدام العبوات الناسفة كوسيلة فى العمليات، ويبقى السلاح الأبرز لتلك الجماعات، من قبل مليشيات وجماعات مسلحة، وتستخدم تلك التنظيمات الإرهابية أدوات ومعدات متطورة فى تنفيذ تلك العمليات، وظهور تنظيمات إرهابية إقليمية مسلحة عابرة للحدود، تنظيم "داعش نموذجًا"، فأصبح الوضع الأمنى فى مصر أكثر تعقيدًا لوجود شبكة علاقات فيما بين تلك التنظيمات الإرهابية، والتى تخطت حدود الدول، ولم تقتصر أهداف العمليات الإرهابية على استهداف قوات الأمن بل شملت استهداف مدنيين وأعمال عنف ضد المنشآت العامة والخاصة، وهذا يتطلب دراسة وفهم لحرب العبوات الناسفة لأنها ستظل هى الأكثر تسببًا فى إسقاط الضحايا من المدنيين والعسكريين فى مصر، بسبب رخص تكلفة هذه العبوات وسهولة تصنيعها والعثور على من يزرعها ويفجرها من بعد دون خسائر لأفراد الجماعات الإرهابية، التى تستخدم هذا النوع من الوسائل فى حربها ضد الدولة المصرية، ورغم ذلك تستمرالداخلية فى مواصلة ضرباتها الاستباقية للعناصر الإرهابية والتكفيرية بمختلف أنحاء الجمهورية لإحباط مخططاتهم التى تستهدف إثارة الذعر فى البلاد ووأد خطر العبوات الناسفة قبل وقوعها.

ـــ عمليات دامية

فى أوائل سبتمبر الجارى قام إرهابيون بتفجير عبوات ناسفة أسفرت عن مقتل بعضهم، وإصابة عدد من رجال الشرطة بمنطقة أرض اللواء، ونجحت الأجهزة الأمنية فى تصفية عدد من العناصر الإرهابية أثناء عملية للقبض عليهم بمنطقة أرض اللواء.

وبالشهر نفسه قامت مجموعة إرهابية بزرع عبوة ناسفة على طريق دورية تأمين الطريق الدولى العريش - بئر العبد، وأثناء سير الدورية على بعد نحو 20 كيلو مترًا غرب العريش تعرضت لانفجار عبوة ناسفة، راح ضحيتها 18 شهيدًا من القوات المسلحلة، أعقبها هجوم مسلح وقيام إرهابيين بإطلاق النار تجاه القوات التى ردت على مصدر النيران، وقتلت 3 من بينهم، فيما استولى إرهابيون على سيارة نصف نقل كانت ترافق الحملة الأمنية، وأضرموا النار فى الآليات الأمنية التى تعطلت نتيجة الانفجار، بينها مدرعة خاصة بالتشويش.

وفى أواخر أغسطس الماضى لقى ثلاثة مدنين مصرعهم نتيجة سيرهم بجوار عبوة ناسفة زرعتها العناصر الإرهابية على طريق نجع شبانة بهدف تفجيرها فى القوات، إلا أن العبوة انفجرت فى مدنيين ما أسفر عن مقتلهم.

وفى أوائل يوليو الماضى انفجرت عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل مجندين وإصابة 9 آخرين من قوة قطاع الأمن المركزى"، وذلك أثناء مرور فوج أمنى بمنطقة الصفا دائرة قسم رابع العريش، وبالشهر نفسه قتل 23 من أفراد القوات المسلحة المصرية، وأصيب 32 آخرون، فى هجوم بسيارات مفخخة على إحدى نقاط التمركز الأمنى فى محافظة شمال سيناء.

