اقتحمت قوة أمنية أردنية أحد مقار حزب جبهة العمل الإسلامي، التابع لجماعة الإخوان، في محافظة إربد شمالي العاصمة عمان، أمس الأحد.
طلبت القوات الأمنية من المتواجدين في المقر مغادرته وتسليمه لها بالسرعة الممكنة، إلا أنهم رفضوا الانصياع لقرارات القوة الأمنية.
ورفضت إدارة الحزب تسليم المقر للقوة الأمنية، لكونه «مُلكية خاصة» بحسب قياديين في الفرع، غير أن نائب محافظ إربد قرَّر إغلاقه بالشمع الأحمر ردًا على رفض مغادرة أعضاء الحزب.
وأكدت مصادر في حزب "جبهة العمل الإسلامي"، أن "قرار المحافظ مخالف للدستور الأردني وقانون الأحزاب، وهو مرفوض باعتباره تعدّيًا على الحريات الحزبية والعامة".
وقرَّر نائب المحافظ "تشميع" المقر بالقوة، فيما رفض أعضاء الحزب مغادرته وأعلنوا اعتصامًا في مقرهم، وعقد هيئة عامة مفتوحة، مطالبين أصحاب القرار العقلاء بالتدخل لإيقاف ما وصفوه بـ”المجزرة الديمقراطية والإجرام القانوني".
ويأتي هذا القرار بعد 8 أشهر من الإغلاق الأول لمقرات الجماعة في الأردن، حيث تم تشميع أكبر المقرات الموجودة هناك، واستكملت ذلك بحرب الدولة المصرية ضد الجماعة الإرهابية.
وفي هذا الشأن، يقول منتصر عمران، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن ما حدث مع حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للإخوان فى الأردن يتعلق بشق قانوني واستغل سياسيا.
وأضاف عمران في تصريح لـ"أهل مصر"، أن حاكم إربد قد استغل الخلاف القانوني على مقر الحزب بين جبهة العمل والمنشقين على الإخوان في عمل سياسي وهو التضييق على الإخوان، لافتا إلى أن الأردن بدأت تستجيب للسعودية والإمارات ومصر فى حربهم على الإرهاب وفى القلب منها الإخوان.
وأوضح، أنه من المحتمل أن الأردن تعرضت لضغوط بعد أن سمحت للإخوان مؤخرا بالمشاركة فى الانتخابات البلدية والبرلمانية، وفاز الإخوان فيها بنسبة كبيرة بعد إبعاد دام سنوات، مضيفا: "لكن الإخوان كعادتهم خبراء فى تكوين الأعداء وعدم الاستفادة بالفرص؛ فبعد أن وافق لهم النظام على المشاركة السياسية نكصوا على أعقابهم وشاركوا مع 13 حزبا معارضا فى إصدار بيان شديد اللهجة ضد النظام الأردني مما جعل ذلك مبررا للنظام للانقضاض على الإخوان والتخلص منهم وتهيئة الأمور للمنشقين عنهم فى تصدر المشهد السياسي، وهذا ما يطالب به دول محاربة الإرهاب فى القضاء على الإخوان وإنهاء تواجدهم السياسي فى منطقة الدول العربية.
بينما يعلق هشام النجار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، على إغلاق الحكومة الأردنية لمقر جماعة الإخوان الإرهابية، بقوله: "لا يزال تنظيم الإخوان يستمد قوته من حضوره بالخارج ومن الفروع التى أنشأها تنظيمه الدولي".
وأوضح النجار في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الإجراءات التى تتخذ ضده من بعض الدول التى تشهد تواجدا لهذا التنظيم متفاوتة التأثير والقوة والكثير منها متواضع وحذر وخجول ولا يرقى بحال لمستوى الضربة التى تلقاها التنظيم بمصر ولا لحجم التحديات التى تواجهها الدول في سياق المواجهة مع مجمل الفكر الإرهابي.