عندما تلتقي وين ماي ( ليس اسمه الحقيقي) تجد شخصا بسيطا في أواخر الأربعينيات يرتدي الجينز ويتحدث بلكنة أهل ويلز ويمارس عملا بدوام كامل.
أما على الانترنت فإنه مدافع شرس عن ضحايا الاحتيال وفاضح للمحتالين الذين يتصل بهم عامدا ويتواصل معهم ثم ينشر أكبر قدر من المعلومات عنهم لتحذير الآخرين وهو يقوم بذلك منذ 12 عاما.
وهو يتلقى باستمرار تهديدات بالقتل كما يتعرض موقعه "الناجون من الاحتيال" لمحاولات القرصنة، ولكنه مصر على الاستمرار في مساعدة الضحايا في وقت فراغه ولديه فريق من المتطوعين في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا يفعلون نفس الشيء.
ولا يعتبر موقع "الناجون من الاحتيال" موقعا رسميا، ففي بريطانيا تشجع السلطات ضحايا النصب الإلكتروني على الاتصال بمكافحة الاحتيال ولكن هذا الفريق تعامل مع 20 ألف قضية في الشهور الـ 12 الماضية. وذلك بحسب وين ماي.
وتقول الإحصاءات الرسمية في بريطانيا إن 1.9 مليون بلاغ تم تقديمه لحوادث تتعلق بالاحتيال عبر الإنترنت في العام الذي انتهى في مارس/آذار 2017 في إنجلترا وويلز، ولكن الرقم قد يكون أكبر من ذلك حيث لا يتم الإبلاغ عن كل الحوادث.
وتقول إحصاءات استرالية أن حوالي 10 ملايين دولار أمريكي هي محصلة النصب لهذا العام باسم الحب فقط في أستراليا.
أنواع الاحتيال
هناك عدة الطرق للاحتيال عبر الإنترنت وهي:
الرومانسي: عندما يبني المحتال علاقة قوية على الإنترنت مع شخص ما، ثم يطلب منه المال.
الابتزاز الجنسي: عندما يتم إقناع الضحية بالقيام بعمل جنسي أمام الكاميرا ليتم تسجيله ويقوم المحتال بطلب فدية لعدم نشر المحتوى على الإنترنت.
الحيوانات الأليفة: عندما يتم الإعلان عن حيوان أليف للبيع ثم تطلب رسوم مقابل إرساله إلى مالكه الجديد بينما في الحقيقة ليس لهذا الحيوان الأليف وجود.
قاتل محترف: عندما يزعم شخص أنه قاتل محترف ويوقل إنه حصل على مال لقتلك ثم يقول لك إنه مستعد لصرف النظر عن المهمة إذا دفعت أكثر.
419: ويحمل هذا النوع من النصب رقم كود نيجيريا حيث تجد من يطلب منك مالا لحاجته للمساعدة أو لتحصل على مبلغ مالي كبير من ميراث ما.
لا نستعيد المال
ولا يطلب ماي أتعابا من المتعاملين معه ولكنه يطلب تبرعات لموقعه. ويقول إن نحو 10 آلاف زائر يقبلون على موقعه يوميا كما يتلقى فريقه العديد من الرسائل يوميا من ضحايا الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت وهم الذين وقعوا في مصيدة الابتزاز بعد إقناعهم بالتصوير أمام الكاميرا حيث يتم تسجيل الفيديو.
ويقول ماي: إن "الكثيرين يكونون عالقين في الأزمة عندما يأتون إلينا ولا يعرفون لمن يلجأون، هم ليسوا أغبياء، هم فقط غير مستوعبين لعمليات الاحتيال".
وأضاف قائلا: " إن العديد من المحتالين ليسوا ملمين بالتكنولوجيا المتقدمة، فهم ببساطة يكتبون رسالة لأناس وهذا كل ما في الأمر".
وأول شيء يشرحه ماي لضحايا الاحتيال الذين يتصلون به هو أنه ليس بوسعهم استعادة أي أموال فقدوها.
ويقدر ماي متوسط الخسارة المادية لضحايا الاحتيال الإلكتروني بألف جنيه إسترليني، ولكن رجلا اتصل بماي مؤخرا طلبا للمساندة بعد أن أعطى أكثر من نصف مليون جنيه استرليني لرجل روسي أعتقد "أنه على علاقة معه".
ويقول ماي "نوضح منذ البداية أننا لن نستطيع استعادة أي أموال ولا نستطيع تقديم دعم عاطفي فلسنا أطباء نفسيين، فنحن أناس نعرف كيفية عمل المحتالين وكيفية التعامل معهم".
ويضيف قائلا:" حتى لا تكون ضحية عليك بالبحث عن كل شيء في غوغل، ابحث في الصور والنصوص التي تتسلمها حاول جمع أكبر قدر من المعلومات".
ويحاول البعض أن يجد الأعذار للمحتالين باعتبار أنهم يعيشون ظروفا صعبة وأغلبهم من أفقر بلاد العالم مثل غرب أفريقيا والفلبين.
ولكن ماي يرفض ذلك مؤكدا أنه لا تعاطف ولا أعذار لهؤلاء مطلقا. ويتساءل ماي : " كيف يكون لديك المال للذهاب لمقهى إنترنت والنصب على الناس ولا تستطيع أن تجد قوت يومك؟".
نصائح
ويوجه ماي عدة نصائح للضحايا:
اقطع كل الاتصالات بالمحتال.
لا تحاول تعقبه وتذكر أنه لديه تفاصيل حقيقية عنك، فلا يستحق الأمر مخاطرة التحدث إليه أو مواجهته.
إذا أرسلت إلى المحتال مالا فإنه من غير الواقعي محاولة استعادته، وكن على حذر من محتالي استعادة المال ففي هذه الحالة يزعم المحتال أنه وكالة قادرة على استعادة مالك مقابل أن تدفع أتعابها.
اتصل بالشرطة.