ما بين ليلة وضحاها، دخل عالمًا مختلفًا، في البداية كانت الصدفة وحدها هي ما دفعته للتخلي عن خوفه، واقتحام حياة المثليين، التي يعادل الخطأ فيها فضيحة، ولكن بمجرد أن وطئت قدمه بينهم، سيطر حبه للأدب على تفكيره، فدفعه عقله إلى معرفة كل تفاصيل "المثليين"، ومعايشة لحظات من حياتهم، من بداية أسلوب الحديث بينهم وصولًا إلى معرفة طريقة انتقام بعضهم من الآخر، ليجسد كل ذلك في سطور روايته، التي قرر أن تكون هي ثمرة دخوله حياة تلك النوعية من البشرة التي تخالف قوانين الخالق.
صديق مثلي الجنس
في بدء الأمر تعرف المهندس المعماري محمود الشريف، الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، على "المثليين"، من خلال صديقه الذي كان يقطن معه في منزله، فيروي: "الأمر بدأ معايا لما عرفت إن الشخص اللي ساكن معايا في البيت مثلي الجنس وقرر يتعالج"، مضيفًا: "بعد 3 شهور اكتشفت بالصدفة إنه مثلي وبيتعالج وكلمت الدكتور النفسي اللي قال إنه بيتعالج عنده، والشخص ده طلب مني أساعده وأنا متأخرتش عليه، كان زي أخويا".
الانتكاسة سر دخول محمود لعالم المثليين
ويتابع الشريف: "خلال العلاج الشخص ده حصله انتكاسة وبدأ يرجع لأصحابه تاني، ومن هنا بدأت أسمع عن المثليين، في الأول كنت قرفان منهم، لكن فضولي خلاني أطلب من الشخص ده يدخلني وسطهم من غير ما حد يشك فيا"، بالفعل دخل الشريف وسط مجموعة من مثلي الجنس، ويقول: "دخلني على إني حبيبه عشان محدش يقرب مني".
تجنب الاختلاط مع أفراد المجتمع الطبيعيين
يعيش المثليين في مجتمع موازي للمجتمع المصري، وذلك حسبما ذكر محمود الشريف، موضحًا أن الشخص المثلي لا يرغب في الاختلاط بالأشخاص الطبعيين، ولذلك يفضلون العزلة عن المجتمع، موضحًا أن الفترة التي قضاها بجانب المثلييين، اثبتت أن المعاملة العنيفة وفقدان حنان الأب واللجوء إلى الأم فقط، يدفع عدد منهم للتشبه بالنساء في صغرهم ومن ثم التحول إلى مثلي.
العزلة والحاجة لحنان الأب تدفع إلى المثلية الجنسية
وتابع" لما يندمجوا مع الأم فقط في الصغر، بياخدوا من طباعها وده بيخليهم محط سخرية من الجميع، فينعزلوا عن المجتمع، فيتحولوا لمثليين، لان كل واحد فيهم محتاج حنان الأب"، مضيفًا: "المثلي بيفرغ إحباطه من نظره المجتمع عن طريق زيادة علاقاته مع غيره من الرجال، ولذلك محتاجين ننظر ليهم على أنهم مرضى نفسيين بحاجة العلاج والمساعدة".
استغلال الأماكن العامة للتجمع
يتجمع المثليين في أماكن مخصصة لأمثالهم، ويوضح محمود: "المثليين عاملين أماكن يتجمعوا فيها، زي القهاوي، ويقعدوا سوا ومحدش بياخد باله أنهم مثليين، لأن شكلهم طبيعي جدًا".
طرق التعرف بين المثليين
هناك عدة طرق يمكن من خلالها أن يتعرف المثلي على شبيهه، وذكر محمود الشريف، إنه من خلال معايشة عدد من المثليين لمدة ٦ أشهر استطاع أن يتعرف على أماكن تجمعهم، وطرق تعرفهم على بعضهم البعض، فيقول: "طرق التعرف كتير، أولها (فيس بوك)، عن طريق أن المثلي بيعمل (أكونت) باسم غير اسمه، زي مثلًا (باحث عن الحب)، ومن خلاله يقدر يتعرف على اللي زيه، لأنهم عارفين أن المسميات ده تشبه طبيعة ميولهم الجنسية".
جروب لتغير مفهوم المثلية الجنسية
وتابع الشريف: "فيه جروبات مخصصة ليهم، زي (غيرني شكرًا).. المثليين اللي عليه بيقولوا أنهم بيحاولوا تغيير مفهوم المثلية في المجتمع، لكن في الحقيقة الجروب ده هدفه التعارف، وبعدها اللي فيه بيقابلوا بعض عشان يقيموا العملية الجنسية".
تطبيق لتعريف المثلي بشبيهه القريب منه في المسافة
أما عن الطريقة الثانية، فيقول الشريف: "فيه تطبيق على التليفون اسمه (Hornet)، الذي يمكن من خلاله التعرف على المثليين القريبين من بعضهم، بيتكلموا فيه مع بعض، لو ارتاحوا لبعض بيتقابلوا"، مضيفًا: "الطريقة الثالثة، هي الشارع، زي ميدان رمسيس اللي بيطلقوا عليه (المقام)، ومن العلامات اللي بتخليهم يتعرفوا على بعض كلمة (فاكرني)، من هنا بيتعرفوا، وفيه كمان لغة العيون أو طريقة معينة في الضحك".
الأموال تقف حائط سد بين المثلي وعملية التحول الجنسي
يمكن للشخص المثلي أن يخضع لعملية تحويل جنسي، ولكن تلك العمليات لها تكلفة عالية، فيقول محمود، الذي قضى ستة أشهر بين المثليين "فيه ناس بتتحول جنسًا، ولكن تكلفة العمليات ده عالية جدًا، وده بيدفع عدد من المثليين لعمل علاقات كتير وياخد فلوس مقابل كده، عشان يقدر يعمل العملية".
يمارسون حياة طبيعية
وأوضح المهندس محمود، أن هناك عدد من المثليين طبيعين، مضيفًا: "فيه منهم عايش طبيعي في حياته ومعاملته محترمة مع اللي حواليه، وبيصلي والناس بتحبه، لكن على طول خجول مفيش أصحاب بيقدر يندمج معاهم"، مضيفًا: "فيه بعض المثليين من اللي عرفتهم أهلهم عارفين، لكن بسبب ميولهم الجنسية الغريبة، أهلهم انفصلوا عنهم، وانعزلوا وعايشين لوحدهم بعيد عن أسرتهم".أماكن إقامة العلاقة الجنسية
ويقوم المثليين الجنسيين بممارسة العملية الجنسية في أماكن مختلفة، منها التجمع في إحدى البارات المتواجدة في منطقة التحرير بالقاهرة، حيث يقوم صاحب "بار" بإدارة شبكة تزويج المثليين حسب الطلب، مقابل دفع التكاليف، وللمثليين جزء من تلك الأموال.
حياة مزدوجة
في بعض الأحيان يعيش المثليين حياة مزدوجه، فيمارس العملية الجنسية مع شبيهه، في الوقت ذاته يتزوج من شريك الحياة بصورة طبيعية، وينجب أطفال دون الكشف عن مثليته الجنسية، فيقول محمود: "فيه من المثليين متجوزين عادي، وقدام زوجته راجل، ومش باين عليه إنه مثلي الجنس".علاقات مؤقتة
العلاقة بين مثلي الجنس ليست دائمة، فالعنصر الأساسي في علاقة الحب والزواج، هو الاستقرار، وفي عالم المثليين الجنسيين لا يوجد استقرار، ويوضح الشريف: "علاقات المثليين لا تدوم، أطول علاقة سمعت أنها حصلت، قعدت سنة و8 شهور".
