كشفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن بدء محاكمات سرية للآلاف من مسلحي تنظيم بوكو حرام في نيجيريا.
وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - أنه من المتوقع مثول أكثر من ألفين و300 مسلح يشتبه في أنهم ينتمون للتنظيم أمام محكمة في نيجيريا اليوم الاثنين، في سلسلة من محاكمات جماعية غير مسبوقة، تعلق السلطات النيجيرية عليها الآمال كبرهان على التقدم الذي تحرزه الدولة الأفريقية في مكافحة أحد أكثر التنظيمات الإرهابية صمودا في أفريقيا.
وأضافت أن هؤلاء المتهمين كافة ظلوا محتجزين منذ أن أطلق بوكو حرام حملته قبل 8 سنوات، كما لفتت إلى أن هذا الصراع أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص في أقصى الشمال الشرقي للدولة، وزعزعة استقرار رقعة من غرب أفريقيا، وبالتالي تشريد ملايين الأشخاص.
غير أن محللين قالوا إن المحاكمات - التي ستجرى بشكل سري وتشهد حضور 4 قضاة يتعامل كل منهم مع مئات القضايا - تثير قلقا بالغا وقد تقوض القتال ضد بوكو حرام.
وفي السياق ذاته، تساءل ريان كامينجز المحلل الأمني في جنوب أفريقيا: هل يتمتع القضاء بالقدرة على توفير محاكمة عادلة لكثير من الأشخاص المتهمين بجرائم خطيرة للغاية؟ وهل استعادت السلطات النيجيرية بالفعل ربع قوتها القتالية؟ هل يأخذون في الاعتبار حقيقة أن الكثير ممن ارتكبوا أعمال عنف لصالح بوكو حرام فعلوا ذلك تحت الإكراه ؟، قائلا إن كل هذه التساؤلات هي علامات إنذار تثير قلقا بالغا من حيث الاستراتيجية الأوسع نطاقا.
ولفتت (ذا جارديان) إلى أنه لن يكون هنالك تغطية إعلامية للجلسات التي ستُعقد في منشآت عسكرية، وفي هذا الصدد قال عمر ادو - وهو محامي دفاع من مدينة كانو أحد أكبر المدن الواقعة في شمال نيجيريا - إن هذا الإجراء يُنكر حق الجمهور في الاطلاع على سير المحاكمة، ويبعث استبعاد وسائل الإعلام برسالة سيئة مفادها أن القضاء ليس متحررا أو ثمة مساومات اخترقته.