اعلان

في الذكري الـ17 للانتفاضة الفلسطينية.. الأقصي شاهداً علي السفاح "شارون" أثناء تدنيسه لساحة المسجد.. 4412 شهيداً وإصابة 322 حصيلة الملحمة الثانية

كتب : سها صلاح

تمر السنوات ولا تزال الذاكرة العربية محتفظة بمشاهد الملحمة الفلسطينية الثانية للمسجد الأقصي في مثل هذا اليوم من عام 2000، حيث اندلعت شرارة الانتفاضة، عقب اقتحام رئيس وزراء الكيان الصيهوني الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى ومعه قوات كبيرة من جيش الاحتلال، لتسفر بعدها الانتفاضة الثانية عن مقتل 4412 فلسطينيا إضافة لـ48 ألفا و322 مصاباً. -البداية من شارونالبداية كانت عند استفزاز شارون لمشاعر المسلمين في القدس، باقتحام المسجد الأقصى، ممتحامياً في قواته وأسلحته، الذين بلغ عدد أكثر من ألفين جندي، وكأنه أعلن الحرب على الأقصى، حيث ذهب للمسجد باعتباره زعيم المعارضة الإسرائيلية حينها، يوم 28 سبتمبر 2000، وبموافقة من رئيس الوزراء حينها إيهود باراك، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.وتجول السفاح شارون في ساحات المسجد، وقال إن "الحرم القدسي" سيبقى منطقة إسرائيلية، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين، وقُتل سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا صهيونياً.ويعتبر الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" رمزًا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 سبتمبر 2000، مشاهد إعدام للطفل 11 عاما الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.وأثار إعدام الصهاينة للدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.-الانتفاضة الثانيةوتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. كما نفذت الفصائل الفلسطينية هجمات داخل المدن المحتلة من الصهاينة، استهدفت تفجير مطاعم وحافلات، تسببت بمقتل مئات الصهاينة.ووفقاً لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن مقتل 4412 فلسطينياً إضافة إلى 48 ألفا و322 جريحاً، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم 300 جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.-اغتيال القياداتومن أبرز أحداث الانتفاضة الثانية، اغتيال وزير السياحة بالحكومة الصهيونية، رحبعام زئيفي على يد عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.وعمل شارون على اغتيال أكبر عدد من قيادات الصف الأول بالأحزاب السياسية والحركات العسكرية الفلسطينية، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة، وفي مقدمتهم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وعدد من كبار مؤسسي الحركة، وأبو علي مصطفى "مصطفى الزبري"، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.وخلال انتفاضة الأقصى زج الاحتلال بكلا القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات في السجون وعشرات من قادة الفصائل الفلسطينية، وفي عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء الجدار العازل لمنع دخول الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية داخل الخط الأخضر ومدينة القدس المحتلة.وشهدت الانتفاضة الثانية تطوراً في أدوات المقاومة الفلسطينية، مقارنة بالانتفاضة الأولى التي كان أبرز أدواتها الحجارة والزجاجات الحارقة.وعملت الفصائل الفلسطينية على تطوير أجنحتها العسكرية، وخاصة كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، التي توسعت بشكل كبير،وأصبحت تمتلك صواريخ تضرب بها المدن والبلدات الإسرائيلية.وكانت مغتصبة "سديروت"، على موعد مع تلقي أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع، أطلقته كتائب القسام، بعد عام من انطلاق انتفاضة الأقصى يوم 26 أكتوبر 2001، لتطور الكتائب بعد ذلك وعلى نحو متسارع من قدراتها في تصنيع الصواريخ.-100 ألف أسير منذ اندلاع الانتفاضة أفاد تقرير لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، بأن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من 100 ألف فلسطيني منذ اندلاع "انتفاضة الأقصى"، في 28 سبتمبر 2000، بينهم 14 ألف طفل.وذكر التقرير الذي صدر في الذكرى الـ16 لاندلاع الانتفاضة، أن الاعتقالات طالت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني دون استثناء، ذكورا وإناثا وكبارا، وشملت مرضى وجرحى ومعاقين وكبار السن، ونوابا ووزراء سابقين وقيادات سياسية وأكاديمية ومجتمعية.-اعتقالوأشار التقرير إلى أن 85 معتقلا استشهدوا منذ عام 2000، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، أو جراء استخدام القوة المفرطة ضد المعتقلين، والقتل العمد والتصفية الجسدية بعد الاعتقال، آخرهم ياسر حمدوني، مما رفع قائمة الشهداء الأسرى إلى 208، بالإضافة إلى عشرات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجن بفترات وجيزة متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون.وفي ذات السياق، ذكر التقرير، أن قوات الاحتلال أبعدت خلال الفترة المستعرضة نحو 290 فلسطينيا من الضفة الغربية والقدس إلى قطاع غزة والخارج، بشكل فردي أو جماعي، بينما الأغلبية العظمى منهم أبعدوا ضمن اتفاقيات فردية وصفقات جماعية، وأن منهم 205 أبعدوا ضمن صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في أكتوبر2011.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة مانشستر يونايتد وبيرنلي (0-0) في الدوري الإنجليزي (لحظة بلحظة) | انطلاق المباراة