أكد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة على أهمية التوسع في استخدام الطاقات المتجددة كإحدى آليات مواجهة آثار التغيرات المناخية، فمصر لديها ثلاث مؤشرات رئيسية في مجال التغيرات المناخية تتمثل في التوجه لاستخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة والنقل والمواصلات ، وتعتبر الطاقة المتجددة في أولويات مؤشراتنا.
واشار فهمي إلى أن الاطراف الموقعة على اتفاق باريس للمناخ تهدف الي تقليل الانبعاثات غاز الدفئية بأسرع وقت لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وتم الاتفاق على ان تحدد كل دولة المؤشرات الخاصة بها، وسيتعاون الأطراف لتحقيق توازنا في الانبعاثات، فليس لدى العالم الوقت الكثير لإعادة التفاوض بل نحتاج الى الإسراع في العمل.
وشدد أيضا على ضرورة مساعدة الاقتصاد على التخلص من الكربون من خلال عدد من الآليات ومنها تبني التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن مصر لديها تكنولوجيات الطاقة المتجددة سواء الرياح، الطاقة الشمسية، او توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية، والتي بدأت في 2006 ولكن لم تكن هناك حزمة السياسات الملائمة.
وأضاف أن عام 2013 شهد تبني مجموعة من الإجراءات التي تمهد للتوسع في استخدام الطاقة المتجددة ومنها الدعم وقانون الكهرباء الجديد والتعريفة الخاصة باستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، كما تم وضع إستراتيجية للتوسع في الطاقة المتجددة حتى عام 2035 وذلك ضمن إستراتيجية التنمية المستدامة، حيث من المستهدف الوصول إلى نسبة 30% في استخدام الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة عام 2035، حتى نصل إلى نسبة 55% وهو هدف طموح يجب العمل على تحقيقه.
وأكد فهمي أن وزارة البيئة تعمل بكافة إمكانياتها لتبني مشروعات الطاقة المتجددة في مصر من خلال صندوق المناخ الأخضر، ووضع اطار تمويلي لعدد من المشروعات ، حيث حصلت مصر على 154 مليون دولار من الصندوق لتمويل مشروعات خاصة بالطاقة المتجددة، بالإضافة إلى السعي للحصول على تمويل من جهات أخرى قد يصل الى مليار دولار.
وتسعى مصر حاليا للتغلب على العقبات والتحديات الخاصة بتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة من خلال تكامل السياسات، والتخطيط ببرامج واضحة، والتوسع في الاستثمار في هذا المجال بتوفير آليات تمويل ودمج القطاع الخاص والبنوك التجارية للاستثمار به ايضا، حيث يسمح سوق الطاقة المتجددة بذلك.
وقال فهمي أن الاستثمار في تكنولوجيات الطاقة سيسمح لمصر بتحقيق هدفها لتقليل الانبعاثات وتنفيذ التزاماتها في اتفاق باريس للمناخ، وسيضع مصر على المسار الصحيح. وقد حرصنا في اتفاق باريس على التأكيد على مبدأ المسئولية التاريخية والعدالة في تقاسم العبء بين الدول والتعاون لتحقيق الهدف المنشود لمواجهة آثار التغيرات المناخية.
وأضاف "من المتوقع أن تكون مفاوضات مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية القادم المزمع عقده ببون خلال شهر صعبة، ولكن مصر ستظل تطالب بحقوق الدول النامية من أجل التنمية كما فعلت وخرجت بموقف وصوت موحد لأفريقيا في اتفاق باريس للمناخ عام 2015."
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور خالد فهمي في افتتاح اليوم المصري الألماني التاسع للطاقات المتجددة والذي تنظمة الغرفة الألمانية لاعربية للصناعة والتجارة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية، بحضور السفير الألماني وممثل وزارة الكهرباء والطاقة وممثلي عدد من الشركات الألمانية الكبرى في مجال الطاقة الشمسية.
ويتناول المؤتمر نظم وحلول الطاقة الجديدة والمتجددة وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، والتركيز على المشروعات القومية ومشروعات القطاع الخاص في هذا المجال، وذلك في اطار تنامي الاهتمام باستخدام الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة ضمن سعي العالم لمواجهة آثار التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة.