رصدت "أهل مصر"، معاناة أهالي قرية" الهاين" التابعة لمحافظة الفيوم، حيث استٌبدلت الوحدة الصحية بالقرية لتربية "المواشي"، و"الخراف"، و"الزواحف"، بغرف الكشف، " بدلًا من المرضي، وعلى الرغم من إنشائها على 16 قيراطًا، إلًا أنها لاتساهم في الحفاظ على صحة الأهالي.
وسلطت "أهل مصر"، الضوء على معاناة الأهالي قبيل زيارة وزير الصحة المرتقبة للمحافظة في شهر أكتوبر الجاري، لافتتاح مستشفى المركزي الجديد، بمركز الشواشنة، ضمن احتفالات السادس من أكتوبر المجيد، لتخدم مركزي الشواشنة ويوسف الصديق.
نقص الإمكانيات أدى للإغلاق
تفقر محافظة الفيوم، للامكانيات الطبية والبشرية معًا، ما أثر بالسلب على نوعية الخدمة الطبية المقدمة للبسطاء من المواطنين، وأصبحوا الخاسرين فى هذا القطاع، رغم مساعي الحكومة فى محاولة لتحسين هذا القطاع، فالمستشفيات تعاني الإهمال ونقص الخدمات الطبية، والوحدات الصحية، فى معزل تامًا عن الدولة، فمنها المغلق بأمر الطبيب المسئول لكثرة غيابه عنها، وأخرى بسبب عدم استكمال المبنى بها.
مشروع استثماري (خراف وماشية) وأشواك
يعيش أهالي قرية الهاين التابعة لشعلان بمركز يوسف الصديق خارج الخدمة الصحية، وخاصة أنها من القرى النائية بالمحافظة، فغياب الأطباء عن الوحدات الصحية بالمركز، جعلهم يواجهون الموت يوميًا، ففي القرية وحدة صحية منذ خمس أعوام مهجورة، لاتقدم أبسط مقاومات العلاج ما يجبر المرضي السفر إلى أقرب مستشفى للعلاج، وتفقد خدمة أكثر من نصف مليون مواطن بـ 6 قرى، وتوابعهم، وتحتل الحيوانات والمواشى، والأشواك، وروث الماشية، بدلًا من الأطباء والعلاج دون رقيب.
ممرضة تدير الوحدة وتصف العلاج
يقول "وليد سيد الهاين"، أحد أبناء القرية، أن الوحدة الصحية بالقرية، صدر لها قرار إحلال وتجديد للوحدة منذ خمس سنوات، ورغم إسناد المبنى لمديرية الصحة بالفيوم والادارة الصحية إلًا أنهم لم يفعلا شيئًا، ولا يزال المبنى مفتوح على مصراعيه لتربية الماشية والخراف والزواحف، مشيرًا إلى أن طبيب الوحدة لا يتواجد بالوحدة، حيث تقوم الممرضة بأغلب الوقت بوصف العلاج اللازم دون الرجوع للطبيب المنتدب للوحدة الذي لا يأتي سوى مرة كل أسبوعين.
محرقة النفايات الطبية الخطر الداهم
وتابع "عبد العليم الهاين"، نجل عمدة القرية، بأنهم تعددت شكواهم لجميع مسئولي المحافظة، ولا حياة لمن تنادي"، كما أن فناء الوحدة تحول إلى مقلبًا للقمامة والنفايات الخطرة بسبب المخلفات الطبية بها منذ خمس سنوات، والتى أصبحت تهدد صحتهم بشكل مباشر، ناهيك عن استخدام مبنى الوحدة الصحية لقضاء حاجات المارة والمواطنين، فهناك احتمالية انتقال العدوى والأمراض.
علاج المرضى بشقة غير آدمية وغير مجهزة طبيًا
واستكمل" نجل العمدة"، بعد أن أصبحت الوحدة آيلة للسقوط، صدر لها قرار ترميم، لكن أحد أعيان القرية قام بالتبرع بشقة للوحدة لاستخدامها كمقرًا بديلًا للوحدة، إلًا أنها لضيق مساحتها التى لا تتجاوز 70 متر، لا تتسع للأجهزة والمعدات الطبية فكيف لها أن تستقبل المرضى.
معاناة البحث عن الأمصال وصراع "تكفين" المرضي" وطرق مختصرة " للآخرة"
ويشير حسين السيد "محامي"، إلى أن هناك حالات حرجة كثيرة كانت فى حاجة إلى إجراء الإسعافات الأولية العاجلة لها مثل المصابين بلدغات العقارب، والثعابين المنتشرة بكثرة فى المنطقة، ونظرًا لتوقف العمل بالوحدة نضطر للذهاب لوحدة التكامل بقرية الهاين، والتى تبعد عن أغلبية القرى بمسافة 5 كم، بل وأكثر، وفى حالة وجود نقص فى الأمصال نضطر للذهاب لمستشفى قنا العام لتلقى العلاج، وبسبب التأخير فى تلقى المصل المضاد نجد أن أغلب هذه الحالات كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة.