علاقة الأردن مع النظام السوري، لم تكن طوال الوقت على ما يرام، فهي ضبابية، تسود أيام، وتبيض أيام أخرى ، خاصة منذ دعوة الملك عبدالله الثاني، رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى التنحي من أجل مصلحة بلاده، مع بداية الازمة السورية عام ٢٠١١، إلا ان العلاقات بين البلدين تشهد حالة من التوتر قد تنتهي بطرد السفير السوري من عمان ..فهل تتكرر تجربة السفير المطرود بهجت سليمان.
استدعت وزارة الخارجية الأردنية، القائم بالأعمال السوري، لتبلغه احتجاجها على تصريحات أدلى بها ومثلت "إساءة" للأردن، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وقال البيان إن "وزارة الخارجية وشؤون المغتربين القائم بالأعمال السوري في عمان (أيمن علوش)، وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على تصريحات أدلى بها، ومثلت إساءة للأردن ومحاولة مدانة لتشويه مواقفه".
وأضاف البيان أن "الوزارة أبلغت القائم بالأعمال بضرورة الالتزام بالأعراف والمعايير الدبلوماسية في تصريحاته وتصرفاته".
وأشارت إلى أنها "ستتخذ الإجراءات المناسبة ووفق الأعراف والقوانين الدبلوماسية، إذا ما تكررت الإساءة، وإذا لم يلتزم بهذه الأعراف".
ولم يوضح بيان الخارجية ماهية تلك التصريحات، ولكن صحيفة "الدستور" اليومية شبه الحكومية نقلت عن مصادر حكومية "رفضها ما نقل على لسان القائم بالأعمال السوري في عمّان أيمن علوش، من أن فتح معبر نصيب- جابر الحدودي بين كل من الأردن وسوريا هو رغبة أردنية".
"معبر نصيب" قشة السفير
وأكدت تلك المصادر أن "القول إن فتح معبر نصيب- جابر هو رغبة أردنية غير دقيق، بل العكس هو الصحيح، لأنها رغبة سورية أكثر منها رغبة أردنية، وأن إعادة فتح المعبر فيه مصلحة لسوريا أكثر منها مصلحة أردنية".
وأوضحت أن "من يُشكك بمواقف الأردن الثابتة والمستمرة والتاريخية ما هو إلا جاهل وأحمق ولا يعرف طبيعة الأمور".
وأوضحت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، أنه يجري تحري دقة الحديث الصادر عن القائم بالأعمال السوري، مبينةً أن الرد الدبلوماسي سيكون قاسياً إذا ثبت صحّة ما يتم تداوله على لسانه.
وتابعت الصحيفة، أن "سوريا ستكون أفضل حالاً لو تعلّم دبلوماسيوها إغلاق أفواههم".
يشار إلى أن معبر نصيب- جابر الحدودي بين البلدين مغلق منذ سنوات، وهو أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسوريا، وكان أكثرهما ازدحاماً، وتنتقل عبره معظم البضائع بين سوريا وكل من الأردن والخليج.
وذكرت بأن علوش تطرق لمشاركة سوريا ومصر في حرب أكتوبر ضد إسرائيل دون ذكر الأردن، ليقوم أحد الحضور بتنبيهه، ليرد الدبلوماسي السوري بأنه "لا يعرف عن المشاركة الأردنية شيء".
كما زعم وجود طيارين أردنيين في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية، إلا أنهم لم ينفذوا أي طلعات جوية، حد قوله.
السفير السابق هدد بصواريخ سكود
يشار إلى انه في صباح الـ26 من مايو 2015، كان الأردن يطلب من السفير السوري بهجت سليمان مغادرة أراضيه خلال 24 ساعة، على خلفية إساءات متكررة صدرت عنه تجاه المملكة ودول ذات علاقة تاريخية بها.
القرار الأردني لم يكن مفاجئاً آنذاك للكثير من المراقبين والمحللين نظراً لعدد المرات التي تجاوز فيها سليمان الأعراف الدبلوماسية وهاجم الأردن إلى أن هددها بصواريخ سكود الروسية التي تمتلكها بلاده في أعقاب نشر عمان بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود مع سوريا في عام 2013.
وسارعت دمشق إلى إعلان السفير الأردني شخصاً غير مرغوب فيه رداً على القرار الأردني.
ومرت العلاقات الأردنية السورية منذ تصريحات أطلقها الملك عبدالله الثاني، خلال مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية دعا خلالها الرئيس بشار الأسد إلى التنحي حقناً لدماء شعبه، بالعديد من المناكفات السياسية.
وبات أيمن علوش قائماً بأعمال السفارة السورية بعد طرد سليمان، وهو ما عرف عنه التزامه الدبلوماسي وعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحسوبة على النظام لإطلاق التصريحات المثيرة للجدل كما كان سلفه سليمان.
تصريحات "غزل"
٥ أعوام مرت بجفاء كبير وفتور واضح في العلاقة الأردنية - السورية، منذ دعوة الملك في العام ٢٠١١، إلا أن شهر أغسطس من العام الحالي، شهد تصريحات "غزل" متبادلة بين الجانبين.
بدأ الغزل المتبادل، بتصريح مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان قائلة: "إن العلاقات مع الاردن مرشحة لان تكون جيدة".
حينها لم يتأخر الرد ايضاً، حيث قام وزير الدولة لشئون الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، بعد ٧ أيام من تصريح شعبان، بالرد: "إن العلاقات مع سوريا مرشحة لمنحى إيجابي وأن الحكومة تتطلع لعلاقات أفضل".
وأضاف المومني أن اتفاق التهدئة في الجنوب السوري "صامد"، وأن ذلك يؤسس لمزيد من الخطوات التي ترسخ الاستقرار في جنوب سوريا وباقي أرجاءها خلال المرحلة المقبلة.
وتابع: "أن علاقتنا مع الأشقاء في سوريا مرشحة لأن تأخذ منحى ايجابيا، ونذكر أنه حينما قررت الجامعة العربية إغلاق السفارات السورية، طلبنا الاستثناء في هذا الأمر، نظرا لخصوصية العلاقة بيننا وبين سوريا".