حرب الثلاثين عاما.. التيارات الدينية تشعلها وألمانيا تفقد نصف سكانها والمجاعات تنتشر

كانت إسبانيا ترغب بلعب دور حاسم في الإمبراطورية الرومانية المقدسة ومهتمة بضم بالولايات الألمانية حيث أنها كانت تسيطر على هولندا الإسبانية المجاورة لحدود دول ألمانيا الغربية وتسيطر أيضا على دول داخل إيطاليا متصلتين برا عبر الطريق الإسباني. ثار الهولنديون ضد السيطرة الإسبانية خلال ستينيات القرن السادس عشر، مما أدى إلى حرب استقلال ممتدة من المتوقع أن تستأنف بانتهاء هدنة السنوات العشر عام 1621.وحرب الثلاثين عام هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618 و1648 م، حيث وقعت معاركها بدايةً وبشكل عام في أراضي أوروبا الوسطى العائدة إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ولكن اشتركت فيها تباعا معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر فيما عدا إنجلترا وروسيا.وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط، وفي أراضي براندنبورج بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات مايقدر بثلثي السكان، وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف، كما أنخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث.الاطرافالدول البروتستانتية وحلفاؤها السويد وبوهيميا والدنمارك وهولندا وفرنسا وسكسونيا، وايضا انجلترا وترانسلفانيا والمتمردون المجريون ضد الهابسبوك، والطرف الثاني الدول الكاثوليكية وحلفاؤها هم الإمبراطورية الرومانية المقدسة والرابطة الكاثوليكية والنمسا وباڤاريا ومملكة المجر وكرواتيا وإسبانيا.الاسبابساندت فرنسا الكاثوليكية تحت حكم الكردينال ريشيليو في ذلك الوقت الجانب البروتستانتي في الحرب لإضعاف منافسيهم آل هابسبورج لتعزيز موقف فرنسا كقوة أوروبية بارزة، فزاد هذا من حدة التناحر بينهما، ما أدى لاحقا إلى حرب مباشرة بين فرنسا وإسبانيا.الشرارة الأولىكان الإمبراطور الروماني بلا أحفاد أو أبناء، لذلك أراد التأكد من انتقال الملك بعده إلى وريثه الشرعي فرديناند الستيرياوي، وهو كاثوليكي متعصب، فقام ماتياس بتعيينه والياً له على إقليمي المجر وبوهيميا، الأمر الذي دفع قيادات المذهب البروتسنتي في كلّ من إقليم المجر وبوهيميا إلى الخوف من فقدان حقوقهم الدينية التي منحها لهم الإمبراطور رودولف الثاني، وعندما قام مرشح الملك بإرسال ممثلين اثنين له إلى قلعة هارادشاني من أجل تولي حكم بوهيميا في حال غيابه قام جماعة من الكلفنيين بإلقاء القبض عليهما، ومحاكمتهما محاكمة زائفة، حيث ألقوا بهما من نافذة القلعة التي تعلو 50 قدماً عن سطح الأرض، إلا أنّهما لم يموتا، بل أصيبا بإصابات قوية، الأمر الذي أدّى إلى اشتعال الثورة البوهيمية في براج ثم العديد من الثورات، ثمّ انتشرت الحرب الأهلية في الكثير من مناطق أوروبا، فضعف الإمبراطور فرديناند خليفة ماتياس، ممّا أدّى إلى انتشار الحرب.الاحداثواجهت قوات الجنرال تيلي قوات كرستيان في معركة عرفت باسم معركة شتاتلون في 6 أغسطس 1623م، وأوقعت بها هزيمة ذريعة أدّت إلى قتل أربعة أخماس الجيش، فبعد سماع هذه الأخبار أُجبر فريدريك من صهره ومستضيفه في منفاه على ترك المحاولات للرجوع إلى بوهيميا والبلاتين، وبالتالي انتهت الحقبة الأولى من حرب الثلاثين عاماً بهزيمة كرستيان، واستقرار مانسفيلد، وتوقّف فريدريك الخامس عن التفكير في العودة، فحلّ الهدوء والسلام على الإمبراطورية الرومانية، إلا أنّ التدخل الدنماركي بدأ في سنة 1625م.بدأ التدخل الدنماركي عندما قام كرستيان الخامس ملك الدنمارك بإرسال جيش لمحاربة الإمبراطورية الرومانية دعماً للوثريين في شمال ألمانيا.توجهت قوات فالنشتاين مع قوات الجنرال تيلي إلى مواجهة قوات الملك كريستيان الدنماركي، الأمر الذي أجبره على الانسجاب، ثم وقعت معركة جسر ديساو في عام 1626ميلادية.قرر ملك السويد جوستافوس أدولفوس في عام 1630م التدخل في الحرب، وأمر جنوده بالاستعداد للتحرك، حيث كان يسعى للسيطرة على الرابطة الهانسية، ولتحويل البلطيق لبحيرة سويدية، فتمكّن من تجهيز جيشه على الرغم من فقر بلده.تحرّكت إسبانيا فضربت البروتستانت، وهزمتهم في معركة نوردلينجن في 5 سبتمبر سنة 1634م، وبعد موت فالنشتناين وجوستاف أدولف أصبحت السويد قوّة في ألمانيا، وأصبحت الانتصارات سويدية أكثر منها بروتستانتية، ممّا أدّى لخوف كريستيان الرابع ملك الدنمارك من السويد، فأعلن الحرب عليهم، ولكن تمت هزيمته، لأمر الذي دفع الدنمارك لترك الحرب، فقررت فرنسا التدخل، فعبرت قواتهم الراين لتشترك في النزاع، وتلاحمت مع الجيوش الأسبانية في روكروا، ثم حدث اصطدام بين الإمبراطوريين والبروتستانت في معركة يانكوف في بوهيميا وكان النصر فيها للبروتستانت.النتائج-نتج عن هذه الحرب تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش.-انتشرت المجاعات والأمراض وهلاك العديد من سكان الولايات الألمانية وبشكل أقل حدة الأراضي المنخفضة وإيطاليا.-أُفقرت العديد من القوى المتورطة في الصراع. -استمرت الحرب ثلاثين عاما ولكن الصراعات التي فجرتها ظلت قائمة بدون حل لزمن أطول بكثير. -انتهت الحرب بمعاهدة مونستر وهي جزء من صلح وستفاليا الأوسع عام 1648 م.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً