قال موقع أوول أفريكا إن اللجنة العسكرية السودانية الإثيوبية المشتركة، وافقت على وضع خطة خمسية تشمل جميع جوانب التعاون الواردة فى البروتوكول العسكرى الموقع بين البلدين عام 2009، لتطوير القوات المسلحة وسبل تأمين الحدود المشتركة بين البلدين.
وأضاف الموقع أنه في أكتوبر الماضي، وقعت السودان وإثيوبيا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الأمني والعسكري المشترك بين الدولتين الجارتين لمحاربة الإرهاب، ونشرت كلاهما وحدات مشتركة على الحدود بين البلدين.
وتابع "أوول أفريكا" أن اللجنة العسكرية السودانية الإثيوبية المشتركة اختتمت اجتماعها السادس عشر في الخرطوم، ووقع رؤساء أركان الجيشين الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وقال رئيس الأركان العامة السودانية، الفريق مصطفى عدوي، في بيان صحفي، إن نتائج الاجتماع ستشكل الدعامة الأساسية لتنمية التعاون العسكرى بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بحماية الحدود والعمل المشترك لمكافحة الجرائم العابرة للحدود والحركات السلبية، وأكد الاتفاق على وضع خطة خمسية تشمل جميع جوانب بروتوكول عام 2009 الموقع بين البلدين.
العلاقات بين البلدين تاريخية، حيث وقعا اتفاقيات ثنائية عديدة في مجالات التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية، منها اتفاقية الخدمات الجوية التي تم توقيعها عام 1956، واتفاقية تبادل الجناة الموقعة في عام 1964، واتفاقية التعاون والصداقة المبرمة عام 1957، والاتفاقية التجارية عام 1960، واتفاقية التعاون الأمني الموقعة في عام 1972.
وبعدما انتقلت إثيوبيا من النظام العسكري الديكتاتوري إلى نظام فيدرالي ديمقراطي عام 1991، وضعت البلاد سياسة خارجية واضحة تعتمد على المبادئ والمنافع المتبادلة، ما أدى إلى تعزيز وتطوير العلاقات بين إثيوبيا والسودان بشكل جذري.
وركزت سياسة الشؤون الخارجية والأمنية والاستراتيجية الوطنية الإثيوبية التي دخلت حيز التنفيذ بعد عام 2003 على التكامل الاقتصادي والتنمية وبناء النظام الديمقراطي والسلام مع السودان، بالتحديد التي تعتبر استراتيجيا لإثيوبيا، أيضا، بينهما العديد من الروابط الثقافية واللغوية والتاريخية والموارد الطبعية المشتركة، لذلك مازالت السودان بلدا استراتيجيا لإثيوبيا كون الأولى أكبر بلد مجاور، ويشتركان معا في نهر النيل.
كما أن أديس أبابا تعاون الخرطوم في جنوب السودان من خلال زعزعة الاستقرار في ولاية جنوب النيل الأزرق، ورغم عدم تورط الأولى عسكريًا في دعم الحركة الشعبية لتحرير السودان جنوب النيل الأزرق، إلا أنها معبر مهم لقيادات وجيوش الحركة، كما ظلت تشكل منبرا مهما من منابر مخاطبة الرأي العام الداخلي والخارجي من قبل قطاع الشمال، ومن ثم الانطلاق منها للعواصم الإفريقية والعالمية الأخرى.
وضحت إثيوبيا بالعلاقة مع جنوب السودان، وفضلت توطيد العلاقات مع الشمال حتى تضرب التحالف الاستراتيجي بين مصر والسودان وحتى تظل الأخيرة داعما لها في ملف حوض النيل في حال حدوث أي توترات مستقبلية بسبب المياه بين إثيوبيا ودولة جنوب السودان من جهة وبين مصر والسودان من جهة أخرى، لذلك يعتبر توطيد العلاقات العسكرية بشكل خاص بين البلدين مؤخرا رسالة مهمة، كما يعتبر إعلان واضح للموقف السوداني الذي فضل أن يبقى تحت الظل الإثيوبي.