مع بداية العام الدراسى الجديد تطفو على سطح المجتمع مشكلة "الدمج" وهى مشكلة تؤرق أولياء أمور الأطفال ذوى الإعاقة بشكل كبير، وما بين دفاع وتأييد البعض ممن لهم مصلحة بأن الدمج هو السبيل الوحيد لعلاج الأطفال وخروجهم من عزلتهم، ورفض متخصصين له بحجة أن ضررة أكثر من منفعة، يصبح الآباء فى موقف لا يحسدون عليه، وفى الجهة الأخرى يلاحظ غياب تام لرؤية الدولة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم- لقضية الدمج حتى أصبح الجدل هو سيد الموقف.. بعد أن أصدرت وزارة التربية والتعليم، قرارًا وزاريًا بدمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى كل المدارس مغ أقرانهم الأسوياء.
وبالرغم من أهمية هذا القرار الذى حمل رقم "٢٥٢ لعام ٢٠١٧"، لدمج الطلاب ذوى الإعاقة البسيطة بالتعليم العام، فى إطار حرص الإرادة السياسية على الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة، وفى ظل الاستعداد لأن يكون ٢٠١٨ هو "عام ذوى الاحتياجات الخاصة"، إلا أن الواقع يقول خلاف ذلك.
ـــ أولياء الأمور: الدمج شكلى فقط
وللوقوف أكثر على مشكلات الدمج تقول سمية سمير، ولية أمر طالب: إن الرئيس السيسى أعلن عن العديد من القرارات للاهتمام بذوى الإعاقة إلا أن هناك بطئًا فى التنفيذ من المسؤولين، مضيفة أنه طالما هناك دمج بشكل عام يجب أن يكون هناك تغيير مؤكدة على أن معاناة المعاقين ما زالت مستمرة بسبب اختبارات الذكاء، والتى تتم من أجل قبول الطالب فى الدمج.
وتابعت هناك قرار بجعل جميع المدارس بالجمهورية مدارس دمج، ولكن هذا حتى الآن لم يطبق، لافتة أن بعض أولياء الأمور ذهبوا للمدارس التجريبية فى مناطقهم القريبة من أجل دمج أبنائهم فكان الرد "لا يوجد لدينا قرار بقبول أطفال الدمج".
أحمد على، والد طفل يعانى من إعاقة ذهنية يعلق على الأمر قائلًا: "ابنى عمره 11 عامًا وهو طالب بالصف الخامس الابتدائى بإحدى المدارس الحكومية التى تطبق نظام الدمج، يذهب إلى المدرسة بصحبة "الشادو"، مدرسة الظل التى تحصل على ألف جنيه شهريًا، وأنا المسؤول عن دفعها وليست المدرسة، وكان ذلك من الشروط التى حددتها مديرة المدرسة حتى يتم قبول ابنى، ووظيفة "الشادو" تنحصر فى حمايته من الأخطار التى قد يتعرض لها فى المدرسة ولكن مستواه التعليمى لا يتحسن لأن المناهج التى يدرسها هى المناهج نفسها التى يدرسها الأطفال غير المعاقين".
"الأطفال الموجودون بمدارس الدمج مظلومون، وليس لهم مستقبل فلا توجد رعاية مناسبة، ولا مناهج تزيد من قدراتهم".. هكذا بدأت منى السيد، والدة طالب معاق، حديثها مضيفة، "أرى أن الدمج هو شىء شكلى فقط، وليس ذا فاعلية، فقد ألحقت ابنى بإحدى الجمعيات التى تهتم بذوى الإعاقة، وبعد مجهود كبير ارتفع مستوى ذكائه، حيث إنه يعانى من توحد وضعف مستوى الذكاء، إلى جانب ذلك ألحقته بمدرسة خاصة عادية وينجح كل عام، ورغم أنه يسبب مشكلات عديدة فى المدرسة مع زملائه، ويتم فصله بشكل مستمر".
بينما قالت والدة، طالب بالصف الأول الثانوى بمدرسة الحرية: إن ابنها لديه إعاقة ذهنية، ورفقًا بحالته الصحية قرر الأطباء عمل حالة دمج له بسبب إعاقته، حتى انتهاء فترة علاجه.
وأكدت والدة الطالب أن ابنها نجح فى جميع المواد ولكنه رسب فى مادة التاريخ، وحتى بعد دخوله امتحان الدور الثانى رسب أيضًا فى المادة، وبذلك يعيد العام الدراسى مرة أخرى بسبب مادة واحدة وهو من ذوى الاحتياجات الخاصة.
وأضافت والدة الطالب أن ابنها رسب فى المادة على 3 درجات، ولم يرأفوا بحالته الصحية، قائلة: "تقدمت بعدد من الشكاوى للإدارة التعليمية ومديرية التربية والتعليم، كما أننى تقدمت بالتماس للوزير، ولم أصل لحل لتلك المشكلة"،لافتة أنها اشتكت من مديرة المدرسة بسبب تعنتها وعدم مساعدتها لحل تلك المشكلة.
من جهته قال الدكتور عبدالله عمارة، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة المنوفية: إن المدارس التى بها عمليات دمج بها تجهيزات بالنسبة للمعلمين عن طريق أخذ دورة تدريبية من أجل التعامل مع الطلاب ذوى الإعاقة البسيطة، ولكن الأمر يختلف فى المدارس المخصصة لذوى الإعاقة مثل الصم أو المكفوفين، فيوجد بها تجهيزات خاصة جدًا لتتناسب مع حالات الطلاب.
وأوضح وكيل الوزارة أن الرئيس السيسى يعطى اهتمامًا كبيرًا هذا العام لذوى الاحتياجات الخاصة، موضحا أن المدارس المشتركة ليس بها أجهزة تخص أصحاب الدمج، فمن يسمح لهم الدخول بها من لديهم إعاقة بسيطة جدًا، فهى لا تحتاج سوى للمعاملة الخاصة من المعلمين.
نقلا عن العدد الورقي