قصص وحكايات تروى الواقع المؤلم الذى يعيشه كل مواطن يبحث عن حياة فى وطن كانت فيه الحكومة مصدرًا أساسيًا للموت والألم، حيث بدأت القصة عند استغاثة أحد أهالى عزبة الشرقاوى التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، لإنقاذ ابنه الذى لا يتعدى الــ4 سنوات من عمره من المرض الذى يأكل جسده يوم تلو الآخر.
روى زكريا عبدالحميد، والد الطفل "محمد" الذى يعانى من مرض نادر، قصته مع قائمة انتظار الحكومة التى كانت نهايتها "لا علاج متوفر فى مصر"، وأوضح أن رحلة العذاب كانت منذ 4 أشهر عقب إصابة ابنه بورم فى المخ الذى يعتبر من الحالات النادرة ولا يتوافر علاج له فى مصر.
وأوضح والد الطفل، تفاصيل ظهور المرض على ابنه، مشيرًا أن بداية القصة عندما لاحظت والدته إصابته باضطرابات مثل الكوابيس خلال النوم، مضيفة أنه بالنهار كان طبيعيا ولا يظهر عليه أى شىء، حيث ترددوا على المعالجين بالقرآن الكريم وأكدوا لهم أنه طبيعى.وأشار الأب إلى أنه توجه لعدد من الأطباء بمحافظة الإسكندرية للكشف على نجله، حيث تم توقيع الكشف الطبى وإجراء التحاليل والأشعة اللازمة له وقالوا إنه يعانى من كهرباء زيادة على المخ .وتابع، أن الطبيب كتب علاجًا لنجله، موضحًا أنه بعد أسبوع من تناول العلاج بدأت علامات جديدة تظهر على ابنه من عدم الاتزان بالسير وعلى الفور توجه إلى الطبيب المعالج حيث طلب أجراء أشعة رنيين مغناطيسى.ويؤكد الأب أن حالة "محمد" بدأت فى السوء عن السابق، وبعمل أشعة أخرى ظهر ورم بالمخ، لافتًا "توجهنا إلى مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، وهنا بدأت رحلة العذاب لنجلى عقب رفض استقبال "محمد"، مشيرًا أن المسؤولين بالمستشفى رفضوا دخول نجلى المستشفى وقالوا لهم "مفيش مكان للعملية".
أشار والد محمد أن مسؤولى المستشفى أعطوهم ورقة للذهاب لمستشفى أبوالريش، وأكدوا لهم أن التأخير سيعرض حياة نجلهم للخطر، قائلا: "وصلنا مستشفى أبوالريش ولكن محدش عبرنا، قعدنا يومًا كاملًا فى الاستقبال ورجعنا تانى مستشفى 57357 ورفضوا إدخالنا فى بداية الأمر، حيث جلست فى المستشفى بنجلى حتى تم دخوله وإجراء العملية الجراحية له، وبعد العملية تم إعطاء "محمد" جلسة كيماوى، وبعد ذلك ظهر عليه مرض الجدرى الجلدى المعدى، حيث أراد مسؤولو المستشفى إخراجنا بداعى أنه سيعدى باقى المرضى وبعد رفضنا الخروج تم علاجه والبدء فى جلسات الإشعاع".
وقال الأب فى حسرة: إن معظم الأطباء أكدوا له أن الحالة صعبة وليس لها علاج فى مصر، لأنها من الحالات النادرة وعلاجها متوفر فى الخارج، وبسؤالهم عن المكان المتوفر لإجراء العملية، أخبروهم عن مستشفى الملك فهد فى السعودية .وناشد والد الطفل "محمد" ، الرئيس عبدالفتاح السيسى وأب كل المصريين بمعالجة نجله على نفقة الدولة فى الخارج وسرعة إنهاء كل الأجراءات لعلاجه وإنقاذ حياته.