حمزة السحيتي.. "صقر مصري" اختار الموت على الوقوع في الأسر.. الطيار رفض أوامر الهبوط الاضطراري بعد إصابته قائلًا: "أنت عاوزني أبقى أسير عندهم".. قضى 4 ساعات "إجازة" مع والدته..وطلب الشهادة فحصل عليها

"إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف، فلقد أصبح له درع وسيف".. كلمات قالها الرئيس السابق محمد أنور السادات فى أول خطاب له بعد نصر أكتوبر العظيم، واسترداد سيناء الغالية من عدو جبان.

وفى الذكرى الـ44 لحرب أكتوبر المجيدة تطفو قصص الأبطال لترصع صفحات العزة والتضحية والبطولات التى شهدتها جبهات القتال، من بين هولاء الأبطال، ابن مدينة دكرنس التابعة لمحافظة الدقهلية، الشهيد الطيار حمزة المحمدى السحينى، الذى اشترك فى الضربة الجوية الأولى والسرب المقاتل متعدد المهام رقم 82، وضحى بنفسه من أجل الوطن.

ولد حمزة السحيتى فى أبريل 1948 بمدينة دكرنس، وكان يعشق الجيش ويتمنى الخدمة به، خاصةً بمجال الطيران، بالرغم من اعتراض والده، لكنه التحق بالكلية الجوية عام 1968 وأثنى عليه الرئيس السابق محمد حسنى مبارك أثناء توليه منصب قائد الطيران بالكلية.

تولى مبارك بعد ذلك منصب قائد القوات الجوية، وكان يشرف على الدفعة التى تخرجت، ومن بينها الشهيد السحيتى، وتم تشكيل السرب 82 المقاتل فى أواخر عام 1972 تحت قيادة اللواء الجوى رقم 203، وتم انتقاء طيارى هذا السرب المقاتل متعدد المهام من طيارى المقاتلات القاذفة من طرازى "سوخوى 7" و"ميج 17"، وكان هؤلاء الطيارون فى الغالب حديثى التخرج فى الكلية الجوية بعد حرب الاستنزاف عام 1970.

واستمر طيارو السرب 82 فى تدريباتهم على المقاتلة الجديدة "الميج 21"، وكان معلموهم يدربونهم على كل أساليب القتال والهجوم الجوى والاشتباك مع طائرات العدو، ومواجهة طيارى إسرائيل الأقوياء المهرة والانتصار عليهم، وكانت مهام السرب الجديد هى عمليات الهجوم وقصف مواقع العدو، بالإضافة إلى مهام الدفاع الجوى والمظلات، والتصدى لمقاتلات العدو المغيرة على الأجواء المصرية.

بدأت ساعة الصفر التى انتظرها الملايين من الشعب المصرى فى السادس من أكتوبر 1973، فتمركز السرب بمطار أبوحماد، وجلس قائده "منير فهمى برسوم" يلقن الطيارين مهامهم بالضربة الجوية الأولى.

وكان طيارو السرب المشاركون فى الضربة الجوية الأولى يوم 6 أكتوبر، قائد السرب: منير فهمى برسوم، ومعه من الطيارين محمد مجدى كامل، ومحمد خليل مصطفى، ومحمد أحمد على، وعصام العطار، وحسن محمد حسن، وبهجت صبحى زكى، وحسين محمود بشير، ونيازى مغربى، ونجيب محمد نجيب، وماهر قاسم، ومدحت هنداوى، وحمزة المحمدى السحيتى، وعصام العطار، وعلاء الدين عبدالرحمن ونجحت القوات فى إلقاء درس لم ينسه العدو حتى فى الضربة الجوية الأولى.

وكان لحمزة السحيتى دور كبير، والذى ودع أهله قبل الحرب بيومين عن طريق إجازته التى استمرت لمدة 4 ساعات فقط تناول فيها الإفطار مع والدته وأبيه وأشقائه الذين ودعهم، وكان يتحدث دائما معهم عن النصر وأنهم على أمل النصر قريبا.

استشهد السحيتى فى 8 أكتوبر 1937 بمطار المليز فى سيناء أثناء عودته من مهمة كلف بها، وكان قد اشتبك مع طائرات للعدو وأصيب بصاروخ، وعلى الرغم من الأمر الموجه منه أن يقفز من الطائرة، إلا أنه رفض ورد عليه "أنت عاوزنى أبقى أسير عندهم"، وقرر أن يقوم بهبوط انتحارى، لكنه استشهد عقب هبوطه بالمطار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أهالي الغربية يشيعون جنازة اللاعب محمد شوقي بمسقط رأسه بالمحلة.. صور