اعلان

عيون الليل.. "فرحانة".. أشهر مجاهدة بدوية قهرت قوات الاحتلال في سيناء.. بائعة القماش فجرت قطارًا إسرائيليًا كاملًا.. ومهمات انتحارية للتجسس خلف خطوط العدو (صور)

تظل انتصارات أكتوبر المجيدة محفورة على صخور سيناء، والحديث عن بطولات أهالى سيناء فى حرب أكتوبر لا تنتهى، فقد شهدت تلك الحرب نضال الأبطال سواء من جيشنا العظيم أو من أهالى سيناء الذى ضحوا بدمائهم فداءً للوطن، فكانوا على خط النار دائمًا مدافعين عن الأرض.

تحت وقع غارات الطائرات ليل نهار وأزيز المدافع وأصوات إطلاق النار ووسط الموت تجلت بطولات أبناء سيناء، وجسدوا ملاحم وبطولات ستبقى مر الزمن.ملحمة تاريخية خاضها الشيخ موسى رويشد أحد المجاهدين الذين ضحوا بالغالى والنفيس إبان احتلال سيناء فى العام 1976، يقول الشيخ رويشد إنه عندما بدأ صوت الطيران الإسرائيلى يخرق الأسماع صبيحة الخامس من يونيو كانت عائلته تقطن بمنطقة الخروبة، التى تضم أكبر عدد من المواقع العسكرية، من قلب هذه المواقع قامت المدفعية المصرية المضادة للطائرات والدبابات بمقاومة قوات العدو، فى دحرها على أعقابها ما اضطر قادة العدو إلى تكثيف هجومها، لكنها خسرت معدات من أكثر الأنواع تقدمًا، ولم تستطع دخول العريش إلا بعد إنزال مظلات خلف الخطوط العسكرية.يضيف الشيخ رويشد: "فى ليلة مظلمة بعد نكسة يونيه كنت أسير أنا وأخى محمد فسمعنا صوتًا ينبعث من تحت شجرة عنب، فاتجهنا نحوه بحذر حتى تأكدنا أن صاحب الصوت رجل من رجالات قواتنا المسلحة هو العميد مجدى محمد على.. قائد المنطقة، والذى نجا بأعجوبة، لكنه أصيب بطلق نارى فى فكه الأيمن، فقدمنا له الإسعافات الأولية، ثم سألناه عن الطريقة التى نستطيع بها منع العدو من الاستفادة من الأسلحة المصرية فطلب منهما أن يحضرا له لغما، وعلى هذا اللغم علمهم القائد المصاب كيفية فك وتركيب الألغام".يتابع الشيخ السيناوى شهادته، أن ذلك الدرس كان مقدمة لأول عملية لهم حيث قاموا بوضع لغمين متوازيين على طريق ترابى يمر بالقرب من أربع دبابات مصرية.. وكم كان المشهد رائعًا عندما جاءت ثلاث سيارات صهوينة فى اليوم التالى فانفجر اللغمان وقتلا كل ركاب السيارة الأولى بينما أصيب الباقون فى السيارات الأخرى وعلموا فيما بعد أن جنرالا فى جيش العدو لقى حتفه فى هذه العملية الأولى، وتم التأكد من ذلك بعدما كتبا اسمه «شموئيل آررام» على مشاهد قبره.بعد الانتهاء من معالجة القائد قام والد البطل موسى رويشد من نقله فى رحلة شاقة من الخروبة شرق العريش حتى وصل إلى بحيرة البردويل ومنها إلى بورسعيد ويعود إلى أهله سالمًا معافى.- بطولات البدودور البدو فى حرب أكتوبر كان يقتصر على استطلاع خطوط العدو ومد القوات المصرية بمعلومات تفيدهم، حيث تم تدريبهم على أنواع المعدات العسكرية من خلال مشاهدة صورها بالإضافة إلى تدريبهم على الاحتفاظ بالمعلومات العسكرية فى أذهانهم دون كتابتها وخصوصًا أن من بينهم من يجهل القراءة والكتابة.المهمة الملقاة على عاتق مجاهدى سيناء هى الدخول فى عمق الصحراء خلف خطوط العدو فى مناطق وسط سيناء والكونتيلا وحتى العريش مستقلين الجمال متخذين امتداد القبائل البدوية وأماكن تواجدها فى مختلف أرجاء سيناء حجة للتحرك، وفور حصولهم على المعلومات يقومون باستقلال اللانش من مدينة أبورديس فى مياه ساحل خليج السويس إلى منطقة الأتكه بالسويس لإرسال المعلومات التى يحصلون عليها إلى مكتب مخابرات السويس أو القاهرة .ـــ بطولة "الشيخة فرحانة"محطمة كل العادات والتقاليد البدوية التى تحتم على النساء عدم الظهور أمام الرجال، كانت السيدة "فرحانة" إحدى المجاهدين الفدائيين فى سيناء التى وقفت أمام آلة الحرب دون مهابة أو خشية أحد فسجلت اسمها من نور فى سجلات التاريخالتحقت "فرحانة" بمنظمة سيناء العربية التى شكلتها المخابرات لضرب العدو الإسرائيلى فى سيناء، وتم تدريبها ضمن آخرين من أبناء سيناء المهاجرين على حمل القنابل وطرق تفجيرها وإشعال الفتيل وتفجير الديناميت ونقل الرسائل والأوامر من القيادة إلى خلايا المنظمة.نفذت "فرحانة" أول عملية وهى تفجير قطار فى العريش، فقد قامت بزرع قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار، الذى كان محملًا ببضائع لخدمة جيش الاحتلال وبعض الأسلحة، وعدد من الجنود الإسرائيليين، وفى دقائق معدودة كان القطار متفجراً بالكامل.لقبت فرحانة حسين بـ "تاجرة القماش"، حيث كانت تغيب عن أولادها وهم صغار لمدة طويلة قد تصل إلى أكثر من شهر، وتقول لهم إنها كانت تشترى قماشًا وتسافر لبيعه فى سيناء، لكى توفر لهم المصروفات وتلبى احتياجاتهم، وهى فى الحقيقة كانت تخفى عليهم عملياتها الفدائية.عيد مقيبل، أحد "الأقمار الاصطناعية" التى كانت تعتمد عليها القوات المسلحة فى رصد تحركات المدمرة إيلات فكانت القوات تعطيهم الجهاز اللاسلكى لرصد تحركات المدمرة إيلات لحظة بلحظة والتى تم تمديرها من قبل قوات البحرية فى عام 1969م، حتى تم اعتقالة فى يوم 25/3/1970 من قبل القوات الإسرائيلية وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات وقضى منها ثلاث سنوات فى السجون الإسرائيلية من سجن سرفنت الحربى إلى أشكلون وصولا لسجن السبع إلى غزة حتى استبدل هو و62 من أبطال القوات المسلحة حين ذاك.نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً