الحروب هي المرض الذي اصاب البشرية رغبة في مزيد من المصالح والثروات الاقتصادية والحدود السياسية ايضا، ولهذا كانت الحرب هي القرار حين شهدت دول البلقان خلافات جوهرية فيما بينها خلال الأيام الأولى بعد حرب البلقان الأولى، حيث أصرَّ البلغاريون على إرسال جنود إلى سالونيكا في اليونان، أما الجبل الأسود فلم تكن راضية عن معاهدة لندن، حيث إن القُوى العُظمى منحت مقاطعة شكودر لألبانيا، ومقاطعة "شكودر" هي واحدة من 12 مقاطعة في ألبانيا يبلغ عدد سكانها 215,347 في عام 2011، في مساحة 3562 كيلومتر مربع، وهي تقع في الجزء الشمالي من ألبانيا وذلك عكس ما تم الاتفاق عليه سراً قبل حرب البلقان الأولى.
وقد أدركت كل من بلغاريا وصربيا أن معاهدة التقسيم غدت قديمة وتحتاج تعديلاً، وقد رغبت صربيا في مساعدة قيصر روسيا على تقسيم مقدونيا بين صربيا وبلغاريا، غير أنه لم يكن لبلغاريا ثقة قوية بقيصر روسيا، وقد أمِلت بلغاريا بأن النمسا والمجر اللتين تخشيان تزايد قوة صربيا، سوف تقدِّمان المساعدة لها. أما صربيا فقد عقدت معاهدة تحالف مع اليونان في 1913 ومن هنا اندلعت الحرب.
الأطرافاندلعت الحرب الثانية في البلقان ما بين 29 يونية و10 أغسطس 1913، بين بلغاريا من جهة وصربيا واليونان ورومانيا والجبل الأسود والدولة العثمانية من الجهة الأخرى.الاسباببدأت الحرب حينما نمت رغبة مملكة بلغاريا في ضم مقدونيا الشمالية من الصرب ومقدونيا الجنوبية من اليونان، فقامت بلغاريا بمهاجمة كل من اليونان وصربيا فجأة ودون إعلان حرب كما جرت العادة، فأعلنت رومانيا الحرب على بلغاريا في نفس الوقت ايضا.الاحداثهاجمت رومانيا بشراسة الجزء الواقع في شمال بلغاريا وانضمت الدولة العثمانية إلى الحرب في الثامن عشر من يوليو، وهو ما مكنها لاحقا من استعادة عددا من الأراضي التي فقدتها خلال حرب البلقان الأولى، وكانت ضمن الرابحين من هذه الحرب.وهاجمت جيوش بلغاريا كلاً من اليونان وصربيا دفعة واحدة، وبرغم أنها كانت حرباً قصيرة غير أنها كانت أكثر دموية من الحرب الأولى، خاصة بعد أن انضم الأتراك في تلك الحرب إلى جانب اليونانيين والصربيين.لم تستطع بلغاريا الصمود أمام ذلك التحالف، فطلبت ترتيب هدنة لوقف القتال، وبالفعل تحقق لها الأمر ولكن كلفها ذلك كثير من الخسائر لاحقا.النتائج-انتهت الحرب بتوقيع اتفاقية بوخارست في 10 أغسطس 1913.-اتجهت مملكة بلغاريا إلى طلب المساعدة من النمسا في استعادة جزء من الأراضي التي احتلتها صربيا في الحرب.-أجبرت النمسا صربيا على إرجاع بعض الأراضي إلى بلغاريا مما أدى إلى حقد كبير من الصربيين تجاه النمسا بعد الحرب.-قام الصربي جافريلو برينسيب بإغتيال وريث العرش النمساوي الأرشيدوق فرانس فرديناند في مدينة ساراييفو بالبوسنة والهرسك في عام 1914.