على مدار الساعات القليلة الماضية، أثارت مجموعة من الصور لبعض زجاجات الخمر المدون عليها كلمة "حلال"، جدلا واسع بين رواد السوشيال ميديا، بالإضافة إلى لفظ الجلاله المدون هو الآخر على ذات العبوة.
ورغم أن العرف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية تحرم هذا الشراب وفقًا للعقيدة الإسلامية لأهداف وغايات سامية، أبرزها صيانة الجسد من الأمراض والحفاظ على الصحة، وجعل الإنسان يقظا عند التعامل مع الأخر كما يقول بعض العلماء، مستبعدين أن يكون هناك خمر حلال.
في هذا السياق يقول دكتور التحاليل الطبية سعيد البرعى، إن تحريم شرب الخمر فى الإسلام جاء لغاية وهي الحفاظ على صحة وعقل وسلامة الإنسان، موضحا أن الخمر يحتوى على مادة الميثانول التي تتفاعل بشكل سريع داخل الجهاز الهضمي فى أقل من نصف ساعة.
وأضاف "البرعى" أن الميثانول هو المكون الرئيسي للخمر ويتحول من الفورماهليد إلى الفورماليك فى 3 دقائق، وبالتالى يزداد معدل ارتفاعه فى الدم متحول إلى مادة سامة، مؤكدا على أن هذه المادة يمكن أن تقضى على حياة الإنسان فور تناولها.
وأشار البرعى فى تصريح خاص لـ "أهل مصر" إلى أن نسبة الكحول تختلف من عبوة إلى أخرى، فقد تصل هذه النسبة فى عبوة 8%، بينما فى عبوة أخرى قد تصل نسبتها لـ100%.
ومن جانبه يقول الدكتور محمد إبراهيم المتولى استشارى التحاليل الطبيية، إن شارب الخمر تلحق به بعض الأضرار على المدى القصير أي لا تأخذ وقتا طويلا فى الظهور على الشخص، موضحا أنها تؤثر على المخّ ومسارات التواصل العصبية، مضيفا أنه قد يؤدي بدوره إلى فقد القدرة على الحُكم على الأمور والأحداث، مبينا أن الشخص لا تكون حركاته متزنة في المشي والقيادة.
وأكد المتولى"فى تصريح خاص لـ أهل مصر"، أن هناك بعض المشاكل الأخرى التى قد تصاحب المدمن بعضها يتعلق بالذاكرة مثل التفكير البطيء، والبعض الآخر يتعلق بالبنكرياس، وسرطان الفم، وسرطان الحلق، وتغييرات وتقلُّبات في المزاج والسلوك كالإكتئاب.
وأوضح دكتور التحاليل الطبية، أن هناك علامات شكلية تظهر على الشخص المدمن مثل صغر العينين، وأنف قصير، وشفة علوية دقيقة، بالإضافة إلى مشاكل في النمو، رأس صغير، ودماغ بحجم أقل من المولود.
ولفت المتولى إلى أن أكثر الأجهزة التى تتأثر بالخمر هى الكليتان، مفسرا ذلك بأنها تصفّي الدم من السموم العالقة به، مبينا أن
في جسم الإنسان الطبيعي يصلُ الدّم مصفّيًا من جهة الكبد، ولكن في حالة الإنسان المُتعاطي فإنّه يتعذّر على الكبد أن تقوم بعملها، ممّا يؤدّي إلى إصابتهما بخطرٍ كبير.
واستطرد "المتولي" أن الجهاز العصبي يتأثر هو الآخر من تناول الخمرِ، مؤكدا على أنه يصاب بحالة تخديرٌ في المَراكز العصبيّة العُليا ممّا يُسبّب بطء سريان الدم في شريان المخ، وبالتالي القيام بأعمالٍ غير إراديّة؛ كارتعاش اليدين، والترنّح، والهذيان، والخبل، وضعف الحواس، وعدم الشعور بالمسؤولية، واضطراب القدرة العقليّة التي قد تقود للجنون.
وعلى صعيد متصل يصف الدكتور صالح محمد عبد الحميد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، من يدعي بأن الخمر حلال، بالجاهل المنكر لشيء معلوم من الدين.
وأوضح "عبد الحميد" في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن "تحريمها صريح في كتاب الله عزوجل في سورة المائدة، بعد التدرج في تحريمها مراعاة لحال المسلمين في بداية الإسلام، وقد توطنت وتعودوا عليها فجاء النص القاطع بعد التدرج في سورة المائدة في قوله تعالى: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).
وتابع "عبدالحميد" أن النبي حرمها تحريما قاطعا حينما لعن شاربها وحاملها وبائعها وكل من يساعد على شربها وانتشارها، فالخمر بأنواعها سواء من عنب أو بلح أو شعير أو كل شراب يغيب العقل الذي امتن الله به على الإنسان فهو حرام ومن أكبر الكبائر، فهذا شيء مسلم به في شريعتنا، ولا يحتاج ردًا أو توضيحًا وكل من يناديا ويدعي حليتها فقد افترى على الله إثما عظيما.