تحتفل مصر هذه الأيام بالذكرى الــ 44 لحرب أكتوبر المجيدة، تلك الذكرى الخالدة التى عاشها وعاصرها جيل كامل، رحل من رحل عنها وبقى من بقى ليشرح لنا تلك اللحظات الخالدة التى سجلت انتصارًا عسكريًا يفتخر به كل المصريين، بعد تحطيم خط برليف المنيع، الذي اثبت للعالم بأسره أن الجيش المصري خير أجناد الأرض. "أهل مصر" التقت عددًا من أبطال حرب أكتوبر بمحافظة كفر الشيخ، منهم المقاتل أحمد فضل، من أبناء محافظة كفر الشيخ، الذي كان ينتمى لسلاح مشاة الجيش الثالث الفرقة 7 اللواء الثامن، لنستعيد معه ذكرياته عن ذكرى الانتصار.وأوضح، أنه قبل حرب أكتوبر بأيام قليلة أخبرتنا القيادة الحربية أننا سنقوم بمشروع تدريب تكتيكي لتغير الأماكن، وكنا كثيرا ما نقوم بهذا المشروع لمدة عدة أيام ولم يخبرونا بأننا سنحارب، وأيضا لم يكن هناك أي شواهد للحرب إطلاقا، وأخبرتنا القيادة الحربية أنه سيكون هناك بعد "ربع ساعة" فقط، طلعة جوية للمقاتلات المصرية لدك الأماكن والمنشآت العسكرية والحيوية للعدو الإسرائيلي، وبالفعل بعد "ربع ساعة" شاهدنا أول سرب طائرات بأعداد كثيفة وعلى مستوى منخفض من الأرض يتجه إلى مواقع العدو؛ فأخبرتنا القيادة الحربية بعد عودة الطائرات أن الضربة الجوية نجحت بنسبة 100% وأصابت حركة العدو بالشلل التام.وأشار فضل، إلى واقعة حدثت له خلال الحرب، موضحا: "كنا ضمن سرية احتياط تم الدفع بنا لعبور القناة بعد غروب يوم 6 وصعدنا الساتر الترابي، وفوجئت أني داخل حفرة دبابة، واعتقد العدو أني خارج الحفرة وأطلق على كل ذخيرته أكثر من 3 صناديق ذخيرة بطريقة عشوائية لأجد الملازم الأول معي بيقولى: عايزين نجيب الولاد دول؛ فرديت تمام يا فندم قالى هانقفز كوماندوز عليهم بسرعة ونثبتهم من البرج وثبتناهم وأسرنا دبابابتين".وروى عزت قدادة، الذي تم أسره على يد العدو الإسرائيلى، قصته قائلًا: "هللنا الله أكبر الله أكبر لأننا انتصرنا وعادت كرامة الجندى المصرى عقب الحرب، مشيرًا إلى أنه الحرب بدأت وأخذت القوات تتقدم وتعبر قناة السويس وتحطم خط برليف التي كان يلقبه العدو بالمنيع، وبعد يومين من الاشتباك أخذنا أوامر عسكرية بضرورة تدخل سلاح المدرعات لتطوير الهجوم، وعلى الفور عبر سلاح المدرعات قناة السويس وتوغلنا في عمق سيناء حوالي 7 كيلو من التي كان يسيطر عليها العدو حتى جاءت قوات الثغرة؛ فجاءت الأوامر العسكرية بضرورة التراجع لمواجهة قوات الثغرة في الخلف".ولفت قدادة، إلى أن "قوات الثغرة التابعة للعدو الإسرائيلي، ارتدت زي القوات المسلحة المصرية واستخدمت سيارات مشابهة لسيارات الجيش المصري، ووضعوا العلامات والإشارات التي سهلت لهم الاختراق ودخلوا من المسافة الفارغة بين الجيش الثاني والثالث الميداني وتمركزو في الضفة الغربية المصرية، ليُتخذ قرارا عاجلا بسحب قوات تطوير الهجوم وهو سلاح المدرعات العودة لتمركزنا في قرية تسمى "جنيفة " على خط قناة السويس، وكان العدو أمامنا في الضفة الغربية، وتم الاشتباك لمدة ساعات وأثناء الاشتباك تم إصابة الدبابة التي كنت أقودها واشتعلت النيران بها وتم أسري.وبعد فك أسره، قال إنه: "عند وصولنا إلى نقطة تمركز الجيش المصري استجوبوني عن الذي رأيته في سجون إسرائيل، وأسماء زملائي الذين علي قيد الحياة، وأيضا المصابين منهم والشهداء، والأسرى الذين كانو معي، وفي نهاية الاستجواب أعطوني جوابا وأرسلوني بدون أي حراسة أو مندوب إلى مدرسة المدرعات، وعند عودتي لمدرسة المدرعات أعطوني مهمات أخرى، وجواب إلى منطقة الماظا، حيث أن هذه المنطقة كان يتجمع بها الجنود الشاردين مثلي ويأتى من كل سلاح مندوب يأخد جنود سلاحة؛ فأخذني مندوبي وعدت مرة أخرى وحدتي في جبل "عتاقة " وبمجرد وصولي إلى الوحدة جمعونا في أرض الطابور بالملابس المدنية وأخذنا أمر مباشرة من القيادة بفتح طريق مصر السويس بالقوة بعد إغلاقه من قبل قوات العدو".
كتب : كمال عبد الرحمن