أكوام من المسروقات، وعشش لبيع "الروبابيكيا"، والأجهزة، ركام من الصاج، والحديد، وأكوام من القمامة تكسو مداخل "العزبة"، والتي تراها بمجرد خروجك من محطة مترو أنفاق غمرة.
مشهد عام يحكي مدى الفوضى والإهمال، فتلك العشوائية هى ستار استتر به عدد من الأهالي، للترويج لأعمال سرقة ونهب.
لم يكتفوا بذلك وإنما صارت المنطقة بممارساتهم بيئة ملائمة لمخالفات، بملايين في غفلة من الجميع.
عندما تمر من أعلى كوبري أكتوبر، من ناحية غمرة، ترى العشش القديمة المتهالكة الموجودة داخل العزبة مليئة بأجهزة كهربائية وبوابات حديدية والتكييفات وثلاجات عرض وكابلات كهرباء.
المشهد مثير، وينال هؤلاء التعاطف من البعض ظنًا منهم أنهم فقراء آخرين، ولكن يتحول العطف والشفقة إلى دهشة وذهول عند إكتشاف الحقيقية، وعندما تكتشف أن في هذا المكان من يمتلكو نثروات تتجاوز المليون جنيه.
لم تكن "عزبة ابو حشيش"، مجرد منطقة عشوئية بقلب القاهرة وفقط، بل تحولت إلى وكر للانحراف وممارسة جميع أشكال الجريمة، من تجارة سلاح، ومخدرات، إلى تصنيع ألعاب نارية خطرة، والتي تستخدم في المشاجرات بين البلطجية، والتى تسببت في مصرع الكثيرين، وتشويه العديد من الأبرياء.
وتشتهر هذه البؤرة الإجرامية بأنها سوق غير مرخص يحتل جانبًا كبيرًا من أحد أعرق شوارع القاهرة، وهو شارع بورسعيد بمحطة غمرة، وهذا السوق أصبح وكرًا لبيع المنتجات المسروقة، وغيرها من المنتجات المستعملة، فلقد تحولت امبراطورية أبو حشيش إلى دولة يحكمها قانون العنف والبلطجة، ولم يجرؤ أي جهاز حكومي سواء حي أو شرطة التعرض لهذه الدولة الاجرامية الجديدة، التى لا تخضع إلا لنظامها الخاص.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
