انطلقت اليوم بمقر "ايسيسكو"، في العاصمة المغربية، أعمال الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو".
وترأس الافتتاح رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الدكتور أبو بكر دوكوري، والمدير العام للمنظمة الدكتور عبـد العزيز بن عثمان التويجري، بحضور عدد من سفراء الدول العربية المعتمدين في المغرب، وممثلي الدول الأعضاء في المجلس، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية.
وألقى المدير العام للايسيسكو الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، كلمة في الافتتاح استهلها بالتأكيد على أن هذه الدورة تنعقد في الوقت الذي تبوأت فيه ( ايسيسكو ) مكًانً متميّـزًا بين المنظمات الموازية وحققت إنجازات ومكاسبَ مهمةً على أسسٍ راسخة تُضَاعِفُ من الأهمية التي تكتسبها، جعلت منها قلعةً منيعةً للتضامن الإسلامي في مجالات اختصاصها.
وقال إن المنظمة استطاعت خلال السنة الماضية ومنتصف هذه السنة، اجتياز مراحل متلاحقة من النمو المتوازن اقترب بها من تحقيق أهداف خطة العمل (2016-2018) الرئيسَة والفرعية معًا، ونفذت برامجَ وأنشطة متعددة، حتى أصبحت، إحدى أكثر منظمات العمل الإسلامي المشترك إشعاعًا وتأثيرًا وعطًاء، وواحدة من المنظمات الإقليمية والدولية ذات المصداقية العالية، والسمعة الدولية الطيبة، والحضور الفاعل والمؤثر في المحافل الدولية.
واستعرض مدير عام المنظمة حصيلة الإنجازات التربوية والعلمية والثقافية للمنظمة خلال عام 2016، حيث بلغت 352 إنجازًا، بنسبة وصلت إلى 87 % من الإنجازات المعتمدة، إضافة إلى 170 إنجازًا تدخل في مجال السياسة العامة.
وقال إن هذا التطور قد تمّ في ظروف إقليمية ودولية صعبة، كان لها انعكاسٌ على مجمل العمل الإسلامي المشترك.
وأوضح التويجري أن الإيسيسكو تسير بوتيرة متصاعدة وتمضي في الاتجاه الصحيح، منذ إنشائها قبل خمس وثلاثين سنة وإلى اليوم، حتى صارت معلمًا بارزًا من معالم العمل الإسلامي المشترك، تحظى بالثقة المتزايدة من الدول الأعضاء كافة، ومن المجتمع الدولي بصورة عامة، وتتبوأ مكانة متميزة تليق بها، بين المنظمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وخلص المدير العام للإيسيسكو الى ان العالم كله يمرّ بمرحلة صعبة تحدق بها المخاطر من كل جانب، وأشدّها خطورةً ظاهرة الإرهاب.
وأشاد رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أبو بكر دوكوري من جانبه بالنجاح الذي أحرزته المنظمة خلال السنة المنصرمة، مبرزًا استعدادها لمواصلة تحقيق هذا النجاح في المرحلة المقبلة.
وسجل أن هذه الدورة تنعقد في وقت يعاني فيه العالم الإسلامي من مشاكل متعددة، ويتعرض لهجومات شديدة، عادًا أن المسلمين يجتازون مرحلة شديدة الصعوبة ترسم فيها الملامح الجديدة لصورة المستقبل.
وأكد دوكوري أن المسلمين، من موقعهم الحضاري المتمز، والمبادئ السامية الخالدة التي يتشبثون بها، لا يزيدهم هذا الوضع الدولي المتأزم إلا إيمانًا بقيم الحوار بين الثقافات والتقارب بين الحضارات والتعايش بين الأديان.
ودعا إلى القيام بأقصى الجهود، على جميع المستويات، للرفع من قدرة البلدان الإسلامية على المواجهة الحضارية أمام القوى التي تستهدف إضعاف العالم الإسلامي من كافة النواحي، لا سيما من جوانب التربية والعلم والثقافة.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة تم تسليم جائزة إيسيسكو في مجال محو الأمية والتربية غير النظامية للعام 2017، والتي فازت بها جمعية "قبس من نور" من مصر.
وتم تخصيص هذه الجائزة خلال هذا العام لصالح منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في الدول الأعضاء الناطقة باللغة العربية.
ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة التي تستمر ليومين، على الخصوص، تقديم التقرير المالي وتقرير لجنة المراقبة المالية لسنة 2016، ومشروع الخطة الاستراتيجية متوسطة المدى، إضافة إلى مشروع إنشاء مركز الإيسيسكو لعلوم الفضاء والاستشعار عن بعد.
ويعد المجلس التنفيذي أحد أجهزة ايسيسكو، ويتكون من ممثل لكل دولة من الدول الأعضاء البالغ عددها 54 دولة، ويعقد دوراته مرة كل سنة. وقد عقد دورته الأولى في مدينة الرباط في شهر نوفمبر سنة 1982، وعقد دورته السابعة والثلاثين في مدينة الرباط في اكتوبر من العام الماضي.