انتفاضة الأكراد لإعلان دولتهم.. هدوء يسبق العاصفة.. وخبراء: لا بديل عن التفاوض

حالة من الترقب تسود المشهد بعدما أعلن إقليم كردستان العراقي، عن نواياه فى الاستقلال التام عن العراق، والخروج كدولة مستقلة بذاتها لديها كافة الحقوق، وبعد 87 عامًا عاش فيها الأكراد، شبه مستقلين عن العراق إلا أنه استقلال جزئي، لا يرضيهم، هدفهم الأسمى هو الانفصال التام.

أكراد العراق مصممون على بناء دولتهم بعد جيل من الحكم الذاتي أعقب حرب الخليج في 1991، وسط أنقاض دستور اتحادي تفجره الصراعات العرقية الطائفية التي دمرت العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة 2003.

ويقول قادة الأكراد إنهم جربوا الفيدرالية ولكن الأغلبية الشيعية التي تهيمن على العراق لن تسمح لهم بالمشاركة في السلطة، بينما السنة الذين أطيح بها من السلطة بعد 2003 عازمون على استعادته.

وبدت المؤشرات الاولى لنتائج الاستفتاء الكردستاني، إلى أن هناك نحو 92% من الاكراد، يؤيدون الانفصال عن العراق، حسب النتائج الأولية التى أعلنتها اللجنة العليا للاستفتاء في الإقليم.

وأعلن مسؤولون في اللجنة في مؤتمر صحفي ظهر الأربعاء في عاصمة الإقليم أربيل أن نسبة 92.7 من مجموع المشاركين في الاستفتاء ( 3.305.925 ) صوتوا بنعم.

وأعلنت اللجنة أن نسبة الإقبال على المشاركة في التصويت بلغت 72.61 في المائة.

من جانبه قال السفير حسن هريدي، نائب وزير الخارجية السابق، إن الأمور لا نستطيع أن نجزم مؤشراتها، في الوقت الحالى، خاصة بعد ترحيب بارزاني، رئيس إقليم كردستان، بالحوار مع بغداد، وعلى الجانب الآخر رفض رئيس وزراء العراق "حيدر البغدادي، تنائج الاستفتاء ووصفه بأنه غير دستوري.

وأوضح "هريدي"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الأمور مستبعدة في الوقت الحالى للحديث عن نشوب حرب بين الإقليم الكردي والعراق، حتي نري نتائج الحوار الذى سوف يدور بين الطرفين.

وفي ذات السياق، قال السفير "رخا أحمد حسن"، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن عناد الجانب الكردي، لا يصب في مصلحته، ولا يوجد لديهم بديل سوى التفاوض، وإلا سوف يتعرضون لعقوبات اقتصادية صارمة، خاصة أن دول الجوار لا توافقهم فيما يحدث.

وأوضح، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن "البارزانى" سيدخل في تفاوض، خاصة أن أمر الاستفتاء غير دستوري، ودول الجوار قالت لن تعترف به، وبالتالى سيكون هناك حصار اقتصادي يضيق الخناق على كردستان، خاصة أنهم يدعون أنهم في خناق مستمر منذ أيام حكم صدام، وهذا غير حقيقي، وتركيا أول الدول التى ستضيق الخناق عليهم.

وكان رئيس وزراء العراق حيدر العبادي قد استبعد تماما إجراء محادثات بشأن انفصال إقليم كردستان العراق. وقال بارزاني "قد نواجه صعوبات ولكننا سننتصر"، ودعا القوى الدولية إلى "احترام إرادة الملايين" الذين صوتوا في الاستفتاء.

ويعتبر الاستفتاء، الذي دعا إليه بارزاني زعيم الحزب المهيمن في كردستان من المفترض أن يقدم تفويضا لحكومة إقليم كردستان للتفاوض على شروط الانفصال مع بغداد، إنها مقامرة عالية المخاطر ومع ذلك، فإن كل فرد من أكراد المنطقة البالغ عددهم 30 مليونًا، والمنتشرين بين العراق وسوريا وتركيا وإيران، ينتظرون منذ أن حرموا من الدولة التي وعدتهم بها بريطانيا وفرنسا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية منذ قرن مضى.

كما أن العقبات التي تواجهها حكومة إقليم كردستان شديدة، "فتركيا وإيران وحكومة العراق المركزية يهددون بحظر اقتصادي وحصار بري وجوي".

وأعلنت حكومة العراق رفضها للاستفتاء الذي وصفته بغير الدستوري وأمهلت الإقليم 3 أيام لتسليم مطاراته وإلا واجه حظرًا جويًا.

ورأت الصحيفة الحكومة الكردية تنزف جفافا بسبب انخفاض سعر النفط ونزاعات الموازنة مع بغداد وليس أقل من ذلك الحرب ضد داعش، هذه هي فرصة الأكراد بسبب انهيار العرب في العراق بعد 2003 وتفتت سوريا منذ 2011، أما إيران وتركيا غير العربيتين اللتين يطاردهما شبح الانفصال، مصرتين على حرمانهما من هذه الفرصة خشية تشجيع مواطنيهم الأكراد المتحمسين.

كما أن الدفع إلى استفتاء الانفصال فيه مخاطرة بجرّ المنطقة إلى الحرب، وهدد باتخاذ إجراءات عقابية إن استمر، مؤكدًا أن كل الخيارات متاحة، من الإجراءات الاقتصادية إلى الخطوات العسكرية البرية والجوية.

وعن المخاطر الداخلية، أشارت صحيفة البريطانية إلى أن داخل حكومة إقليم كردستان، فصائل معارضة، وأن أحدهم ادعى أن مسعود بارزاني دعا للاستفتاء ليتشبث بالسلطة دون إزعاج من انتخابات جديدة، حتى الآن لديه سبب ليحكم بأنها لحظة نادرة في حياة الأكراد، هذه لحظة تنتهز.

وأوضحت الصحيفة أن قرار حكومة إقليم كردستان لتمديد الاستفتاء على مناطق نزاع خارج أراضيها، خاصة كركوك يخلق خطا أماميا ونقطة اشتعال.

وأضافت مستقبل هذه المنطقة الغنية بالنفط والمأهولة بالعرب والتركمان، إضافة إلى الأكراد كان من المفترض أن تحل باستفتاء قبل عقد، الآن بغداد تتعامل معها، وفي الوقت نفسه يحذر قاسم سليمان القيادي في الحرس الثوري الإيراني والذي يقود ميلشيات شيعية عراقية حكومة إقليم كردستان أنه لا يستطيع أن يصد حلفاءه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