طلاب الثانوية خارج المدرسة.. أكل على "عربات فول" ومعاكسة بنات ولعب بلاي ستيشن: "العلم يحب الدلع" (فيديو وصور)

دق جرس الانصراف، فاندفع الطلاب من فصول إحدى المدارس الثانوية المتواجدة بمنطقة الزيتون، تاركين خلفهم فوضى عارمة لا ينقذ المدرسة منها إلا "الفراش"، وبمجرد أن وضع كل طالب قدمه خارج المدرسة، اختلفت خططهم، فمجموعة تفكر في الذهاب إلى "البلاي ستيشن"، ومجموعة أخرى كانت بطونهم الجائعة هي المسيطرة، فحددوا هدفهم الذي استقر على تناول الطعام من عربة الفول التي تقع أمام المدرسة، وعلى العكس تمامًا قرر عشرات الطلاب الوقوف أمام الشوارع لمعاكسة الفتيات، والسير خلف بعضهن، ناطقين بالكلمات التي تخدش الحياء، وسط صمت تام من المتواجدين في الشوارع.على عربة الفول التي اتخذ صاحبها الرصيف المجاور لها ملكية خاصة، تراصت المقاعد والطاولات الخشبية، كانت شبه خاوية قبل الساعة الواحدة ظهرًا، ولكن خلال لحظات تهافت طلاب المدارس الثانوية بمنطقة الزيتون، على تلك الكراسي، يخبر كل واحدًا منهم طلبه على صاحب العربة.يسير صاحب العربة الذي يدعى "إسماعيل"، بملابسه التي تساقط عليها بضع قطرات من الفول، ذهابًا وأيابًا، على يده "صينية" محملة بأطباق الفول والسلطات والعيش، فيضعها على "الترابيزات"، وعلى العربة يقف عشرات الطلاب يتناولون أطباق الفول سريعًا، قبل الذهاب إلى منازلهم.ينظر "إسماعيل" إلى الطلاب باعتبارهم "مصدر رزق"، وبناءً على ذلك، ينتظر موسم بدء الدراسة في كل عام.. "أنا بقالي سنة واقف في المكان ده.. رزقي بيكبر وقت المدارس إنما غير كده بكسب قليل جدًا.. الحمد لله أصحاب المنطقة بيسمحوا ليا استرزق هنا".يجلس عبد الله وصديقه عمر، على المنضدة الخشبية، يتناولون طبقًا من الفول الحار، فيقول عبد الله: "كل يوم بفطر من هنا الصبح ولما بخرج من المدرسة بأكل فول.. ولما بروح البيت بقى بتغدى"، مضيفًا: "عم إسماعيل ده أكله لا يعلى عليه.. ربنا يخليه لمدارس الثانوي".وعلى عربة الفول يقف مصطفى، يحاول أن يلتهم طبقه سريعًا، ليترك مكانًا فارغًا لأصدقائه، ويقول: "العربية كل يوم زحمة بس الفول ده حاجة مقدسة عند طالب الثانوي.. زي الدرس الخصوصي بالظبط".وفي الشارع الملاصق لمدرسة "القبة الثانوية بنين"، يصطف الطلاب، يدققون النظر في جسد كل شابة تمر أمامهم، فيقول "أحمد": "أنا مش بعاكس بس مينفعش أروح البيت بعد المدرسة على طول.. لازم اقعد مع أصحابي شوية".أما عن "سامح"، الذي يتكأ على سيارة ويحاول التحرر من ملابس المدرسة، فيقول: "هعاكس البنات ليه!.. أنا بس قاعد مع أصحابي وهما اللي بيعاكسوا"، ليرد عليه صديقه الذي يقف أمامه، محاولًا استفزاز الآخرين: "اللي مش عاجبه يقوم يمشي.. انتوا مش عايزين الشباب يعاكسوا البنات.. طيب قولوا للبنات تبطل تعاكسنا الأول".وأمام صالة "البلاي ستيشن"، يقف عشرات الطلاب، في انتظار صاحب تلك الصالة، لفتحها، ليبدأ كل طالب في دخول عالمه الخاص، فيقول "مينا": "أنا معنديش نت في البيت.. وبحب اتابع جروبات الجامعات.. أنا مشترك فيهم على (فيس بوك).. عشان متردد اختار كلية إيه".أما عن "كريم"، الذي لا يتوقف لسانه عن الثرثرة، بشهادة أصدقائه، فيقول: "البلاي ستيشن ده محطة شحن الطاقة.. مفيش يوم ينفع يعدي من غير ما اللعب هنا.. ده بيساعد الواحد يستحمل جو المذاكرة"، ليرد عليه صديقه "علي" الذي يجلس جانبه داخل صالة الألعاب، ويقول: "عندك حق.. هو حياتنا تنفع من غير بلاي ستيشن.. بس ده بيرجع بالضرر لينا والمصروف بيخلص ومفيش غير الفول ناكله!".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: مستعدون لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص الأجنبي وتفعيل مشروعات مشتركة