فى أول حوار لها بعد وفاة زوجها المفكر الكبير الدكتور على السمان رئيس الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان، أكدت لنا أرملته الشابة أسماء فضل كما تفضل أن يطلق عليها، أنها تجمعها بالدكتور السمان علاقة غريبة من نوعها منذ أن قابلته من سنوات عديدة أثناء عملها كمراسلة ومذيعة فى إحدى الفضائيات، موضحة أنها تحدت العالم من أجل أن يضمهم بيت واحد.
وأضافت، أنها سافرت معه فى رحلات خارج البلاد وكان دائم التواصل معها إذا سافر بمفرده، لافتة إلى أن رحلة سفره الأخيرة كان يريد العودة إلى مصر والموت فيها وإلى نص الحوار..
في البداية.. كيف بدأت قصتك مع المفكر الكبير علي السمان؟قابلته قبل سنوات طويلة، وظللت على علاقة قوية به، حتي في أحد الأيام ذهبت إليه وشعرت بشىء يشدني إليه فسرته فى بادىء الأمر على أنه حب أبوي وخاصة أنني كنت مرتبطة بأبي إلى أبعد مدى وحينما مات وتركني بعد مرض طويل، لاننى افتقدت حنان الاب، وفى البدء فسرت.
كيف اعترف بحبه وتقدم لخطوبتك؟مع مرور الوقت وجدت نفسي أسعد أكثر وأكثر كلما تواجدت معه فى ندواته وتنقلاته، ببساطة وجدت نفسي أسعد بعالمه هو بكل تفاصيله كما لاحظت أنه يهيم فرحا بوجودي معه، ومضت حياتي كذلك ولكن لاحظت أنه يبادلني هذه المشاعر. وفى صارحني بحبه قائلا: "إنه حب محكوم عليه بالإعدام لأنه لن يتحول إلى زواج لفارق السن الكبير، ولأنك جميلة وتتمنى أن تكونى مع شاب فى سنك"، وطلب مني ألا أرد الآن ومنحني أسبوعا للرد، كلماته وقعت علي كالصاعقة فأنا لم يكن لدي الشجاعة لكى أصارحه بحبي له وأيضا كنت متخوفة من أن يفسر صراحتي بأني طامعة فى ماله ووضعه الاجتماعى المرموق.
كيف أكد حبه لكي؟لكى يؤكد لي صدقه اتصل بوالدي وطلب يدي منه، إلا أنني رفضت وعنفته بشدة، رغم أني كنت سعيدة بما قاله ولم أملك نفسى من السعادة ولم استطع أن أمنع عينى من أن تذرف دموع اسميتها وقتها دموع السعادة ورحبت بما قاله ووافقت عليه، وعدت إلى أهلهي لأخبرهم بما جعلني أطير فى عنان السماء من السعادة بأني سأعيش مع من أحببت واخترت، ولكن أهلي كلهم وقفوا صفا واحدا معلنين رفضهم محاولين إثنائي عن هذا الاختيار الفاشل لأن الفارق العمرى شاسع وله تبعات خطيرة.
ما هو رد فعل أسرتك؟بكل تأكيد لم يوافقوا وحاولت استعطافهم بكل الطرق لكى يكونوا معي ويعطوا قلبي فرصة النبض لمن أحب وأحببت ولم يوافقوا على ما قلته وحددوا إقامتي واستمررت قيد تحكم أهلي مدة طويلة تخطت الأشهر الثلاثة، ولم أستطع أن أتحمل وتركت بيت أبي لتأخذني خطواتي لأجد نفسي مجبرة على ترك بيت أبي والذهاب إلى من أحببته معلنة له أنني راضية على الارتباط به وكم كانت سعادته بموافقة لا توصف ولا تقدر، وبالفعل تمت إجراءات الزواج الرسمية الموثقة وانتقلت للعيش معه فى شقته بشارع النيل بالدقى وكان يعاملني معاملة الأميرات وسخر لي من فى البيت من خدم وحشم وسافرنا فى رحلات أسعدتني كثيرًا، وأظهر فيها حنينه معي وتفانيه فى إسعادي، فقد كان ملك فى الإتيكيت والذوق والرقى.
لماذا توترت العلاقة فيما بينكم؟كان يقول لي أنتي حب عمرى ليتنى التقيتك منذ صغري، ولم تمض الآيام والسنين كما تمنيت فقد تمغصت حياتي بمن تقول إنها زوجته الفرنسية الجنسية والتى عندما علمت بذلك سخرت نفسها ووقتها وزبانيتها من محامين ومرتزقة لكى تقلب حياة الزوجة المصرية رأسا على عقب واستفادت من قانون بلدها الذي يحيل الزوج للقضاء والسجن إذا تزوج على زوجته، وساعتها قال الدكتور لي أنه سيطلقها لفترة حتى تهدأ هذه السيدة ثم يعيدها ووافقت لأنني أحبه ولا أستطيع العيش من غيره، وبالفعل طلقني ثم ردني مرة أخرى ولكن الفرنسية كانت قد رسمت خطة محكمة لأخذه فى بلدها وإبعاده عني بالشهور.
أغرب شئ وقع معكي خلال فترة بعده؟فى ليلة استيقظت من نومي منزعجة لأني رأيت فى حلمي زوجي يصعد إلى السماء ويلوح لي بالسلام، ولم يكن الحلم إلا رؤية ففى صباح هذا اليوم أعلن عن وفاة المفكر العظيم فى فرنسا ولم أملك نفسها من البكاء والصراخ ليتجمع حولي أهلي وأخبرهم بوفاة زوجي. ماذا حدث في مراسم الجنازة؟فى مراسم الوفاة منعت منعا من قبل بيرجيت والفتوات الذين استأجرتهم مع محام شهير وعندما كنت أحاول أن أذهب إلى شقتي لم أمنع فقط بل التفت علي مجموعة من البشر استطاعت أن تتعرف على بيرجيت ومديرة مكتب المرحوم ليتركوني مكسورة اليد ومطحونة من الضرب المبرح، وتوجهت إلى القسم المجاور لمحل السكن وحررت محضر ذهبت على إثره إلى المستشفى لأعالج من كسر وخدوش وكدمات.