زيت مصر في خطر.."الزراعة" تدمر الأراضي والمحاصيل الزيتية..و"التموين": كله تمام والدنيا حلوة

واقع أليم تعيشها صناعة الزيوت في مصر، علي الرغم كونها أحد الصناعات المهمة والسلع الإستراتيجية والتي تعبر عن فجوة كبيرة وكارثة بكل المقاييس، الأمر الذي بدا واضحا في تقرير صادر عن المكتب الفني لوزير التموين والتجارة الداخلية، توضح نسبة الاكتفاء الذاتي من الزيوت والتي تصل إلى 3%، بعد تقلص مساحة المحاصيل الزيتية في مصر إلى 1.7% من المساحة المنزرعة.

وهو ما كشفه عدد من الخبراء والمسئولين المعنيين، خاصة وأن هذا الأمر يجعل مصر في وضع خطر، وتعد هذه النسبة ضئيلة بالنسبة إلي الإكتفاء الذاتي لدولة يزيد عن سكانها عن 90 مليون مواطن، خاصة وأن معظم المزارعين امتنعوا عن زراعة المحاصيل الزيتية في ظل تراجع التعاقدات الزراعية، مما يقلل من نسبة الاكتفاء الذاتي من الزيوت.

مصر تستورد 97% من الزيوت

أكد مصدر مسئول بوزارة التموين والتجارة الداخلية، في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أن مصر تستورد 97% من الزيت، مضيفًا أن الوزارة تستورد الزيت من الخارج وتقوم بتدبير إحتياجات المواطن المصري، موضحًا أن وزارة الزراعة تقوم بإنتاج كميات كبيرة من الزيت، قائلًا " حتي الأن لا يوجد أي عجز في السوق المصري لسد حاجة المواطنين"، لافتًا إلي أن البقالين التموينين حتي الأن يقومون بصرف المقررات التموينية دون عجز في صرفها.

ونوه "المصدر" أن وزارة التموين غيرمسئولة عن هذه الأزمة التي تمر بها مصر، معلقًا " الدنيا ماشية حلوه ومفيش مشاكل ولا عجز"، مضيفًا أن الوزارة تعمل علي سد حاجة السوق المصري من المنتجات، يالإضافة إلي دعم جميع السلع للمواطن، مؤكدًا أن وزارة الزراعة هي المسئولة الوحيدة عن هذه الأزمة.

الزواعة: نقص حاد

ومن جانبه أوضح حامد عبدالدايم مستشار وزير الزراعة في تصريحاته لـ"لأهل مصر"، أنه بالفعل يوجد نقص حاد في الإكتفاء الذاتي من الزيت خلال الآونه الأخيرة، بسبب قلة المحاصيل الزيتية المزروعة في مصر، مضيفًا أن الوزارة تعمل بكافة جهودها للنهوض بزراعة المحاصيل الزيتية خلال الفترة القادمة، خاصة بعد صغر المساحة المزروعة منه والتحول إلى زراعات أخرى، لتحقيق إيرادات وأرباح كثيرة.

وأضاف "عبدالدايم" أن الوزارة ستقوم بدعم زراعة المحاصيل الزيتية وتوسيع المساحات المزروعة منه فى مشروع "المليون ونص فدان"، الذي أعدته وزارة الزراعة، خاصة وأن الفترة الأخيرة تشهد مصر تقلص في الأراضي الزراعية وبالأخص زراعة المحاصيل الزيتية، مشيرًا إلي تحول المزارعين عن زراعة المحاصيل الزيتية في ظل تراجع التعاقدات الزراعية وعدم دعم الفلاح في هذه النوعية.

كارثة على الدولة والمواطن

وعلي جانب أخر قال شريف دمرداش الخبير الاقتصادي، إن نسبة الإكتفاء الذاتي تعد ضئيلة جدًا، خاصة وأنها من المواد الأساسية في حياة المواطن المصري، مضيفًا أن مصر تعوض هذا النقص بإستيراد الزيوت من الخارج بنسبة تصل إلي 97% مما يحمل العبء علي ميزانية الدولة، موضحًا أن هذه الكارثة تتحملها وزارة الزراعة لأنها لا تهتم بزراعة المحاصيل الزيتية، مما يجعل مصر تستورد نسبة كبيرة من الخارج، خاصة وأن المحاصيل الزيتية لا تستخدم مواد خام مرتفعة الأسعار.

وأوضح "دمرداش" أنه يجب التوسع في زراعتة المحاصيل الزيتية لعدم الإعتماد علي الإستيراد من الخارج، مؤكدًا أن هذه الكارثة تضر المواطن المصري في سد حاجته من الزيت، الأمر الذي يؤدي إلي ارتفاع الأسعار، لافتًا إلي أن المنتجات المستوردة أسعارها مرتفعة مما سوف يدفع مصر في أحد الأيام بالتوقف عن الإستيراد من الخارج في حالة المرور بأزمة اقتصادية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً