اعلان

الحياة داخل "علبة سردين".. طلاب يروون معاناتهم مع المدن الجامعية: "مصاريف زادت وخدمة مافيش.. وأوضة تسيع من الحبايب 9" (صور)

مباني متراصة بجانب بعضها البعض، أطلقت عليها الجامعات "مدن جامعية"، لخدمة الطلاب المغتربين، يظهر على بعض تلك المدن علامات التهالك، وفي كل دور تتواجد غرف واحدة تلو الأخرى، في كل واحدة أسرة، يتوسط بعضها منضدة وبضع مقاعد خشبية، وفي بعض المدن تسع كل غرفة 9 طلاب، كما تقول أسماء: "أوقات بيكون فيه طالبتين نايمين على سرير واحد صغير والأوضة تسيع من الحبايب 9"، وفي أحدى أدوار المدينة الجامعية يوجد "مطبخ" المدينة، الذي في كثير من الأحيان يخرج منه أطباق شهية، وفي أحيان آخرى لا تستطيع الفتيات أن تنظر إلى الطعام من بشاعته، لتقول رباب: "أكل المدينة أول أسبوع زي الفل.. وبعدها بنفضل نعيط عشان طعمه بيكون وحش ومفيش فلوس نشتري غيره!"، مضيفة: "أمال حالنا هكيون أزاي بعد ما مصاريف المدينة الجامعية زادت علينا".

- مراتب تحمل روائح لا تتحملها الطالبات:في المدينة الجامعية التابعة لجامعة أسيوط، تستيقظ أمل محمد في السابعة صباحًا يوميًا، لتترك سريرها في غرفة المدينة، الذي تسبب لها البكاء ليالي كثيرة بسبب الآلام الظهر التي أصبحت تعاني منها، فتقول: "السرير عبارة عن مراتب مقطعة وتحسي إن كان في أطفال نايمين عليها عشان ريحتها شبه ريحة (الحمامات)، كمان السرير صغير وساعات بينام عليه اتنين".

- ارتفاع سعر المدينة:تكمل أمل استعدادها لتتوجه إلى الجامعة فهي طالبة في الدفعة الثانية كلية خدمة اجتماعية، وتتذكر في تلك اللحظة الأموال التي دفعتها العام الحالي للمدينة، فتقول: "السنة اللي فاتت دفعت 335 جنيه مدينة وتأمين بجانب كل شهر بدفع 165، لكن العام ده دفعت نفس المبلغ لكن كل شهر نزل قرار إنه يكون بـ200 جنيه".

- "فراخ بالدم وعيش لونه أسود والمذاكرة في الصيف تحت المية":تنتهي أمل من يومها في الجامعة، لتعود إلى المدينة على وقت الغداء، فتقول: "الأكل هنا شبه أكل السجون، الأكل يومين فراخ بدم ويومين لحمه نيه أو بصل بالكفته ويوم عدس ومكرونة ويوم تونة والعيش لونه أسود".يحل المساء، لتتوجه كل طالبة لسريرها، وتبدأ كل واحدة منهن المذاكرة، لكن ارتفاع الحرارة داخل المدينة تصيب الطالبات بالجنون، لتقول أمل:" مفيش مراوح وما أدراك الصيف فيها وأيام الامتحانات نبقي ماسكين الكتاب وواقفين تحت المية".

- "حرام ندفع والخدمة سيئة":وفي محافظة الإسماعيلية، تعاني ميرا هشام، الطالبة في الدفعة الثالثة كلية تجارة، من ارتفاع سعر المدينة الجامعية، لتقول: "سعر المدينة اترفع من ١٦٥ لـ٣٥٠، لو هيحسنو الأكل والنوم وكمان الكهرباء والحمامات لو كل ده هيتحسن معندناش مانع أننا ندفع الـ350، لكن ندفع ومفيش خدمة يبقى حرام".