منتصف يونيو 2017 أصيب، ضابط شرطة بمدينة العريش نتيجة انفجار عبوة ناسفة عن بعد فى مدرعة تابعة لقوات الشرطة حال تمشيطها لطريق ساحل البحر بمدينة العريش، وبالشهر نفسه استشهد مدنى، وبُترت أصابع نجله، على إثر انفجار عبوة ناسفة، زرعتها عناصر إرهابية، على طريق مدينة رفح العام، لاستهداف قوات الأمن، إلا أن العبوة انفجرت فى سيارة مدنية.

وفى إبريل 2017 استشهاد مجند شرطة وإصابة مواطن فى انفجار عبوة ناسفة بالعريش وبالشهر نفسه استشهدت طفلة وأصيبت أخرى ببتر فى الساقين، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون بقرية الجيفة بمركر الحسنة وسط سيناء.

وفى مارس 2017 ضرب تفجيران انتحاريان متزامنان كنيستى "مار جرجس" فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية والكاتدرائية المرقسية بمدينة الإسكندرية، أسفرا عن مقتل 46 شخصًا وإصابة 126 آخرين، والتى تزامنت مع احتفالات الأقباط بـ"أحد السعف"، فيما أطلق عليه إعلاميا باسم "أحد السعف الدامى".

وبمطلع 2016 وقع تفجير عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة آخرين بشارع اللبينى بالهرم.

قال المقدم محمد الخولى، خبير مفرقعات: إن حرب العبوات الناسفة ستظل هى الأكثر تسببًا فى إسقاط الضحايا من المدنيين والعسكريين فى مصر، خصوصًا فى سيناء، بسبب رخص تكلفة هذه العبوات وسهولة تصنيعها والعثور على من يزرعها ويفجرها عن بعد دون خسائر لأفراد الجماعات الإرهابية، التى تستخدم هذا النوع من الوسائل فى حربها ضد الدولة المصرية.

وأوضح الخولى أن المتفجرات التى تم استخدامها فى الفترة الأخيرة تمت صناعتها من نوعيات من الأسمدة الزراعية التى يتم صنعها فى الأساس من مواد النترات والأمونيا، كما أنهم استحدثوا طريقة جديدة يتم من خلالها وضع نشارة الخشب وخلطها مع مواد كيمياوية خاصة بالاشتعال، وبذلك تكتمل المواد المتفجرة، حيث كانت الطريقة القديمة فقط هى مادة الـ «تى إن تى»، والتى كانت تعد المادة الأساسية للمفرقعات سواء السائلة أو الصلبة، مؤكدًا بأن المواد التى يصنع منها المتفجرات رخيصة الثمن بالنسبة للمواد الأصلية.

وأوضح خبير المفرقعات أن العبوات الناسفة سابقًا كان يتم تفجيرهاعن طريق الأسلاك لكن مؤخرًا صنعت عبوات حديثة تعمل عن طريق التقاط صورة لعجلات السيارات، وتبرمج عن طريق شريحة إلكترونية، وعندما تمر تلك العجلة تنفجر العبوة، حيث إن مواد السماد الزراعى الكيماوى الذى يخلط مع البنزين يمكن أن يحدث انفجارًا كبيرًا، وكان البارود الأسود يعتبر من أول أنواع المتفجرات.

التاريخ.

كما أكد اللواء حمدى بخيت خبير أمنى، أن المتورطين فى الانفجارات الأخيرة منتشرون على هيئة خلايا نائمة فى المحافظات ويضعون لأنفسهم أهدافًا محددة لتنفيذها بعد التواصل مع بعضهم البعض.

وأشار بخيت أن تخفيف حدة العمليات الأرهابية يتطلب تجفيف منابع تمويل تلك الجماعات، والتى تأتى من الخارج عن طريق تحويلات بنكية أو أثرياء من الداخل والتى تشترى من خلالها تلك المواد، ولن يتم ذلك إلا من خلال أجهزة معلوماتية حكومية، وتخصيص الإعلام برامج تثقيفية لرفع الثقافة الأمنية للمواطنين، وكيفية التعامل مع المفرقعات.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً