اعلان

مرصد الإفتاء: تراجع دعم مؤيدي الجماعات المتطرفة ومموليها بسبب الاقتتال الداخلي

أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدارالإفتاء المصرية أن هناك صراعات أيديولوجية وتنظيميةمستعرة تدور رحاها بين التنظيمات المتطرفة التي تدعي أنهاجهادية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش المنشقعنه، مشددًا على أن حركة ما يسمى بالجهاد العالمي منقسمةعلى نفسها في ظل هذه الصراعات الظاهرة والخفية.

أضاف مرصد الإفتاء أن أبرز القضايا الخلافية هي قضيةتكفير المسلمين، مشيرًا إلى أن كل جماعة متطرفة تكفر جميعمن خالفها في المعتقد والتنظيم عدا من ينضوون تحت رايتهاوفق مبدأ "إما معنا أو ضدنا"، في مخالفة واضحة لمبادئالإسلام السمحة وأحكامه التي وردت في الكتاب والسنة، مثلقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِفَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَعَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء: 94]، حتى أدى الأمر بين تلكالجماعات إلى تكفير بعضها البعض مثل ما حدث بين تنظيماتالقاعدة وداعش والإخوان المسلمين.

وأوضح مرصد الإفتاء أن تلك الحركة المزعومة تختلف أيضًاحول هدف المشروع الجهادي حسب فهمهم القاصر، حيثازدادت رقعة الخلاف بين تنظيماتها حول مفهوم التترس، أوقتل المسلمين في المواجهات مع الأعداء، رغم توصياتالإسلام في الحرب على حماية الأبرياء وعدم المساس بغيرالمحاربين.

ولفت المرصد إلى أن العديد من الجماعات المتطرفة اتخذتمن قضية التترس سبيلًا لممارسة قتل الأبرياء من المسلمينوغير المسلمين ومحاولة لتبرير أفعالهم الإجرامية، تحت ستارمن الشرعية الدينية، بل يذهب بعض تلك الجماعات إلى أن أيمسلم يعوق صراعهم أثناء اشتباكهم مع الغرب أو أي نظاممعادٍ لهم، فإنه مرتد، وبالتالي فهو هدف مشروع. مشيرًا إلىأن تنظيم القاعدة حاول الالتفاف على ذلك المبدأ، ولا سيمافيما يتعلق بالمسلمين، والاستفادة منه في مواجهة غريمهاللدود تنظيم داعش، حيث ندد تنظيم القاعدة بالعمليات التيينفذها داعش ويكون من بين ضحاياها أبرياء مسلمون،ووصفها بأنها "دليل قاطع على انحراف داعش وبغيعناصره".

كما تنقسم جماعات حركة الجهاد العالمي المزعومة بشكلعميق حول قضية الخلافة، فقد اكتسب تنظيم داعش شهرتهوذاع صيته من خلال الإعلان عن قيامها، حيث نجح فياجتذاب مزيد من العناصر والمجندين من جميع دول العالم.وفي المقابل، نجح تنظيم القاعدة في تحقيق العديد منأهدافه من وراء هذه القضية وما لها من أهمية لدى المسلمين،حيث أكد في أكثر من مناسبة أن هدفه الطويل المدى هوإقامة الخلافة الإسلامية.

وحثَّ مرصد الإفتاء على ضرورة السعي للاستفادة من هذهالانقسامات بين جماعات التطرف العالمي وتنظيماته، والعملعلى النَّيْل من تلك الجماعات من خلال إظهار فساد فكرهاوانحراف عقيدتها، خاصة وأن تلك الجماعات تبذل الجهودالحثيثة في محاولة القضاء على الجماعات المنافسة لها فيالحركة؛ لتظهر أنها الأَوْلى بقيادة مسيرة الجهاد العالمي كماتزعم، مؤكدًا أن تلك الخلافات البينية ستؤدي إلى فرار عناصرتلك الجماعات وتراجع دعم مؤيديها ومموليها بسبب الاقتتالالداخلي فيما بينها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً