تحل الذكرى الرابعة والأربعون على يوم السادس من أكتوبر الخالد عام 1973، ذلك التاريخ الذي سجله المصريون والجيش بالتضحية والفداء والدماء؛ ليظل بذلك يوما مشهودا تتوارثة الأجيال، ويتحدث به العالم عن عظم التكاتف والترابط بين الشعب والجيش في لحمة واحدة لم يشهدها من قبل.
ومع كل عام، تظهر للعيان شخصيات أخفاها تدافع السنون ولكن لم ينساها الوطن بعدما تشرب ترابه بدمائهم الزكية وبطولاتهم الخالدة، وعند الحديث عن البطولات فأنه لا يجب التغافل عن بدو سيناء الذين سطروا أعظم بطولات المقاومة والفداء، حيث وصل أعداد الفدائيين من محافظات سيناء والقناة إلى 850 فدائيًا شاركوا مع الجيش في ملحمة أكتوبر. ودائما ما يضرب بدو جنوب سيناء المثل الأكبر فى التضحية والفداء وحب الوطن وكان من بينهم الفدائي.. الملقب بـ"شيخ المجاهدين" ويدعى عبد المطلب محمد صالح، مواليد 4 يناير 1931 بمدينة طور سيناء، وأحد المجاهدين الأبطال الذين التقت به "أهل مصر" للحديث عن ذكرياته مع جهاده ضد العدو ومشاركته في انتصار أكتوبر.يقول صالح: "تطوعت فى المخابرات الحربية 1953 حتى حرب 67، وبعد الحرب هاجرت بأسرتي مع المهاجرين إلى عين شمس، وكنت أقدم المعلومات السرية إلى رؤسائي، وكانت معلومات لها أهمية كبرى ساعدت القوات المسلحة فى انتصارات أكتوبر المجيدة. وعن محافظة جنوب سيناء قبل الحرب، أشار إلى أنها كانت عبارة عن قسم شرطة جنوب سيناء، ويتبع محافظة شمال سيناء، وكانت منطقة خالية تماما من السكان ما عدا شرم الشيخ ودهب، موضحا أن معظم إقامة أبناء البدو كانت في الجبال الوعرة. وأضاف: "وكان هناك أقسام شرطة تابعة لسلاح الحدود منها قسم العريش وقسم نخل وقسم الشط وقسم الطور ونقطة أبو زنيمة التابعة لقسم الطور، والمباني كانت كلها بالطوب اللبن وكنا نعاني أشد المعاناة، ولا يوجد مياه للشرب ولا مواصلات، وكانت أقرب مستشفى على بعد 450 كيلو، والطعام كان يأتينا من السويس، وطور سيناء كانت خالية تماما من المواطنين، اللهم إلا عددا بسيطا من الموظفين بالحجر الصحي (الكرمنتينا) لاستقبال الحجاج القادمين من الأراضى السعودية لأخذ عينات لعدم نقل العدوى من السعودية إلى مصر".أما عبد المطلب جميع الذي شارك أيضا في الكفاح ضد الصهاينة وفي انتصار حرب 73، فأكد، أن البدو من شباب وسيدات كانوا على قدر المسئولية وساعدو رجال القوات المسلحة فى بعض المعلومات وتصوير أهم المناطق العسكرية الإسرائيلية، فضلا على عمليات الإمداد والتموين ونقل المعلومات وإخفاء بعض الجنود والضباط لحين إتمام مهامهم. وأشار جميع، إلا أن القيادة السياسية ممثلة في الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أعطاتنا عدة أوسمة لمجهوداتنا خلال حرب أكتوبر المجيدة، من أجل مساعدة أبناء القوات المسلحة وكفاحنا المسلح ضد العدو الإسرائيلي. وأضاف، أننا لا زلنا نروى لأحفادنا ما قمنا به إبان حرب أكتوبر، والدور العظيم والمشرف الذى قام به أجدادهم وأبنائهم فى حرب أكتوبر المجيدة، لكي نغرز فى أبنائنا حب الوطن وحب مصر والدفاع عنها.