أنواع العلاقات بين المثليين
ويوضح الشريف أن هناك 3 أنواع من العلاقات بين المثليين، الأولى (عرض وطلب) يطلق عليها "أوردر" وتتم بمقابلة شخص من خلال الأنترنت أو الشارع وأقامة علاقة معه لمدة ساعات محدودة ثم الانفصال، والعلاقة الثانية تمسى " اوبن لفر"، شبيها بعلاقة العشاق العاديين، ويمكن في تلك العلاقة أن يسمح كل طرف للأخر بالتقرب من شخص أخر أو أقامة علاقة معه، بشرط العودة مرة أخرى إلى الطرف الأول، والعلاقة الثالثة يطلق عليها "كلوز لفر"، وهي علاقة تشبه حياة المتزوجين.
تأثير المثلية الجنسية على البنات
وحول تأثير علاقة المثلية الجنسية على البنات، يقول الشريف: "الموضوع للبنت بيكون سهل، لأن العلاقة مش بيكون فيها علاقة جنسية كاملة، وبتتجوز راجل عادي"، مضيفًا: "يمكن للبنت أنها تتجوز وتكون مثلية مع بنت تانية عادي من غير ما الزوج يكتشف، وبتنجب أطفال، لكن علاقة المثلية بين البنات بتكون أكثر استقرارًا، لأن العلاقة تعتمد على المشاعر، لكنها في النهاية غير دائمة".أمراض تنتج عن المثلية الجنسية
ويتعرض المثليين الجنسيين إلى العديد من الأمراض الخطيرة، فيقول الشريف: "الإيدز منتشر جدًا بينهم، وفيه مراكز بيكشفوا فيها مرة كل 3 شهور، وفيه مرض الزهري لكن مش منتشر بينهم زي الأول".
قصة انتقام
وتعاني الشخصية المثلية من الحساسية المفرطة أكثر من الإنسان الطبيعي، وأكثر عدائية في حالة غضبها، ويروي الشريف موقفًا حدث في حضوره بين اثنين من المثليين: "الشخصية المثلية بتبقي حساسه بطبعها، يتقمصوا بسرعة جدًا، بس في نفس الوقت عندهم خوف من المواجهة.. ولما واحد يتقمص من واحد، بيوقعه في مصيبة"، مضيفًا: "كان فيه اتنين اسمهم شاهر وميزو.. كانوا مرتبطين ببعض ميزو كان واحد من الشلة جاب صاحبه يعرفنا عليه.. اللي حصل إن شاهر عجبه واحد تاني غير ميزو من الشلة كان اسمه جاسر".تسجيل مكالمات
وتابع: "وقتها طلب نضيفه على فيس بوك، وتودد للولد التاني.. وقتها جاسر قاله أنت مرتبط بصاحبي مش هعمل حاجة معاك.. الولد ده حكى لواحد من الشلة والواحد حكي لتاني والخبر انتشر لحد ما وصل لميزو"، مضيفًا: " ميزو قرب من جاسر وبقي صاحبه وعرف كل حاجة عنه وقام مكلمه بطريقة كلام الشواذ وسجل المكالمة وفضحه قدام أهله".بعد معرفة عائلة "ميزو"، بإنه مثلي الجنس، لم يتحمل والده وتوفى أثر أزمة قلبية، وفي العزاء، قامت والدة "ميزو" بطرده، وويقول الشريف: " والده مستحملش ومات من نوبة قلبية، ومامته طردته من البيت، وبعد فترة قدرنا نقنعها إنه هيتعالج بس هي تقف جمبه وتسامحه".رحلة علاج شاقة
ويوكد المهندس محمود الشريف، بعد شهور قضاها وسط مجموعة من مثلي الجنس، إن رحلة العلاج تشتغرق وقتًا طويلًا، موضحًا أن المعالجة النفسية تنقسم إلى مدارس، وهناك من يشجعهم على الاستمرار في تلك العلاقات المحرمة"، مضيفًا:" فيه مراكز علاجية في مصر بتساعدهم علي العلاقات اللي بيعملوها، وكمان بتديهم محاضرات".