ألقى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، كلمة فى بداية دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعى الأول لمجلس النواب.
وجاء نص الكلمة كالتالى:
"السيد الأستاذ الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر، يسعدنى أن أكون معكم اليوم لأشهد بداية دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعى الأول لمجلسكم الموقر ولأعبر لحضراتكم بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن الحكومة عن خالص شكري وتقديرى لما بذلتموه من جهد مخلص وأداء متميز فى دوري الانعقاد الأول والثاني على مستوى جميـع اجتماعات لجان المجلس النوعيـة وكذلك اللجنة العامة.
وإنه لمن حسن الطالع أن يتزامن بدء دور الانعقاد الثالث للبرلمان مع احتفالات المصريين بنصر أكتوبر المجيد وبهذه المناسبة نتوجه بالتهنئة والشكر إلى شعب مصر العظيم والرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وقواتنا المسلحة درع الوطن وسيفه والتى لا تزال تخوض بنجاح حربًا ضروسًا ضد جماعات الإرهاب الأسود يدًا بيد مع رجالنا البواسل من قوات الشرطة فلهم منا جميعًا كل التحية والتقدير.
السيد الأستاذ الدكتور رئيس مجلس النواب، السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر، شاء القدر أن يأتى مجلسكم الموقر فى ظروف شديدة الصعوبة جعلت مصرنا فى أشد الحاجة إلى ممثلين حقيقيين لإرادتها ونواب أكفاء قادرين على المساهمة فى تقديم الحلول لمشاكلها والتعبير بصدق عن شعبها والمشاركة فى بناء مستقبلها.
ولقد اختاركم الشعب المصرى ثقة فيكم وفى قدراتكم وإيمانًا بإخلاصكم ووطنيتكم فكنتم ولازلتم تؤدون الأمانة بكل صدق وجدارة.
لقد كان الهم الأكبر للدولة المصرية أن تستقر دعائمها وتحافظ على كيانها ولقد أنجزنا هذه المرحلة بنجاح تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فلقد تم تحقيق الإستقرار الأمنى والاقتصادى بعد أن استعادت مؤسسات الدولة عافيتها وكان لمجلسكم الموقر دور كبير فى ذلك حيث كانت مساندتكم قوية وتأييدكم مستمرًا لإعادة البناء ومواجهة الإرهاب ودحر دعاة الهدم والخراب، ثم انطلقنا من مرحلة تثبيت الدعائم إلى مرحلتى الإصلاح الإقتصادى والبناء والتنمية الشاملة ويجرى العمل فيهما على التوازى.
إن برنامج الحكومة لم يكن لينفذ أو يتحقق بهذه الدرجة الجيدة والتى أشادت بها المؤسسات الدولية الكبرى إلا بدعم كبير ومساندة قوية من مجلسكم الرشيد الموقر، فلقد استهدفنا زيادة معدلات النمو الإقتصادى وعلاج الاختلالات الهيكلية العميقة فى الأداء الاقتصادى التى استمرت لعشرات السنين دون مواجهة كما عملت الحكومة على إصلاح مناخ الأعمال وتهيئة مناخ الاستثمار.
وكان لابد من بناء تشريعي محفز وجاذب للاستثمار، ولقد تحقق ذلك بفضل جهدكم الكبير وإقراركم لقانون الاستثمار وقانون تيسير إجراءات منح تراخيص المنشآت الصناعية وغيرهما من التشريعات التى سيذكركم التاريخ بأنكم أنجزتموها.
وبخلاف الأداء الاقتصادي والتشريعات المساندة، فلقد أقر مجلسكم الموقر العديد من التشريعات الاجتماعية المساندة للفئات الفقيرة ومحدودي الدخل ومن أهمها علاوات الغلاء وزيادة المعاشات بكل أنواعها.
هذا بخلاف التشريعات التنظيمية التى نظمت مؤسسات البلاد وأجهزتها المختلفة بما أعطى دفعة كبيرة للعمل الحكومى ومن أهمها قانون الخدمة المدنية.
ولعل قانون تقنين وضع اليد على أراضى الدولة يعتبر من أهم التشريعات التى أنجزتموها والذى تضمن القواعد والضوابط التى تحافظ على حق الشعب وأمواله من ناحية وتضع ضوابط يتم العمل بها لواضع اليد الذى أنتج وعمر وزرع وخضر ليواصل العمل والإنتاج إذا ما أدى حق الشعب".
"السيد الأستاذ الدكتور رئيس المجلس، السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر، أتمنى لحضراتكم تحقيق المزيد من النجاح والتقدم فى دور الانعقاد الجديد بأسلوبكم الذى يتسم بالفكر البناء والمناقشات الثريـة والحوار المسئول وذلك فى سبيل رفعة الوطن وتحقيق مصالحه العليا.
ويبقى أمام مجلسكم الموقر دورًا كبيرًا فى إتمام العديد من التشريعات المهمة خلال دور الانعقاد الثالث ومن أهمها: قانون التأمين الصحى، قانون التأمينات الاجتماعية، قانون المنظمات النقابية، قانون الإدارة المحلية، قانون الشباب، قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، القانون المنظم للمناقصات والمزايدات، وغيرها من القوانين المهمة.
