دأبت قطر في العقدين الآخيرين، على التغريد خارج سرب الدول العربية، والخروج على الإجماع العربي وثقافته وعاداته وتقاليده، والبدء في سلك نهج جديد وهو التدخل بأزمات سوريا واليمن وليبيا وفلسطين، وآخرها الأزمة الخليجية، مع كل من مصر والسعودية والإمارات، والبحرين، وإنما أيضًا في نهب وتدمير كنوز العرب الأثرية، بما يتنافى مع الأخلاق العربية والثقافية.
وبدأت الدوحة فى عام 2006 بتدشين ما يعرف بالمكتبة التراثية، وهى مكتبة تابعة لما يعرف بهيئة متاحف قطر، وتترأسها الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثان، ولكن من أين الكتب ومن أين التراث ليأتي في دولة فقيرة وصغيرة ثقافيًا وتراثيًا؟ نرصد في التقرير التالي أبرز ما سرقته قطر من كتب وغيرها لبناء حضارة من حضارات عريقه.
في 2006 الاستيلاء على" أجولة كنوز"
تمكنت الدوحة من الاستيلاء على "أجولة كنوز" من مكتبة الإسكندرية، وهى عبارة عن كتب ومخطوطات ووثائق نادرة، للكتاب المصريين وتاريخ مصر الحضاري والعريق.
ولم تتوقف الإمارة الخليجية الصغيرة عند ذلك الحد، بل عملت جاهدة على استقطاب العاملين المصريين فى هذا المجال، للعمل برواتب مغرية فيما أسمته هيئة متاحف قطر، ولم يوضح "الفقي" حقيقة المشروع الثقافى القطرى، وخطورته على مستقبل مكتبة الإسكندرية، كما لم يوضح عدد الموظفين الذين نجحت الدوحة فى استقطابهم، فى ظل ما تملكه "دويلة الخليج" من أموال طائلة، ترصد بعضها بهدف ضرب مصر ثقافيا.
في عام 2008 "متحف الفن الإسلامي في قطر"
جمعت مقتنيات المتحف من أوروبا وآسيا، ويتراوح تاريخها بين القرن السابع الميلادي وصولا إلى القرن التاسع عشر، وتمثل مجموعة المقتنيات التنوع الموجود في الفن الإسلامي، والمعروضات ما بين الكتب والمخطوطات وقطع السيراميك والمعادن والزجاج والعاج والأنسجة والخشب والأحجار الكريمة والقطع النقدية المصنوعة من الفضة والنحاس والبرونز، التي يرجع تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام وبالتحديد إلى العهد الساساني، وترجع أحدثها إلى العهد الصفوي، مرورا بالعصرين الأموي والعباسي، كما يضم المتحف مركز أبحاث بالإضافة إلى مكتبة للفن الإسلامي إلى جانب مقتنياته.
واستمر جمع المعروضات البالغ عددها 800 قطعة فنية 15 عاما والتي توثق لفترة 1400 سنة من تاريخ الفن الإسلامي وحرصت السلطات القطرية للحفاظ على القطع الفنية، بوضعها في مستودع مكيف بإحدى الثكنات العسكرية، ريثما يتم الانتهاء من بناء المتحف، بالإضافة إلى الجهد الكبير الذي بذل في البحث عنها في العديد من المتاحف والمراكز الثقافية حول العالم، خاصة أن البعض منها لم يعرض إطلاقا مسبقا، فيما عرض البعض الآخر لفترات محدودة.
سرقة قمر صناعي ليبي في عام 2013
حولت الدوحه مدار قمر صناعي ليبي، وقت مفاوضاتها مع شركة بي إن سبورتس الفرنسية، لتطوير بثها ومنع حدوث أي حالة حجب للإشارة فى النايل السات وعرب سات وسرقت قطر القمر الصناعى سهيل سات المملوك لليبيا، الذي أطلق عام 2007 لأول مرة في خطوة أثارت جدلًا واسعًا الذي أطلق من قاعدة" جويانا" الفرنسية بتكلفة بلغت 400 مليون يورو، ومساهمة وصلت لـ 60% مقابل 40% من الأسهم للاتحاد الإفريقى وقمر أوتيلسات الفرنسي.
في عام 2017 التنقيب علي الأثار في السودان
بدأت قطر تولي اهتمامًا، بالآثار والتنقيب عن الذهب في المنطقة النوبية بشمال السودان غطاء، لسرقة قبور الفراعنة، نظرًا لوجود مسئولين نافذين بالسودان يعملون على نهب وتجارة الآثار خاصة عقب زيارة الشيخة موزة والدة أمير قطر للخرطوم أنذاك، واللافت أن أهالي المنطقة رأوا مروحيات تهبط المنطقة، وأن البعثات القطرية تنقب ثم تنقل الآثار للخارج، لأن المنطقة النوبية كلها آثار.
هذا بخلاف تدمير الدوحة، للآثار السورية والعراقية، على مرأى ومسمع العالم.