تقول الحاجة حنان الدرديري من غرب أسوان: "كانت النوبة قديما لها طقوس وعادات خاصة في الاحتفال بعاشوراء وكنا نعد لهذا الاحتفال من أول يوم من شهر محرم حتى يوم عاشوراء فكانت تقوم السيدات بإعداد الأطعمة الخاصة بهذا اليوم مثل "المغلي" والأرز باللبن والبليلة والأولاد يقوموا بتجهيز الألعاب النارية".
"المغلي " الطبق الرئيسي في عاشوراءوأضافت الحاجة حنان أن طبق "المغلي " النوبية هي الطبق الرئيسي في عاشوراء ويتكون من البلح واللوبيا والأعشاب وتطهي حتى تصبح مثل المربي، ومن السيدات أيضا من يقمن بعمل الأرز باللبن أو البليلة.وتابعت الحاجة حنان بأنه في صباح يوم عاشوراء تقوم السيدات بإحضار البلح الذي قمنا بتخزينه من قبل في أوانى فخارية "البلاص "مستخدمين في عملية الحفظ الرماد لأنه يحفظ البلح عند تخزينه لفترات طويلة من التسوس ويقمن بدقه بعد نزع النواه وتنظيفه على قطعتين من الحجر تسمي "جمنجو" وبعد الانتهاء من دق البلح تضاف إليه كمية من الماء واللوبيا وأعشاب مثل حلف البر ويتم إضافة كمية من الماء على فترات على نار هادئة مع التقليب أثناء إضافة الماء وفترة الطهى تكون حوالى خمس ساعات وبعد الانتهاء من تجهيز "المغلي" تقدم للأقارب والجيران.
بدء طقوس الاحتفال بعاشوراءوتضيف:فى مساء ليلة عاشوراء بعد الإفطار من الصيام تقوم السيدات والفتيات والأطفال بالنزول على ضفاف النيل وهن تحملن أطباق "المغلي" لبداية طقوس الاحتفال وتقوم أكبر السيدات سنًا برمى "المغلي" سبع مرات فى النيل وذلك اعتقادًا بتنجب الأذى من سكان النيل وتقدم الأطباق للأطفال ليأكلوا مع بعضهم البعض وذلك لتوطيد العلاقة والصلة بينهم منذ الصغر وبعد ذلك تقومن الفتيات بغسل وجوههن من مياه النيل وملء الأطباق الفارغة من النيل ليشرب كل من فى المنزل وذلك اعتقادًا في تطهير أنفسهم من كل سوء ويردد الأطفال أغنية خاصة بعاشوراء.اللعب بالكرات الناريةأما عن الألعاب فتقول يقوم الأولاد بتجهيز كرات يصنعوها من القماش القطن لكل واحد منهم كره يقوم بغمسها في الزيت وإشعالها في ليلة عاشوراء والاستمتاع بتطاير الشرارات منها مثل الألعاب النارية لافتة إلة أن هذه العاده مازالت مستمره حتي الأن ولكن استبدلها الأولاد "بالسلك الألومنيوم "الخاص بغسيل الأواني " وبدلا من النزول على ضفاف النيل يذهبون إلى الجبال القريبة من منازلهم وإشعالها واللعب بها.ويقول مصطفي النوبي من غرب سهيل:كان يتجمع الشباب النوبي ذكورًا وأناث وتبلغ لحظة الاحتفالية ذروتها دون رادع أو زاجر من قبيل إشعال النيران في نباتات الحلفا التي تكثر على القيزان الرملية شرق النيل وسط هتافات خاصه بهذه الليلة" آشور تور يا مسي كوبي "معناها غمض عينك ف ليلة العاشوراء للحفاظ عليها من النار ودائما كان يقولها حامل هذه النيران ويستمر هذا السجال بالضرب المتبادل بين الشباب ومرات أخرى ضربًا برفق للفتيات والأمهات وبعدها يأتي ساعة استعراض العضلات أمام الفتيات والأمهات عندما يحين وقت السباحة وهو اليوم الوحيد الذي يمكن أن يظهر فيها الشاب بعض مهاراته عندما يقفز من أعلى منطقة إلى مياه النيل مباشرة وسط صرخات الأمهات فهذا النيل دائمًا ما يكون ملجأ للنوبيين في كل الطقوس.ويضيف "كان يوجد في هذا اليوم العديد من المأكولات الشعبية والنوبية كنا نتجمع ونتناول وجبة العشاء من أنواع اللحوم على ضوء النيران على النيل وبعد الانتهاء من العشاء كنا نذهب للبحث عن أطباق الحلو مثل المغلي والبنزيم والأرز باللبن والبليلة".