كثيرة هي الأحزان والآلام التي قد تودي بالبشر إلى خلل نفسي، بعضهم يلجأ بسببه إلى الانتحار والآخر قد يلجأ إلى تدمير ذاته وغيره، دون أن يدري ماذا هو فاعل، وتسعى المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لمجابهة المرض النفسي حول العالم، وذلك بالاحتفال كل عام في العاشر من أكتوبر، باليوم العالمي للصحة النفسية، للتوعية إلى قضايا الصحة النفسية عمومًا.
هدف اليوم العالمي للصحة النفسية
كانت أول الاحتفالات باليوم العالمي للصحة النفسية في عام 1992بعد مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وهي منظمة دولية للصحة النفسية مع أعضاء وشركاء في أكثر من 150 بلد.
ويهدف إلى إجراء المزيد من النقاشات والأبحاث بشأن الأمراض النفسية خاصة التي تصيب الإنسان بدون إدراك منه، إضافة إلى محاولة إيجاد وسائل جديدة في وسائل العلاج والوقاية.
محاربة الاكتئاب شعارًا للعام
واختارت منظمة الصحة العالمية "الاكتئاب" ليكون موضوع هذا العام 2017، ونشرت على موقعها الرسمي العديد من المعلومات تحت عنوان "دعونا نتحدّث عن الاكتئاب"، مشيرة إلى أنه قد ينتهي بالشخص إلى مصير الانتحار الذي هو الآن السبب الرئيسي الثاني للوفاة بالعالم بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، أو التوجه إلى حياة الجريمة.
وذكرت منظمة الصحة النفسية عبر موقعها الرسمي أن الاكتئاب، اضطراب نفسي شائع يصيب الناس في جميع أعمارهم وفي جميع مناحي الحياة بالبلدان كافة، كما أن الفقر والبطالة وبعض أحداث الحياة مثل وفاة أحد الأحباب أو انتهاء علاقة عاطفية أو شخصية، تزيد من خطر الإصابة به، وهو مرض قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض جسدية عديدة، وقد يسبب مشاكل تتعلق بمعاقرة الكحول والمخدرات والإدمان عليها.
وأشارت تقارير المنظمة إلى أن معاناة أكثر من 300 مليون شخص من الاكتئاب، وهو السبب الرئيسي للإعاقة، كما أن أكثر من 260 مليون يعيشون مع اضطرابات القلق وكثير من هؤلاء الناس يعيشون مع كليهما، وتقدر دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن اضطرابات الاكتئاب والقلق تكلف الاقتصاد العالمي 1 تريليون دولار سنويا من فقدان الإنتاجية.