- مرتب أب لا يجاري ارتفاع سعر المدينة الجامعية:تسكن ميرا وشقيقتها التي لازالت في عامها الجامعي الأول بذات الكلية، في المدية الجامعية ليدفع الأب 700 جنية، وتقول ميرا: "لما والدي يدفع 700 جنيه للمدينة فقط، طيب مصاريف الجامعة واللبس والكتب ومصارفنا الشخصية يجيب منين وهو مرتبه 2000 جنيه بس".تتزاحم الفتيات داخل غرف المدينة الجامعية الخاصة بالطالبات في الإسماعيلية، وتقول ميرا: " النوم ٦ في الأوضة، والأكل مش حلو والعيش كله طوب وفي الأخر ندفع دم قلبنا وفي الأخر نتبهدل كده!".

- داخل المدينة الهدوء والطعام الجيد عناصر مفقودة:وفي ذات المدينة تسكن نورهان الشريف، طالبة من محافظة الشرقية، لكنها التحقت بكلية تجارة بالإسماعيلية، تحاول أن تدبر أمرها هي وشقيقتها التي تسكن معها في ذات المدينة، بعد رفع سعرها إلى ٣٥٠، فوالدها متوفى ولا تملك إلا المعاش الذي تتقاضاه والدتها شهريًا.داخل أسوار المدينة التي تعج بالفتيات تحاول أن تتأقلم نورهان، فتقول: "المدينة كلها دوشة ومش بنعرف نقعد أو ننام من الزحمة.. والأكل أول أسبوعين بيكون حلو جدًا أنما بعد كده بنعيط عشان مش عارفين ناكله"، لتأخذ الأمور على محمل الفكاهة، وتقول: "تقريبًا الطباخ مراته بتزعله كل يوم فيجي المدينة يعمل أكل لا يطاق".- "مفيش مية بعد الدور الثاني":وداخل حمامات المدينة الجامعية التابعة لجامعة الإسماعيلية، تعاني الطالبات من انقطاع المياه، فتقول: "المية مش بتطلع غير للدور الثاني والأدوار اللي فوق بتنزل تاخد مية وفي الآخر يرفعوا سعر المدينة.. أنا والدي متوفى أجيب فلوس أزاي!".- "الحمامات لها قصة مع الإهمال":وفي المدينة الجامعية الخاص بالطالبات في جامعة الأزهر، تعاني الطالبات من سوء الخدمة المقدمة من قبل المقيمين على المدينة، فتقول علياء: "الخدمة سيئة والسراير صغيرة"، مضيفة: "الحمامات بقى قصة تانية في الإهمال، وفى الآخر سعر المدينة يعلى.. طيب فين الخدمة والرعاية اللي هناخدها مقابل ارتفاع الأسعار ده غير تأخر فتح المدينة كل عام!".- "كشف فيش وتحليل مخدرات للمدينة الجامعية":وفي بني سويف، أصبح سعر المدينة الجامعية، كابوس يطارد أحمد مصطفى الطالب في الدفعة الثالثة بكلية سياسة واقتصاد جامعة بني سويف، فيقول: "دفعت العام الحالي 150 جنيه ثمن الملف، و500 جنيه سكن وتغذية وتأمين، وبعدها المدينة طلبت كشف وتحليل مخدرات دفعت 200 جنيه وكمان فيش بـ30 جنيه.. كده دفعت 730 جنيه ده مبلغ مدفعتوش السنين اللي فاتت لما سكنت في المدينة".- "مفيش تشجيع للمتفوقين":لأحمد أخ توأم يدرس في ذات الكلية ويسكن في المدينة الجامعية، فيقول أحمد: "معايا أخ توأم في نفس الكلية دفعنا مع بعض 1460جنيه.. وأحنا كمان متفوقين يعني المدينة لازم تدينا تخفيض للسكن، لكن في الآخر مفيش دعم".- "أب يعمل في وظيفة حكومية لا تكفى ارتفاع سعر المدينة":يعمل والد الطالب أحمد مديرًا بإحدى مدارس محافظة الشرقية، ويتقاضي مرتب 3000 الآف جنيه شهريًا، بعد 28 عامًا في مهنة التدريس، ويقول أحمد: "والدي موظف حكومة في النهاية هتصرف علينا منين والله ده حرام يرفعوا سعر المدينة بدل ما يراعوا الطلاب ده غير إن الأكل وحش جدًا وبيوزعوا علينا تونة رخيصة لإن مفيش مطبخ عشان المبنى بايظ والجامعة بتصلحه بعد ما النيابة الإدارية هددتهم لو محصلش تجديد للمباني هيغلقوا المدينة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً