شهدت محكمة الأسرة بامبابة، قضية من أغرب القضايا التي مرت بمحاكم الأسرة، فعلى سلالم محكمة الأسرة تجلس شابة بعيون دامعة تسيل كالأنهار على وجهها الحزين المعتم، ونبضات قلبها السريعة تظهر على ملامح وجهها، وعلى يديها طفله جميلة، لم يتجاوز عمرها السنة، فاقتربنا منها كي نعرف ما بها.
فقالت "ولاء" أنا شابة لم يتجاوز عمرى 22 عام، ومتزوجة منذ سنتين، تزوجت عن حب استمر أيام وليالي، حتى جمعنا سقف بيت واحد، كان رباط الحب الذي يجمعنا هو ما كنت أعيش من أجلة، فكان زوجي كل حياتي، وفارس أحلامي الذي تمنيته.
وتابعت سرعان ما تبدلت الأحوال، ونشبت بيننا المشاكل التي لا نهاية لها، فأنا من أسرة ملتزمة لا تعرف الماكياج، ولا أعرف كيف أرتدى الموضة، يريدني أن أكون محترفة في وضع الزينة "الميكب" وإرتداء صيحات الموضة الحديثة من الثياب، والبناطيل الضيقة، كي أصبح في مستوى يليق به أمام أصدقاؤة، على الرغم من أني جميلة ولا أحتاج لكل هذا.
واستطردت "ولاء" حاولت إرضاؤه بشتي الطرق، لكني صعب أن أغير من بيئتى وتربيتي بهذه السهولة، تحملت منه كل شئ من مشاجرات، وخلافات بسبب هذا الأمر، وكانت النهاية، أن طردني من بيته، أنا وطفلتي، قائلا أني لا أليق به، وهددني بأنه سيتزوج من فتاه أخرى، ومن وقتها لم يسأل علىَّ أنا، وابنته لذلك لجأت للقضاء، لأسترد حقوقي منه.