يختلف إحياء "عاشوراء" في سوريا عن غيره من الدول الأخرى، كونها تحتضن مقامين لرمزين مهمين عند المسلمين الشيعة، مقام السيدة زينب ابنة النبي محمد، ومقام السيدة رقية حفيدته.
استعد الشيعة في سوريا، وتحديدًا في مدينة دمشق التي يتواجد بها المقامين المذكورين لإحياء مراسم هذا اليوم والأيام العشر التي تسبقه أيضًا، من خلال إقامة خيم عزاء في كل من منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، والسيدة رقية وسط المدينة القديمة بالقرب من المسجد الأموي التاريخي.
وكانت منطقة السيدة زينب، قد شهدت عمليات عسكرية ضخمة في محيطها بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في وقت سقطت فيه بعض القذائف بجوار المقام أكثر من مرة، وتعتبر المنطقة قبل الأحداث التي اندلعت في 2011 مركز تجمع للاجئين العراقيين في البلاد، بالإضافة إلى سكان المنطقة، التي شهدت مؤخرًا حركة واسعة في بناء الفنادق والوحدات السكنية، لكونها مقصدًا للآلاف من الزوار الشيعة حول العالم.
تجهيزات وإعادة ترميم شهدتها المقامات الشيعية في دمشق استعدادًا لاستقبال الزوار الذين أتوا من مختلف المناطق السورية، بالإضافة إلى الذين قدموا من دول العراق ولبنان وإيران وباكستان وغيرها من الدول، كما تم تغيير الراية التي ترفع على قبة المقامين لترفع الراية السوداء بدلًا من الحمراْء، في تقليد سنوي معروف في كل المقامات والمزارات الشيعية.
وزير السياحة السوري بشر يازجي زار مقام السيدة زينب، واطلع على آخر التحضيرات التي يجريها القائمون على المقام لاستقبال الوفود الزائرة، التي يقدر عددها بعشرات الآلاف، وراقب عملية ترميم بوابات المقام ومداخله.
وتعتبر الطائفة الشيعية في سوريا أقلية بعكس ماهو الحال في العراق وإيران والبحرين وحتى لبنان، إذ لا تتجاوز نسبتها في البلاد الـ5% بحسب إحصاءات غير رسمية، كما إن الكثير من الشيعة في سوريا تعود أصولهم إلى دول مجاورة.
ويوم عاشوراء هو يوم قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء الشهيرة، التي وقعت فيما يعرف بالعراق في الوقت الحالي، وذلك قبل حوالي 1400 عام، ويشارك أهل السنة الشيعة بتعظيم هذا اليوم، إلا أنهم ينظرون له على أنه اليوم الذي نجا الله فيه النبي موسى والمؤمنين من شر "فرعون" في مصر.