وتؤكد الحكومة احترامها لكل الآراء ووجهات النظر التى يبديها جميع السادة والسيدات أعضاء المجلس الموقر، كما تؤكد تقديرها لجميع السادة النواب وعلى تلبية طلباتهم التى تصب فى خدمة الشعب باعتبارها جزءً من مسئولية الحكومة تجاه المجتمع وتجاه نوابه باعتبارهم الممثلين لكل شرائح المجتمع، لابد أن نأخذ فى الاعتبار أن المرحلة المقبلة حرجة ومهمة جدًا وتتطلب المزيد من الجهد والعمل المشترك لمجلس النواب والحكومة".
"السيد الأستاذ الدكتور رئيس المجلس، السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر، إن مصر لديها كل مقومات تحقيق النهضة الشاملة وتعمل باستراتيجية شاملة ورؤية واعية لتحقيق قفزة كبرى تلحقنا بمصاف الدول المتقدمة وشعب مصر وقيادتها وحكومتها قادرون على ذلك.
وفى هذا المقام، أجد لزامًا على أن أقرر بكل صدق وأمانة أن التحدى الأعظم الذى ينبغى علينا مواجهته ودون تهاون أو إبطاء هو الزيادة السكانية، حيث أننا وصلنا إلى نسبة زيادة سكانية غير مسبوقة من شأنها أن تلتهم ما نحققه من معدلات النمو أولًا بأول ودون ترك أى فوائض مدخرة لمستقبل الشعب ولأجيالنا القادمة.
ولقد وجه السيد رئيس الجمهورية الحكومة مبكرًا لوضع استراتيجية متكاملة لمواجهة هذا التحدى الأعظم الذى استمر منذ عشرات السنين ووضعت الحكومة بالفعل هذه الاستراتيجية وهى متعددة الجوانب والمحاور وتحتاج إلى تضافر جميع الجهات المعنية وكل الجهات معنية بلا استثناء.
ونحن كحكومة لن نستطيع وحدنا إنجاز هذه المهمة القومية ونحتاج إلى المساندة الكاملة من كل الشعب، وأنتم نواب هذا الشعب وممثليه، وأنا واثق أنكم ستكونون خير معين لنا لتجاوز هذا التحدى العظيم والتغلب عليه".
"السيد الأستاذ الدكتور رئيس المجلس، السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر، إن دورى الانعقاد السابقين يعتبران خير شاهد على التنسيق الكامل والتعاون المثمر بين مجلسكم الموقر والحكومة فى إطار مواجهة التحديات الجسام التى تمر بها البلاد.
ونتطلع إلى المزيد من التواصل بين النواب والحكومة فى الفترة المقبلة من أجل تنفيذ الأجندة التشريعية اللازمة لنضع مصر معا على طريق النهضة الشاملة وفى المكانة التى تستحقها.
فنحن فى مرحلة مهمة من مراحل العمل الوطنى حدد ملامحها ووضع أهدافها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
وقبل أن أختم كلمتى أود أن أؤكد على عدة أمور، إن الحكومة ومجلسكم الموقر سيستمران فى العمل بعزم مخلص للإسراع بتعويض ما فات هذا الوطن وذلك فى ظل توافر الفرص الأكيدة التى تضمن تقدمه وازدهاره بسواعد أبنائه وجهدهم.
إن مجلسكم الموقر قام بأداء دوره الرقابى على أكمل وجه ولم يدخر جهدًا فى التصدى للفساد وتم التنسيق بين المجلس والحكومة والأجهزة الرقابية الأخرى للوقوف صفًا واحدًا فى وجه الفساد والمفسدين واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهم والحصول على حق الشعب.
ولقد قدم مجلسكم الموقر الكثير من النصح والمشورة والمقترحات المتميزة للحكومة وبذل فى كل الأحيان جهدًا كبيرًا يستحق عليه كل الشكر والتقدير.
لقد حظيت الحكومة بشرف الحصول على ثقة وموافقة مجلسكم الموقر على برنامجها ونأتى اليوم لنجدد التزامنا بالبرنامج الذى تم عرضه على حضراتكم وبتقرير مفصل عما تحقق منه كي تكون الصورة كاملة أمام حضراتكم خلال أسبوع.
كما نتعهد باستمرار التعاون مع مجلسكم الموقر أكثـر من أى وقت مضى لتحقيق أهدافنا فى بناء الدولة المصرية الحديثة ومواجهة التحديات.
وفى ختام حديثي، أود أن أشير إلى أننا جميعًا ندرك ما تواجهه مصرنا من ظروف صعبة لكننا كمصريين نعرف جيدًا ما يجب أن نفعله وقت أن تتأزم الأمور فنظهر معدننا الحضارى الأصيل ونلتف حول قيادتنا ونتحلى بالصبر والجلد فى مواجهة الصعوبات ونتشارك المسئولية ولا نعرف لفظ المستحيل ونفاجئ العالم بما نحن قادرون على فعله هكذا نحن كنا وسنظل.
وأنتهز هذه المناسبة لأعبر عن عظيم شكري وتقديري للسيد الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، لعظم المسئولية الملقاة على عاتقه والتى تحملها بكل صدق وأمانة.
كما أكرر شكري لحضراتكم، وأتمنى لمجلسكم الموقر التوفيق والسداد فى دور انعقاده الثالث.
وفقنا ووفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.