العراق يسير علي خطي السودان.. استفتاء كردستان يغير خريطة الدول العربية.. وإسرائيل الداعم الأبرز

ساعات مضت على بدء الاستفتاء المصيري في كردستان العراق والذي بدأت نتائجه تظهر، إذ أن تبعات نتيجة الاستفتاء ومآلاته لا تنحصر على العراق وحسب بل ستمتد إلى منطقة الشرق الأوسط بأكمله، وفقًا لرأي معظم المحللين والمتابعين.

على خطى جنوب السودان

في يناير عام 2011 جرى استفتاء شعبي في حنوب السودان لمعرفة ما إذا كان سكان الجنوب يرغبون بالبقاء بدولة واحدة مع السودان أو الانفصال بدولة مستقلة، وذلك تنفيذًا لبنود اتفاقية السلام الشامل والتي وقعت في نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في 9 يناير.2005.

نتيجة الاستفتاء أعنت في 7 فبراير 2011 وكانت كما توقعها الجميع بموافقة أغلبية المصوتين على الانفصال عن السودان الموحد

ليعاد اليوم بعد ست سنوات المشهد نفسه في بلد عربي آخر هو العراق.

الكاتب المصري محمود القاعود يعتبر أن التعويل علي الغرب في شأن منع كردستان من الاستقلال هو قمة العبث.. ذلك أن كردستان ما كانت لتخطو أي خطوة في هذا المضمار وتسريع وتيرته إلا بضوء أخضر غربي، كما حصل في جنوب السودان.

سرطان المنطقة

من المعروف أن الأكراد موزعين على أربع دول في المنطقة بشكل رئيسي وهم إيران العراق وتركيا وسوريا، وتخشى حكومات الدول تلك إذا ما تم انفصال الإقليم عن العراق أن يؤدي ذلك إلى تحرك كردي آخر في للانفصال عن كما فعل أبناء عرقهم في أربيل.

وبالرغم من تطمينات رئيس إقليم كردستان مسعود بارازاني للدول المجاورة بأن الدولة الكردية الجديدة ستربطها علاقات صداقة وتعاون مع دول الجوار، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لمنع حدوث معارضة إقليمية لإجراء الاستفتاء الانفصالي الذي يرمي إلى تأسيس دولة كردية في منطقة تشكل عصب المنطقة.

ويأتي الرفض التركي لقيام دولة كردستان على رأس تلك الدول الرافضة حيث عارضت أنقرة وبشدة الاستفتاء معتبرة إياه خطرًا على العراق والمنطقة بأكملها، محذرة على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو من أن الاستفتاء المزمع تنظيمه قد يؤدي إلى حرب أهلية، وهددت بعدم السماح لقيام دولة جديدة على حدودها ملوحة بعقوبات سياسية ستفرضها على أربيل في حال مضت في مشروعها.

وبدرجة أقل ترفض إيران المشروع الانفصالي الكردي الذي عبر عنه المسؤولون الإيرانيون في أكثر من مناسبة، وحذر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الأحد الماضي، من أن إيران ستغلق كافة المعابر مع إقليم كردستان في حال انفصاله عن العراق.

وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ققد حذر في وقت سابق من التأثير المحتمل للاستفتاء على زعزعة استقرار المنطقة..

وكما كانت إسرائيل الداعم الخفي والأبرز في انفصال جنوب السودان عن شماله وتقسيمه إلى دولتين تعود دولة الاحتلال لتدعم وبشكل علني دعمها لقيام كردستان.

كان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإحتلال قد قال في وقت سابق إن إسرائيل تؤيد الجهود المشروعة للشعب الكردي للحصول على دولتهم.

يذكر أن الأكراد يشكل نسبة 15_ 20 من سكان العراق وهم رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، كما إن مناطق الإقيليم الكردي وبخاصة كركوك المتنازع عليها تعتبر إحدى أكثر المناطق غنًا بالنفط في المنطقة والعالم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً