كشفت مصادر ليبية عن التفاصيل الكاملة لقصة ذبح الأقباط المصريين في سرت، بعد العثور، أمس الجمعة، على جثامينهم في أحد أحياء المدينة المحررة من تنظيم “داعش” الإرهابي نهاية العام الماضي.
ونشر المركز الإعلامي لعملية" البنيان المرصوص" العسكرية الليبية لتحرير سرت، اليوم السبت، النتائج الأولية للتحقيقات مع عناصر داعش، الذين اعتقلوا أثناء العملية، التي أطلقها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ضد التنظيم.
وقادت التحقيقات إلى الكشف عن المقبرة الجماعية، التي دُفنت بها جثامين من قتلوا ذبحًا على أيادي عناصر التنظيم ليبثها في إصدار حمل عنوان" رسالة موقعة بالدماء".وأشار المركز الإعلامي في بيان إلى أنه التقى أحد عناصر"داعش، والذي كان شاهد عيان على الجريمة المروعة، حيث كان جالسًا خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح، كما كان حاضرًا ساعة دفنهم جنوب سرت، وقد قاده القدر في 2016 ليكون صيدًا بحوزة مقاتلي قوات “البنيان المرصوص”، ومن هنا بدأت القصة، وفي المركز الإعلامي.وقال الداعشي، الذي لم يتم الإفصاح عن هويته الحقيقية، خلال الاعترافات لقوات البنيان المرصوص إنه في أواخر ديسمبر من العام 2014 كنت نائمًا بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت.. أيقظني أمير الديوان، هاشم أبوسدرة، وطلب مني تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر.. ليتوجه كلانا إلى شاطئ البحر خلف فندق المهاري بسرت، وعند وصولنا للمكان شاهدت عددًا من أفراد التنظيم يرتدون زيًا أسود موحدًا.. وواحدا وعشرين شخصا آخرين بزي برتقالي.. اتضح أنهم مصريون، ما عدا واحد منهم إفريقي”.وأضاف الشاهد أني وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو، أبو المغيرة القحطاني، والي شمال أفريقيا.. وعرفت من الحاضرين أن مشهدا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم.ويصف الشاهد بعض تفاصيل المكان الذي حدد خلف فندق المهاري بسرت فيقول إنه "كان بالمكان قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه، محمد تويعب-أمير ديوان الإعلام- وأمامه كاميرا.. وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها، أبوعبدالله التشادي – سعودي الجنسية- وهو جالس على كرسي أيضا.. إضافة إلى كاميرات مثبتة على الشاطئ.. فيما كان أبو معاذ التكريتي – والي شمال إفريقيا بعد مقتل القحطاني- المخرج والمشرف على كل حركة في المكان.. فهو من يعطي الإذن بالتحرك والتوقف للجميع.وأردف قائلا “أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لـ"أبو عامر الجزراوي – والي طرابلس- ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات.. وقد توقّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة، فتوجه إليه رمضان تويعب وقام بضربه.. أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام، إلى أن بدأت عملية الذبح حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم.يتابع أنه كان (التكريتي) لا يتوقف عن إصدار التوجيهات، إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد ووقف الجميع.. بعد ذلك طلب التكريتي من الجزراوي أن يغير من مكانه، ليكون وجهه مقابلا للبحر، ووضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث.. كانت هذه آخر لقطات التصوير.
وأشار الشاهد إلى أنه وبعد انتهاء العملية أزال الذين شاركوا في الذبح أقنعتهم، فتعرف على كل من وليد الفرجاني، وجعفر عزوز، وأبو ليث النوفلية، وحنظلة التونسي، وأبو أسامة الإرهابي وهو تونسي، وأبو حفص التونسي، فيما كان الآخرون سمر البشرة، فيما كان أبو عامر الجزراوي قائد المجموعة، وهو من يلوح بالحربة ويتحدث باللغة الإنجليزية في الإصدار.
وختم الشاهد بقوله أمر القحطاني بإخلاء الموقع، فكانت مهمتي أخذ بعض الجثث بسيارتي والتوجه بإمرة المهدي دنقو، لدفن الجثث جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر.وقادت هذه الشهادة النيابة العامة الليبية إلى مكان دفن الجثت، حيث تم الكشف عنها صباح أمس الجمعة، لتستكمل باقي الإجراءات من أخذ الحمض النووي ثم تسليم الجثت إلى ذويها؛ وليسدل الستار على جريمة بشعة صدمت الرأي العام العالمي.كما نشرت إدارة مكافحة الجريمة في مدينة مصراتة، صور الرفات التي عثر عليها للمصريين الـ21، الذين تعرضوا لعملية ذبح جماعية على أيدي عناصر التنظيم الإرهابي في العام 2015.وأوردت الإدارة، عبر صفحتها الرسمية اليوم السبت، أنه تم تحديد موقع المقبرة الجماعية أثناء تحقيقات أجراها مكتب النائب العام مع أحد عناصر التنظيم الإرهابي المقبوض عليهم.وكان تنظيم داعش قام في العام 2015 بإعدام 21 مصريًا قبطيًا تحت عنوان رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب، حيث بث التنظيم مقطع فيديو يظهر عملية الذبح على إحدى سواحل ليبيا.وأظهرت الصور معاملة مشينة من عناصر داعش للأسرى، حيث ساقهم واحدا واحدا، وأظهرت إحدى الصور تلطخ مياه البحر بلون الدم.كشفت مصادر ليبية عن التفاصيل الكاملة لقصة ذبح الأقباط المصريين في سرت، بعد العثور، أمس الجمعة، على جثامينهم في أحد أحياء المدينة المحررة من تنظيم “داعش” الإرهابي نهاية العام الماضي.