اعلان

"دراسات الإسلام السياسي": غرابيب سود لا علاقة له بنساء داعش

قال مصطفى حمزة، مدير مركز درسات الإسلام السياسي، إن مسلسل "غرابيب سود" الذي عرض خلال رمضان الماضي لا علاقة له بنساء تنظيم «داعش» من الداخل، مشيرًا إلى أنه تناول المرأة الداعشية بمنتهى السطحية، وأهمل وجود قيادات نسائية مؤثرة تعكس الحياة داخل هذا التنظيم، مثل الدكتورة إيمان مصطفى البغا، أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة الدمام بالسعودية، وهي أول امرأة متخصصة في الفقه الإسلامي تبايع «داعش»، وكانت مسؤولة قسم الثقافة في الهيئة العالمية لإعجاز القرآن في الدمام، وهي المرأة الوحيدة التي وقعت على بيان نصرة "البغدادي" بعنوان "المشاعل العلمية في نصرة دولة الخلافة الإسلامية" في نوفمبر 2014م، والجدير بالذكر أنها ابنة الشيخ مصطفى البغا أحد المؤيدين لبشار الأسد، والداعين له في خطب الجمعة.

كما أهمل المسلسل وجود شاعرة التنظيم "أحلام النصر" ابنة الدكتورة إيمان البغا، والملقبة بـ"شاعرة الدولة الإسلامية"، نظرًا لقصائدها التي تمجد دولة البغدادي، وعمرها لا يتجاوز 16 عامًا، وقد كانت إلى جانب إجادة كتابة الشعر وإلقاءه تقوم بمهمة الطهي لعناصر التنظيم بعد زواجها من قيادي شرعي بالتنظيم يدعى "أبو أسامة الغريب" نمساوي من أصل مغربي كان مقيمًا بألمانيا، وهو أحد الموقعين على بيان نصرة البغدادي في نوفمبر 2014م.

وأشار حمزة في تقرير لمركز دراسات الإسلام السياسي إلى أن هناك ملامح من شخصية "أحلام النصر" كان لا بد من إلحاقها بالمسلسل مثل قصة دخولها لمدينة الرقة السورية، وزيارتها لأول متجر في المدينة وهو متجر سلاح، وحصولها على هدايا من هذا المتجر عبارة عن: "قنبلة صوتية وخنجرًا، وطلقة دوشكا وراية الخلافة".

ومن الشخصيات النسائية التي تجاهلها مسلسل "غرابيب سود" خاطبة التنظيم، "أم الليث"، واسمها الحقيقي أقصى محمود، وهي من عائلة مرفهة في مدينة غلاسكو البريطانية، أسكتلندية من أصل باكستاني، وتلعب دورًا كبيرًا في التوسط بين الفتيات الغربيات المهاجرات، وبين مقاتلي التنظيم، ليتزوجوهن فور وصولهن إلى أرض الخلافة "المزعومة"، أي أنها تقوم بمهمة "الخاطبة" داخل التنظيم، بعد دعوتهن لنيل شرف الزواج من "الشهداء" وإنجاب "المجاهدين" وعدم الالتفات إلى ما يقال عنهن في وسائل الإعلام من دعاوى "جهاد النكاح"، مركزة على مباهج الحياة الأسرية الجهادية، والسعادة التي تشعر بها المرأة مع تقديم الراحة التي يحتاجها المجاهد المحارب لخدمة الإسلام.

واقتصر المسلسل على دور الخنساء واثنتان أخرتان فقط لممارسة مهمة الحسبة والشرطة النسائية، فيما أهمل دور "أم أحمد السودانية" سجانة التنظيم، و"أم المقداد" الملقبة بـ"أميرة نساء داعش"، وغيرهن من القيادات.

وكشف التقرير عن إهمال "غرابيب سود" لطقوس الزواج داخل التنظيم، والمهور التي تكون موجودة في الغالب، مثل مهر "مريم النيجيرية" "المؤخر" وهو عبارة عن "حزام ناسف"، ومهر "رحمة الله النيجيرية" الذي كان عبارة عن "مصحف" و"بندقية كلاشنكوف"، متعمدًا إلصاق جهاد النكاح بالتنظيم، رغم أنه وهم لا حقيقة له.

وأوضح حمزة أن المسلسل لم يتناول أي تنظيمات جهادية أخرى مثل فتح الشام «جبهة النصرة سابقًا» التي انضم عدد من عناصرها لـ«داعش»، ودار بينهما قتال، كما لم يتناول أي مواجهات مع قوات نظام الأسد، أو قوات سوريا الديمقراطية، وكل المواجهات كانت ضد أهداف مدنية مثل المستشفى، ولم يتناول أي مواجهات مع قوات التحالف باسثناء مشهدين؛ الأول تفجير مستودع الأسلحة، والثاني: قذف طيران في الحلقة 16.

وقال إن "غرابيب سود" أهمل العمل الصراع السني-الشيعي (الرافضي) لا سيما مع النظام النصيري، والصراع الإسلامي-المسيحي الموجود بين داعش وغيرهم، والمتمثل في كتابة حرف (ن) على جدران بيوتهم ليعلم أنهم "نصارى"، وطلب الإسلام أو دفع الجزية أو التهجير من وطنهم، مرجعًا السبب في ذلك لتصوير العمل في لبنان، ووجود منتج منفذ شيعي، وعدد كبير من فريق العمل شيعة –حسب كلام حسين شوكت مخرج العمل.

واستنكر مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة عدم تناول المسلسل لدواوين داعش المختلفة باستثناء ديوان الحسبة، وكأنه الديوان الوحيد الموجود، كما أنه لم يتناول الأقسام المختلفة بخلاف قسم التخطيط الذي ظهر في الحلقة 13، مؤكدًا عدم وجود منصب داخل التنظيم يسمى (مسؤول التنظيم) الذي يتولاه (أبو الدرداء) داخل العمل.

وقال إن القائمين على العمل لا دراية لهم بالتنظيمات الإرهابية وبالأخص تنظيم «داعش»، وقد ظهر ذلك في الشكل والمضمون، حيث تعمد المسلسل إظهار أمير التنظيم أبو طلحة بدون غطاء رأس طوال المسلسل باستثناء مشهد واحد فقط، وهو أمر مخالف لما عليه التنظيمات الإرهابية التي تعتبر خروج المسلم "حاسر الرأس" بدون غطاء كالعمامة أو الشال أو الطاقية مخالفة شديدة للسنة، ولذلك لم يظهر أي من قادة التنظيمات الإرهابية بدونها مثل البغدادي وابن لادن والظواهري.

وطالب حمزة القائمين على الأعمال الدرامية بالاستعانة بالمتخصصين في شؤون الجماعات الإسلامية وغيرهم من الباحثين في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس وعلماء الدين مثلما يستعينون برجال الأمن لمعرفة كيفية طرق اقتحام الأوكار وتصويرها في المشاهد، من أجل إنجاح العمل، مشيرًا إلى أن العمل الدرامي عمل جماعي، ونجاحه يتوقف على تشكيل فريق العمل، واحترام التخصص، وتوزيع الأدوار.

وأعلن مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة عن قرب انتهاء روايته «العصابة» التي تفضح تنظيم «داعش» بمعالجة درامية، من خلال تناول هذه العصابة في إطار اجتماعي يتناسب مع الدراما المصرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً